اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > منتدى المقالات والكتابات الشخصية
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-2011, 01:03 PM   رقم المشاركة : 1
محمد المهنا
" وفقه الله "
الملف الشخصي






 
الحالة
محمد المهنا غير متواجد حالياً

 


 

بمناسبة 11 سبتمبر : مشاهدات داعية شهد تلك الحقبة في الولايات المتحدة الأمريكية


بقلم : محمد بن سليمان المهنا






بسم الله الرحمن الرحيم






مشاهدات داعية بالولايات المتحدة الأمريكية



محاضرة ألقيتها بالمخيم الشبابي بجدة 1424هـ





الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد :



أيها الأخوة الكرام ، أيتها الأخوات الكريمات :



مازال العلماء والأدباء والفضلاء في الأمصار على اختلاف الأعصار يتسابقون إلى جمع الفرائد واقتناص الفوائد الشرائد ، يركبون كل عَرصة ، ويهتبلون كلَّ فُرصة ، يطلبون العلم والحكمةَ مظانَّها ، وقد قيل : ( الحكمة ضالة المؤمن ، حيث وجدها فهو أحق بها ) ويروى ذلك حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يصح .



وقد ذكر أهلُ الأثر والسير أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خرجوا بعد موته من المدينة وتفرقوا في البلاد ، فمنهم من خرج غازياً مجاهداً ، ومنهم من خرج داعياً إلى الله معلماً ، ومنهم من كان يطلب رزق الله وفضله ، ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) .



وبهذا فتح هؤلاء المستضعفون الأرضَ ، وصاروا أئمتَها وقادتَها ، وحماتَها وهداتَها بهممٍ لا تملُّ وعزائمَ لا تكلُّ ، وهم يقرأون قول الحق جل ذكره ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .


ومن أوائل من حفظ التاريخ خبرَ رحلتهم في طلب العلم والدعوة إليه ، نبيُ الله موسى صلى الله عليه وسلم ، وخبرُهُ مع الخَضِر في سورة الكهف أشهرُ من أن يُذكر .
ورحل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام البخاري في صحيحه :
( باب الخروج في طلب العلم : ورحل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أُنيس مسيرة شهر في حديث واحد ) !!
ولم تزل الرحلة في طلب العلم سائرةً بين أهل العلم حتى ألف الخطيب البغدادي كتاباً طار في الآفاق ذكره سماه : ( الرحْلَةُ في طَلَبِ الحَدِيْث ) .

ولم يكونوا - رحمهم الله - يخرجون من بلادهم ويجوبون الدنيا من أجل مزيد العلم فحسب ، ولكنهم كانوا يرومون فوائدَ كثيرةً كالتأدب بآداب العلماء والتخلُّق بأخلاقهم ومعرفة طرائقهم في التعليم والفُتيا ونشر العلم وعرضه على الطلاب ، والتعرف على أساليبهم ومصطلحاتهم ومعاقدِ إجماعهم ومواطنِ اختلافهم وتعلمِ احترامهم وكيفيةِ التعامل مع المخالف منهم ، إلى غير من الفوائد التي يجنيها من رحل يطلب العلمَ والحكمةَ .

ولذلك سأل عبدُ الله بنُ الإمام أحمدَ أباه فقال : يا أبت ، هل ترى لطالب العلم أن يلزم رجلاً عنده علمٌ كثيرٌ فيكتبُ عنه ، أو يرحل ؟ فقال الإمام رحمه الله : بل يرحل ، يكتب عن علماء الأمصار ، يشامُّ الناس ، يسمع منهم ويتعلم .
قال ابن الأثير في النهاية : يقال شاممت فلاناً : إذا قاربته وتعرفت ما عنده .

وقد اشتهرت الرحلات بأنواعها وأغراضها في وقت مبكر من تاريخ الإسلام حتى صار ذلك فناً مشهوراً من فنون الآداب ، كتبوا فيه وصنفوا وأرَّخوا حتى جاء الرحالة الذين طوفوا الآفاق .
ومن أوائلهم : أبو الحسين محمدُ بنُ أحمدَ بنِ جبيرٍ المتوفى عام أربعة عشر وستمائة للهجرة وكتب رحلته الشهيرة .

وأشهرُ من رحلة ابن جبير ، رحلةُ ابنِ بطوطةَ محمدِ بنِ عبدالله الطنجي المتوفى بعد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بنحوٍ من خمسين سنة عام سبعة وسبعين وسبعمائة للهجرة وسماها : ( تُحْفَةُ النُظَّار ، في غرائبِ الأمصارِ وعجائبِ الأسفار ) .

وهذه الرحلة هي أشهر الرحلات العربية ، ومن أسباب شهرتها وذيوعها أنها امتدت أعواماً متطاولة ، فقد لبثَ ابنُ بطوطةَ في رحلاته ثمانية وعشرين عاماً دخل فيها بلاداً بعيدة كالصين وأندونيسيا مع أنه كان من أهل المغرب .
واستمر هذا الفن من فنون الآداب قائماً إلى هذا الزمان الذي تيسرت فيه وسائل السفر ولذا وجدت كتب الرحلات حول العالم ولم تكن موجودة من قبل .

وممن صنف في الرحلات من المتأخرين: الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ، والعلامة محمد رشيد رضا ، وأمير البيان شكيب أرسلان والشيخ محمد المجذوب في كتابه : ( ذكريات لا تنسى ) ، ذكر فيها مشاهداته في عدد من بلاد العالم وعُني بالحديث عن واقع المسلمين وأحوال الدعوة الإسلامية في تلك البلدان .
ومن أكثر من كتب في هذا الفن الماتع : الشيخ محمد بن ناصر العبودي ، وله كتب كثيرة وأحاديث أذاعية شهيرة ، وهو من أشهر الرحالة المعاصرين ، وقد تُذهل إذا علمت أن له 125 كتاباً مطبوعاً و 100 كتاب لم تطبع بعد !!

ومن العجائب ، رحلةٌ كُتِبتْ قبل أكثر من سبعين عاماً سماها صاحبها : (حول العالم على دراجة نارية في سبع سنوات) وذكر فيها أنه جاب الأرض كلها على تلك الدراجة وقطع مائة وثلاثة وخمسين ألف كيلو متر ، وهي في مجلد كبير وليس لها غرض سوى المتعة ، ووقت المؤمن وهمته أغلى من ذلك وأعلى .

وهكذا يرى طالب العلم ومريد الفضل أن الارتحال في طلب الخيرات سنةٌ ماضية وعادةٌ متبعة وسبيلٌ حسن لمن أراد خيري الدنيا والآخرة ، فمن المغازي إلى الرحلة في طلب العلم إلى رحلات البحث عن الكتب والمخطوطات إلى الرحلات الدعوية إلى أنواع من الرحلات والأسفار التي يحمدها أهلُ العلم والديانة ، ويحث عليها أهلُ الفضل والصيانة .



***********



ومن هذا الباب ، ولهذه الأسباب ، أحببت أن أضرب في هذا الفن بسهم ، فقيدت شيئاً مما رأيت وسمعت واستفدت في رحلتي الدعوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
نعم ... يسر الله عز وجل لمحدثكم العبدِ الضعيفِ رحلةً دعويةً إلى تلك البلاد امتدت سنتين كاملتين ولله الحمد .
وذلك أني أُوفدت إلى هناك مطلع عام ألف وأربعمائة واثنين وعشرين ، إلى مدينة ( لوس انجلس ) بولاية ( كالفورنيا ) بالجانب الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية : داعية رسمياً بمسجد الملك فهد بضاحية (كلفر سيتي) بغرب (لوس انجلس)
نعم ... يقولون داعية ، وإن زماناً يُنعت فيه مثلي بالداعية ، إنه لزمان عجيب !!


