حين تتكاثر على القلب الغيوم ..
ويمسي باردا كأنه سحابة ..
يحار نفسه في هذه البرودة ..
ويمسي مفتشا عن دفء له ..
يضرب أخماسا في أسداس ..
يحاول الشطارة ..
يلمس النذارة ..
يهمس بالبشارة ..
ينتظر الإشارة ..
لكن ..
ما ثمة يد تشير ..
ولا قلب بالحب يطير ..
ولا صدر نحو المعالي يسير ..
فيرتد إليه فكره وهو حسير ..
**
لكن ..
في الروح لمعانا ..
وفي القلب حنانا ..
وفي العقل جِنانا ..
يتوق لها فوق السحاب ..
ويسمع همس خير الأصحاب ..
يراجع دفاتر قلبه ..
**
يفتش ..
عن شهيد كان معه في دربه ..
أو صديق وفي يبتغي عزه ..
أو أخ له من الود مداه ..
وخل هو من اصطفاه !
**
فتشرق في نفسه المعاني ..
بهذه الأنفاس الطاهرة في دفتره ..
دفتر الوفاء والصدق والرجولة والإباء ..
**
فينطق أن :
دفء القلب لذته تكون بكثرة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ..
كأنها في الفم شيء جميل ..
حتى قال أهل العلم : " من لم يجد مربيا له فهي تربيه وترتقي به "..
إذ مع كل صلاة يصلي الله علينا بها عشرا ..
وهو ربنا قال : { هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور }
ظلم الظلم ..
ظلم الكذب ..
ظلم المعصية ..
ظلم البهت ..
ظلم المزاج ..
ظلم ...
**
إلى النور ..
وجاء الظلم جمعا لأنه متعدد !
أما النور فواحد .. لأنه من واحد ..
ويبدأ لمعان الأنوار في النفس ..
تدوس على ظلمات كثيرة ..
حتى حبيبات منه ..
أو أوراقا بالية ..
**
لكن ..
دائماً
دائماً
دائماً
يحن المرء للنبي عليه الصلاة والسلام ..
ضمة
قبلة
مسحة
ابتسامة
ضحكة
لمسة
همسة
**
كل أولئك .. تكون بكثرة الصلاة عليه ..
فيكفنا الله الدنيا والآخرة ..
كما قال هو للصحابي المحب ..
عندما سأله : كم أجعل لك من صلاتي ؟
فصار يقول النِسب ..
حتى قال : اجعل لك صلاتي كلها !
إي كل الوقت ..
فتبسم الحبيب وقال :
إذا : يكفك الله أمر الدنيا والآخرة ..
**
هو ذا ..
هو حبيبنا ..
هو قدوتنا ..
هو شفيعنا ..
وهو نفسه قال :
( لا تحدثوني عن أصحابي .. أريد أن أخرج إليهم سليم الصدر )
**
وأي صدر ؟!
صدر شق مرتين ..
مرة : عند حليمة وهو يلعب .
ومرة : في السماء عند السدرة .
بهذا القلب يقول هذا !
**
فما بال قلوبٍ لا زالت تلعب عند غير " حليمة " !!
ولم ترضع الحلم بعد .. وربما ليست " سعدية " ! ..
**
فأنى لها : بسدرة المنتهى ..
لكن
نحبه
والله
والله
نحبه
فربما
يشفع فينا
ذاك الحبيب ..
**
بذا ..
تنقشع السحب .. ويأتي السعد .. بداية للعروج فوق العوج ...
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا