استيقظت في الصباح الباكر .. فاليوم هو الأربعاء .. يوم عقد قراني على سالم
كم أنا سعيدة .. و أخيراً أتى حلم حياتي ..فهذا اليوم قد طال انتظاره و هاهو قد أتى ... و لكن ما يحززني هو عدم تواجد هاني أخي الوحيد بجانبي .. فقد تمنيت أن يكون معي هو و ريتا زوجته في هذه اللحظة
******
ذهبت الى الكوافير برفقة سجى أكاد أطير من الفرح هل هذا معقول !؟ لا بالتأكيد أنا أحلم .. مستحيل !!
الكوافيره : أهلين سجى كيف حالك ؟
سجى : الحمد الله . كيف حالك يا رولا ؟
الكوافيرة " رولا " : الحمد الله .
هناء : هل تعرفيها يا سجى ؟
سجى : نعم .. فأنا على معرفة جيدة بها .. فأنا دائما أتردد على هذا الكوافير عند المناسبات .
سجى : رولا هذه هناء ابنة خالتي .
رولا : تشرفت بمعرفتك .
هناء : و أنا كذلك .
سجى : رولا اليوم هو عقد قران هناء على أخي سالم .. اعملي لها مكياج و تسريحة يليقان بها .
رولا : بالتأكيد ..
هناء " صامتة "
رولا : هذا هو الكتالوج اختاري لكٍ تسريحة و أريني فستانك لأختار لك ألوان المكياج التي تناسبك .
هناء : حسناً .. هذا هو الفستان ..
رولا : انه جميل جداً .
هناء : شكراً.
فهاهي الكوافير ه رفعت شعري الطويل و أنزلت بعض الخصلات و أضافت بعض اللمسات الأخيرة عليها ..
و وضعت لي بعض المساحيق الهادئة على وجهي التي تناسب لون فستاني فأنا لا تناسبني الألوان القاتمة ..
أما سجى لم تعمل تسريحة فقد اكتفت بسشوار شعرها و وضع لها المساحيق التي تناسب لون فستانها .
هناء : سجى من الذي سيأتي لاصطحابنا ؟ وليد أم محمد ؟
سجى : محمد .. سأتصل به الآن .
سجى : الو ..
محمد : مرحباً سجى ... هل انتهيتما ؟
سجى : نعم .. متى ستأتي ؟
محمد : الآن أنا في الطريق .
سجى : حسناً .. إلى اللقاء .
محمد : إلى اللقاء .
سجى : هيا يا هنا فقد أتى محمد .
******
لبست فستاني الزهري و أنا أنظر لنفسي عبر المرآة و أفتر به كالطفلة الصغيرة .
سجى : انك في قمة الروعة يا هناء .
هناء : هكذا تخجليني يا سجى .
سجى : أنا أخجلك بهذا الكلام !؟ ... إذاً سالم ماذا ستفعلين معه ؟
هناء : سالم شيء آخر ..
أم هاني : هيا يا هناء فقد أتى سالم و الشيخ و الشهود .
هناء : حسناً الآن سآتي .
هناء : سجى .
سجى : نعم .
هناء : أنا خائفة ..
سجى : من ماذا يا هناء ؟
هناء : لا أعرف .. أشعر بتوتر شديد .
سجى : هذا طبيعي يا هناء .. هيا تعالي كي لا نتأخر .
ها أنا الآن أقدم خطوة و أأخر خطوة .
سجى : هناء ما بك تمشين هكذا ؟ هيا أسرعي.
هناء : أنا خائفة و متوترة .
سجى : أوه يا هناء الذي يراكِ يقول أنه عقد قرانك الأول !! .. هيا أسرعي خطواتك !.
هناء : حسناً.
و أخيراً وصلت للغرفة التي سيعقد قراني بها و أول ما وقعت عيناي به هو " سالم " الذي ينظر لي بنظرات غريبة لا داعي أن أفسرها .. أعتقد أنكم تعرفون !
***
و بعد عقد القران بدأت حفلة الخطوبة المكونة من الأقارب و صديقاتي فقط فأنا لم أحب أن أقيم حفلة كبيرة كما قبل عشرة سنين ..فأنا لم أعد فتاة في التاسعة عشرة من عمرها .
كم أشعر بالتوتر فقد كانوا الحضور ينظرون لي بإعجاب و تأتي واحدة تلو الأخرى لتبارك لي ..
" ابعدوا نظراتكم عني !"
" فأنتم تشعرونني بالخجل !!"
أريد أن أبكي .. نعم أريد أن أبكي .. فها قد خرجت من بيت والدي إلى بيت زوجي .. أنا أعرف أنكم ستستغربون لشعوري هذا ، فكل فتاة حلمها أن يأتي يوم و تخرج فيه من بيت أهلها إلى بيت زوجها .
و فجأة سقطت مني دمعه لا شعورياً في نهاية الحفل و الحمد الله لم ينتبه لها أحد سوى سجى فاقتربت مني و سألتني.
سجى : ما بك يا هناء ؟ بماذا تشعرين ؟
هناء : أنتٍ تعرفين يا سجى ..
سجى : هذا طبيعي يا هناء .. و لكن لا أعتقد أن سر هذه الدمعة الغالية هذا التوتر
هناء: أشعر باشتياق كبير لهاني و ريتا و الطفلان ...كنت أتمنى أن يتواجدوا معنا بالحفلة ..فلست أنا الوحيدة التي عانيت مشقة تلك السنين فقد شاركني هاني همومي يا سجى و أزاح بعضها .
