الموضوع: قصة ليث
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-2013, 03:05 AM   رقم المشاركة : 3
دانة الكون
مديرة المنتدى

رونق المنتدى
 
الصورة الرمزية دانة الكون
الملف الشخصي






 
الحالة
دانة الكون غير متواجد حالياً

 


 


أصبحت عيناي تبحثان عن مكان ليث تلقائيا ودون تفكير أجدني ذاهبة إليه , أسأله , أتحدث إليه , وهو يجيب ولا يجيب , كان الصمت هو أكثر شيء يتقنه ليث , صمت متوج بابتسامة بائسة مطأطأ الرأس كعادته ينظر إلي بطريقة غريبة حيث أحس أحيانا بخبث تلك النظرة وهو يستلها من بين صمته وطأطأة رأسه , تدور عيناه بطريقة غريبة موجها بصره إلي .
قررت بعدها مراقبة ليث في داخل الفصل , هل هو يختلف عما هو عليه هنا ؟ ما قالته معلمته يؤكد اختلافه تماما .
استأذنتها يوما لأحضر لمراقبته , وفعلا حضرت , كان ليث مختلفا , لا ليس مختلفا فلا زال صامتا ولا زالت ابتسامته تلك كما هي , ولكن ما يختلف هنا أنه يجد بجانبه من يضايقه فهو دائم الحركة ومضايقة زملائه يضرب هذا ويدفع هذا وينتقل من مكانه ويفعل كل ذلك بابتسامته المعهودة وصمته المعهود أيضا , وما إن تنهره معلمته حتى يعود لمكانه وهدوئه بنفس الابتسامة والهدوء أيضا وكأنه لم يفعل شيئا .
تضايق منه زميله حتى قال لمعلمته : أستاذة إذا لم تعاقبيه سأضربه أنا .
نقلته معلمته إلى مجموعة أخرى ونفس النتيجة مع زميلته هناك .
لم يكن بيد المعلمة إلا أن تنقله على طاولتها هي فقالت له : أحضر كرسيك وتعال اجلس هنا .
أحضر ليث كرسيه وجلس على طاولة المعلمة ولكن ...
كان قريبا من المجموعة الأولى فصار ينتهز أية فرصة لانشغال المعلمة فيقوم من مكانه ويذهب يشاغب في تلك المجموعة مضايقا زملاءه كالسابق وكأن المعلمة لم تنقله ولم تنهره ولم تفعل أي شيء .
أحس أنه في عالم آخر غير عالم الحصة والمعلمة والتلاميذ , ولكن ترى ما هو هذا العالم !!
سجلت بعض ملاحظاتي في مذكرتي التي حملتها معي واستأذنت للخروج وخرجت بألف تساؤل يسيطر علي :
ترى كيف الدخول لعالم ليث ؟
كيف يمكن تحسين مستواه ؟
كيف يمكن إشعاره بما يجري حوله ؟
كيف يمكن نقل الشعور إليه بأنه تلميذ وهذه مدرسة وهذه معلمة وهؤلاء تلاميذ وهم زملاؤك ؟
كيف نستطيع أن نوصل إليه فكرة أنه يجب أن يتعلم ؟؟
يجب أن ينتبه للمعلمة ؟
كم هائل من الكيف ؟ و أكثر منه ( لماذا )
خرجت بكل هذه التساؤلات وقرار مواصلة المشوار علني ألج إلى داخل نفس ليث .

في يوم آخر قررت أن أحضر معه حصة في مواد المجال الثاني فصادفت تلك الحصة حصة علوم , لاحظت نفس الحالة التي لاحظتها في حصة التربية الاسلامية ولكن الفرق أنه هنا انشغل بمراقبة التلاميذ وليس مضايقتهم ذلك أن الحصة كانت عن الأصوات واختلافها , فكان التلاميذ ومعلمتهم يطبقون تطبيقا عمليا على بعض الأدوات التي تصدر أصواتا وكان التفاعل كبيرا والحصة رائعة ولكن ليثا كان نسيجا وحده إلا أنه هنا يشعر بالحصة يراقب ما يفعله التلاميذ بابتسامته المعهودة .
لم أر له أي دور في الحصة غير المراقبة .
وكالعادة سجلت بعض الملاحظات واستأذنت خارجة .


>>> يتبع <<<







التوقيع :










.
.
آخر تعديل دانة الكون يوم 16-03-2013 في 03:06 AM.

رد مع اقتباس