ولكن البلاد إذا اقشعرَّت ...... وصوَّح نبتُها رُعيَ الهشيمُ


وقد كانت تلك الرحلة حافلةً بالأحداث والمشاهدات ، وذلك أنها وافقت زماناً هو من أكثر الأزمان حرجاً في تاريخ العالم المعاصر ، وفي تاريخ الولايات المتحدة على وجه الخصوص .
فقد مكثت هناك خمسة أشهرٍ في هدوءٍ تامٍ وسلامٍ عامٍ حتى حدثت تلك الأحداث الجسام ، أحداثُ الحادي عشر من سبتمبر .
وقد اضطرب المسلمون عند وقوع ذلك الحدث اضطراباً واضحاً ، فمنهم من امتنع من الخروج من بيته أياماً خوفاً من موجةِ غضبٍ شعبيةٍ عارمةٍ ، وأُغلقت بعض المساجد وقرّت النساء في البيوت أسابيع لا يخرجن خشية أن يعرفن فيؤذين.

ولكننا ما لبثنا يومين أو ثلاثةً حتى تبين للمسلمين أنهم بأمانٍ ، وأن الشارع العامَّ لا يحمل أي مؤشراتٍ أو نذراً للشر والانتقام فرجعوا إلى بيوت الله ، وكانت أولُ جُمعةٍ بعد الأحداث حافلةً بالمصلين حيث عبَّر فيها الخطباءُ عن إنكارهم لما حصل ، ودعوا الحكومة إلى توخي العدل والحكمة في معالجة الأمور وعدم تعميم الأحكام على الجميع.

ثم استقرت الأمور وأمن الناسُ على أنفسهم وأهليهم وشهدت المساجدُ أنواعاً من النشاط والعمل والتواصل مع المواطنين الأمريكيين .

ولقد رأيت من ذلك ألواناً ، فمنها : باقاتُ الزهور التي وضعها بعضُ جيران المسجد ووضعوا معها عباراتٍ يذكرون فيها اطمئنانهم بجيرة المسجد ورؤيةِ رواده ، وينكرون ما شاع في وسائل الإعلام واشتهر من الوقيعة في الإسلام والمسلمين .

ومنها : الزياراتُ المتكررة إلى المسجد من قبل جيرانه ومن قبل المدارس المجاورة والجامعات والجمعيات والكنائس بل ومن رجال المعابد اليهودية ، يأتون زُرافاتٍ ووحداناً وربما شهدوا الصلاة وربما حضروا الجمعة وربما عقدوا مجالس للمناقشـة حول دين الإسلام .

أما طلب الكتب المعرِّفة بالإسلام فحدِّث عن ذلك ولا حرج ، ولقد وزِّعَ في شهرين ما أُراه لم يوزَّع في سنينَ كثيرةٍ بسبب كثرة الطلب وحماس المسلمين لنشر دينهم وبيان عقيدتهم وتبرئة ساحتهم .

وأصبح الحديثُ عن الإسلام في وسائل الإعلام بين مادح وقادح ، وبين مدافع ومهاجم ، أصبحَ ملء السمع والبصر حتى إن المتأمل ليظنُّ أنه لم يبق بيتٌ على هذه البسيطة إلا دخله ذكر الإسلام ، وصدق من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم إذ قال : ( ليبلغن هذا الدينُ ما بلغ الليل والنهار ، ولا والله لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل ) أخرجه أحمد من حديث تميمٍ الداري بسند صحيح .

ومن العجائب - والعجائبُ جمَّةٌ - ما حدث في تلك الآونة في ولاية ( ميرلاند ) وهي ولايةٌ قريبةٌ جداً من العاصمة واشنطن دي سي .

فعندما تحدَّث الإعلامُ عن الإسلام واتهموه بالعنف والإرهاب ووصموه بأشنع الأوصاف والألقاب ، اعترض المسلمون على ذلك وعتبوا على بعض التصريحات الرسمية مما دفع الرئيس الأمريكي إلى زيارة المركز الإسلامي في واشنطن ثم ألقى خطاباً نقلته جلُّ وسائل الإعلام العالمية ، أثنى فيه على الإسلام وتحدث عن سماويته وأنه دين عظيم يدعو إلى الخير والعدل والسلام.