سجى : أنا أشعر بك ٍ يا هناء فلستٍ أنتٍ الوحيدة التي تمنيتٍ تواجدهم معنا .. جميعنا تمنينا ذلك .. اصبري لم يبقى سوى أسبوع و يرجع هاني و عائلته من السفر إن شاء الله .. فالتي استطاعت أن تصبر على فراق حبيبها عشرة سنين تستطيع أن تصبر على فراق أخاها أسبوع
ها قد انتهت حفلة الخطوبة و لم يبقى سوى خالتي و سجى و أتى سالم ليجلس معي في إحدى الغرف المجاورة
******
سالم : كيف حالك ِ يا هناء ؟
هناء : الحمد الله .. ماذا عنك يا سالم ؟
سالم : الحمد الله ... لماذا أنتٍ مبتعدة عني ؟تعالي و اجلسي بجانبي ..
" لا .. لا أريد دعني هكذا أفضل فأنا خجلة لا أستطيع التحمل "
هناء : حسناً .
و جلست بجانبه و وضع يده على خصري و يده الأخرى على يدي .. أوه يا سالم أبعد يداك عني !!"
سالم : هناء ... أحبك ..
هناء " صامتة " .
سالم : أنا غير مصدق نفسي يا هناء .. هل أنتِ الآن خطيبتي !!؟
هناء : و لماذا لا تصدق؟ صدق ذلك .. هل أقرصك !؟
سالم : لا ... لا داعي لذلك .. لقد صدقت ..
سالم : كم أنا أكبر محظوظ بكِ يا هناء .. أريد أن أطير من الفرحة .. أريد أن أغني .. أريد أن أجول بالشوارع و اهتف بأعلى صوتي كالمجنون و أقول أجمل عبارة
(( أحبـــــــــــك يــا هنـــــــاء )) ..
هناء : الهذه الدرجة تحبني يا سالم ؟
سالم : و أكثر ..
هناء : سالم أتذكر عندما كنت تغني لي ؟
سالم : نعم أذكر .. أتودين أن أغني لكِ الآن ؟
هناء : نعم .. لقد اشتقت لصوتك الرائع .
سالم : فقط لصوتي ؟؟
هناء : بل اشتقت لكل ما فيك يا حبيبي..
سالم : لم أسمع جيداُ.. أعيدي الكلمة مرة أخرى..
هناء : قلت يا حبيبي..
سالم : انها اجمل كلمة سمعتها بحياتي .. من أجمل انسانة بالوجود .
هناء : هيا يا سالم غني لي .
سالم : حسناً سأغني لكِ الآن ..هذه الأغنية للفنان عبد المجيد عبد الله .. فهي تناسبكٍ كثيراً خصوصاُ في هذه الليلة ..
سالم :
يا أرض احفظي ما عليكِ حبيب قلبي حضر .
يا ارض احفظي ما عليكِ حبيب قلبي حضر
اليوم طالع قمر في طلتك يا سلام.
حلاك بين البشر و اخذت مشي الحمام
يا ارض احفظي ما عليكِ حبيب قلبي حضر
يا ارض احفظي ما عليكِ حبيب قلبي حضر
اليووووووم .. اليوم هناء قمر
شفتك و ضاع الكلام
ضيعت حتى الغزل
اعذرني والله جمالك ما خلى فيني عقل
هناء : صوتك في قمة الروعه لم يتغير .
سالم " بابتسامة عريضة " : شكراً.
هناء : العفو .. ألست جائعاً؟
سالم : أنا ؟ كثيراً .
هناء : ماذا تريد أن تأكل ؟
سالم : أي شيء .
هناء : حسناً دقائق و أنا راجعة بالطعام .
هناء : أمي ماذا يوجد لدينا من الطعام فأنا و سالم جائعان ..
أم هاني : لقد صنعت لكما مكرونيا بالبشاميل تجدينها بالثلاجة خذيها و سخنيها .
هناء : حسناً
هناء : هاهو الطعام يا سالم .
سالم : هذه المكرونيا ليست من صنع يداكِ أليس كذلك ؟
هناء : كيف عرفت ذلك و أنت لم تذقها بعد !!؟
سالم : أعرف .. لأن طعامك يختلف شكلاَ و طعماَ عن طعام خالتي.
هناء : اليوم انشغلت كثيراَ .. لم أستطع أن أعد الطعام .
سالم : لا بأس فأنتِ معذورة منذ الصباح و أنتِ منشغلة لم ترتاحي .
هناء : ألم تقل أنك جائع ؟
سالم : بلى
هناء : اذاَ هيا كٌل .
سالم : لا تستعجلي علي .. سآكل .
و أكلنا أنا و سالم و كلاً منا ينظر للآخر
" و بعد مرور ساعة "
لن أخبركم بما حصل في هذه الساعه فهذا سر بيني و بين حبيبي.
سالم : أنا الآن مرهق سأعود للمنزل .. أراكِ غداً ان شاء الله .
هناء : ان شاء الله .
سالم : الى اللقاء.
هناء : الى اللقاء.
و بعدها عدت الى غرفتي و استلقيت على سرير و أنا أحمل ذكرياتي القديمة مع سالم التي اعتقدت أن حياتي قد انتهت بدخولة السجن .. أما الآن فأنا أحيا حياة جديدة مع حبيبي..
" أوه هاتفي ينبه بأن هناك رسالة جديدة ... انها من سالم
تقول الرسالة :
" تصبحين على خير يا حلوة "
فرديت عليه :
" و انت من أهله يا حبيبي "
ثم أخذت أقرأ في دفتر مذكراتي و اتذكر أحداث قصتي
" سالم و أنا "
أما الآن سأترككم لمتابعة أحداث القصة .
" نهاية الفصل الأول "