فلما قضى الرئيس كلمته إذا بالمركز الإسلامي في ( ميرلاند ) يتلقى مكالمة من ثلاثة شبان أمريكيين وهم يقولون : لقد سمعنا كلمة الرئيس وعلمنا – لأول مرة – أن هناك ديناً سماوياً اسمه الإسلام ، وذكروا رغبتهم في التعرف على هذا الدين ، ففرِح بهم المسؤولون عن المركز وأمدُّوهم ببعض الكتب المعرِّفة بالإسلام .

وما هي إلى مدةٌ يسيرةٌ حتى جاء أولئك الشبان إلى المركز وهم يقولون إننالم نسمع بالإسلام إلا من فم الرئيس ، وقد اطَّلعنا على رسالة الإسلام وإنا نشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم . وصدق نبينا الصادق المصدوق إذ قال : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) متفق عليه

وفي هذا عبرة للدعاة والمهتمين وللمسلمين أجمعين ، فإن أولئك الشباب لم يسمعوا بالإسلام إلا من طريق ذلك الخطاب مع أنهم يسكنون قرب مركز إشعاع الدعوة الإسلامية في الأمريكتين ، وهو العاصمة الأمريكية واشنطن التي تزخر بعدد كبير من المساجد والمراكز والمعاهد والجامعات الإسلامية ، وعددٍ كبير من الدعاة وطلبة العلم والمهتمين بالشؤون الإسلامية .

وهذا دليلٌ على أننا مهما بذلنا من الجهود وطبعنا من الكتب وأرسلنا من الدعاة إلا أن الحاجة أكبرُ من العطاء ، والميدان يسع عدداً أكثر من العاملين .
ولقد كان أحد الدعاة ينصب طاولةً في ساحات الجامعات الأمريكية ويجعل عليها مجموعة من المصاحف المترجمة والكتب والنشرات المعرفة بالإسلام ، فوقفت عليه ذات يوم وسألته عن إقبال الطلاب الأمريكيين على التعرف على الإسلام فقال :
كان يقف على الطاولة كل يوم عددٌ لا يتجاوزون العشرين ، ثم قال : فأما الآن فيمر عليها من الثمانين إلى مائة طالبٍ كل يوم ولله الحمد .
وحدثني أحد الدعاة في جزر ( هاواي ) وهي تقع في وسط المحيط الهادي على مسافة اثنتي عشرة ساعة بالطائرة من العاصمة ( واشنطن ) ، قال :

كنا ندعوا إلى دين الله عز وجل ، وكنت ألقي كل شهر قريباً من ثلاث محاضرات ، قال : فأما الآن فأنا أُدعى إلى أكثر من ذلك العدد بكثير أسبوعياً ، فسألته عن عدد الذين أسلموا معه في تلك الجرز النائية البعيدة عن كل شئ ، فقال : أسلم على يدي وحدي بحمد الله مائة واثنان وعشرون ، فقط في العام المنصرم عام 2002 م .

ثم سألته عن أعجب ما رأى خلال تلك السنة فقال :
امرأة قارب عمرها الخامسةَ والثمانين حضرتْ محاضرة ألقيتها في كنيسة ، فلما بدأتُ المحاضرة وتحدثتُ خمساً وعشرين دقيقة إذا بالمرأة العجوز ترفع يدها التي أضعفها كرُّ السنين فقالت : يكفي .. يكفي ، قد اقتنعتُ بما تقول وأنا الآن مستعدةٌ لدخول هذا الدين ثم نطقتْ بالشهادة في مجلسها وخرجت موحدة مؤمنة بالله ربها ، قال : فرأيت تلك العجوز مرات وكرات لابسة حجابها تأتي إلى المسجد لتشهد الصلاة .

ومن أعجب ما اتفق لي – أنا شخصياً - أني طلبت زيارة بعض السجون الأمريكية للحديث إلى السجناء ، فأُذن لي في ذلك ، ودخلتُ سجن الأحداث قرب مدينة (سانتا باربرا) والأحداث هم السجناء بين سن الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين ، فماذا تظنون قد رأيت ؟
رأيت مجموعة من السجناء قد جُمعوا في قاعة واحدة للمحاضرات وقد قسموا قسمين ، فكان أحد جوانب القاعة مخصصاً لجلوس السجناء المسلمين والآخر للسجناء غير المسلمين وكلهم مسلمُهم وكافرُهم من الشباب الأمريكيين والمكسيكيين .
فلما دخلنا إذا بأحد الدعاة المسلمين الأمريكيين الرسميين قد سبقنا وكان دائم الصلة بهم ، وكان يعلمهم أحكام الصلاة وصفتها .
فلما رآنا الداعية سلَّم علينا ثم عرَّفنا بأولئك الشباب المسلمين وكانوا قريباً من نصف السجناء ثم طلب منهم أن يقوموا بعرض ما تعلموه من أحكام الصلاة وصفتها أمام الزائرين ، فصار كلُّ واحد منهم يأتي إلى منصة القاعة ثم يجعل يديه في أذنيه ثم يرفع الأذان بلكنته المعروفة ثم يقيم ثم يؤدي الصلاة كاملةً بقراءتها وأذكارها، فإذا فرغ سلَّم علينا ثم أخذ جائزته المتواضعة ومضى .
يالها من لحظاتٍ عجيبةٍ تلك التي ترى فيها شباباً في أوائل سني حياتهم ووفور صحتهم وقوتهم خرجوا من بيوت وربما من مدن وقرى لم تشهد قط من يقول لا إله إلا الله ولم يسمعوا منادياً ينادي للإيمان ثم يدخلون السجن بجرائم تهتزُّ لها الجبال ثم لا يلبثون إلا وقد سمعوا نداء الفطرة ودعاية الحق من طريق داعيةٍ صادقٍ أو كتابٍ موثقٍ في تلك السجون الموصدة وإذا بالإيمان يدخل قلوبهم والإسلام يشرح صدورهم ويضئ وجوههم.
وأعجبُ من ذلك أنهم مرَّوا بنا على قاعة الفتيات وعندهن متحدث يتحدث إليهن وإذا بربع الحاضرات قد أسلمن في السجن وتحجبن ، ولقد رأيت واحدة منهن قد وضعت النقاب على وجهها ، فو أسفا على بنات المسلمين !
وأوضاع السجون في أمريكا داعية إلى السرور ، فما أكثر أولئك الذين دخلوها مجرمين وخرجوا منها مسلمين مسالمين .
ولكنهم بحاجة إلى العناية وبذل الجهد المزيد وبحاجة إلى المواد الدعوية والأنشطة التوعوية والمسابقات الإسلامية وقبل ذلك وبعده وأثناءه هم بحاجة إلى مؤسسات خيرية إسلامية تُعنى بشؤونهم وتتلمس حاجاتهم .

ومن أهم أغراض الترحال : لقاء العلماء والنبلاء ، وقد كان السلف الصالحون رضي الله عنهم يرحلون الأيام والشهور طلباً لذلك اللُقي ، وكان أحدهم يقرع أسنان الندم عندما يبلغه خبر وفاة من لم يتيسر له لقاؤه .

وذُكر عن الجاحظ أنه كان في أواخر أيامه وقد بلغ منه المرض مبلغه ، فجاءه زائر وقال: قد جئتك زائراً في الله ، فقال : كذبت ، ولكنك خشيتَ أن أموتَ ولم ترني فأتيتَ لتقول للناس إني قد لقيت الجاحظ !
فأما أنا فقد رأيت هناك رجالاً أخفياء ، وصلحاءَ وأتقياء ، فزادني ذلك يقيناً بأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد كان رحمة للناس كلهم كما قال الله عزوجل :
( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .

رأيت رجالاً نذروا أنفسهم لخدمة هذا الدين ونشر رسالة خاتم المرسلين ، يصِلون الليل بالنهار ويمضون أوقاتَهم ويستجمعون طاقاتِهم وربما بذلوا من أموالهم عملاً بوصية حبيبهم محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( بلغوا عني ولو آية ) .
ومن أولئك جماعة من الدعاة قد أنشأوا موقعاً إسلامياً كان من أوائل المواقع الإسلامية على شبكة الانترنت واسمه : ( اسلامك سيتي ) .

فذهبنا أنا وأحد المشايخ الفضلاء قاصدين زيارة الموقع والشدِّ على أيدي القائمين عليه، فلما دخلنا إذا بأحد الإخوة يحادث امرأة قد اتصلت من مدينة ( نيويورك ) وإذا هو يحدثها عن الإسلام ، ثم جاء إلينا وقال : إنها بحمد الله قد قبِلت وأقبلت فهل منكم من يلقنها الشهادتين ؟
ثم إننا سألنا الإخوة عن حالهم فذكروا ما يبهج الخاطر وحدثونا عن عشرات الآلاف من زائري صفحات ذلك الموقع كل يوم وأنهم يستقبلون كل شهر مليوني زائر وأن معدل الداخلين في دين الله يتراوح من شخص واحد إلى خمسة أشخاص كل يوم .
هذا والله هو الشرف ، وفيه فليتنافس المتنافسون وبمثله فلْيَمدح المادحون


ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً ...... لدى المجد حتى عُد ألفٌ بواحدِ


وبعدُ أيها الإخوة والأخوات :

هذه مشاهداتٌ تشهدُ بعظمة هذا الدين ، وتلك أخبارٌ ثابتةٌ تـثبِّتُ قلوبَ المؤمنين

( وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ، وجاءك في هذه الحق وموعظةٌ وذكرى للمؤمنين ) ،

فأبشروا يا معاشر الدعاة العاملين ، واعلموا أن ما خفي عنكم من ثمرات أعمالكم
التي قدمتموها لهذا الدين أضعافُ ما علمتم بحمد الله ..


( ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون )



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين







رد مع اقتباس
قديم 11-09-2011, 01:24 PM   رقم المشاركة : 2
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 

.
الحمـدلله على نعمة الإسلام ..’’

وشكـرآ لطـرحك القيم والهادف ..
رفع الله قدرك .. وأجزل لك العطاء والمثوبة ..







التوقيع :
|[ .’ استَغفرّ الله العَظيمْ وَ أتوبً إليَه .’ ]|
|[ .’ استَغفرّ الله العَظيمْ وَ أتوبً إليَه .’ ]|
|[ .’ استَغفرّ الله العَظيمْ وَ أتوبً إليَه .’ ]|

رد مع اقتباس
قديم 11-09-2011, 01:24 PM   رقم المشاركة : 3
أيمن البلوشي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن البلوشي
الملف الشخصي







 
الحالة
أيمن البلوشي غير متواجد حالياً

 


 

الله يعطيك العافية

و
الله لا يحرمنا من كل جديدك







التوقيع :
لن يتحقق ماأتمنّاهـ وسيٌدفن ماعندي " ربّ " .. اكتُب لي خيراَ .. }

#تمنّيت ... الرّحيلَ .. !


#أيمن_البلوشي )

رد مع اقتباس
قديم 11-09-2011, 01:38 PM   رقم المشاركة : 4
الراهي
المراقب العام
 
الصورة الرمزية الراهي
الملف الشخصي







 
الحالة
الراهي غير متواجد حالياً

 


 

..
>>

الله يجزاك خير
ويغفر لك
وينفع بك
..
.






التوقيع :
. إذكروني بدعوة

أستغفر الله وأتوب إليه

اللهم صل على محمد

.
.

رد مع اقتباس
قديم 11-09-2011, 01:40 PM   رقم المشاركة : 5
بشاش
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية بشاش
الملف الشخصي







 
الحالة
بشاش غير متواجد حالياً

 


 

الله يجزاك الخير


قلم مميز دائماً



وفقك الله






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 11-09-2011, 01:43 PM   رقم المشاركة : 6
أبو الوليد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أبو الوليد
الملف الشخصي







 
الحالة
أبو الوليد غير متواجد حالياً

 


 

.







مقال جميل .. .. والحمد لله على نعمة الإسلام



قال تعالى {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (9) سورة الصف


كثير من الحوادث رأينا في ظاهرها شر .. .. وحملت الخير الكبير للإسلام والمسلمين ...!!



نسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه





أ_ محمد المهنا .. .. الله يعطيك العافية على تواصلك الدائم في منتديات الرائدية ...!!

وتواجدكم ومشاركاتكم شيء يبهجنا









::

وفقكم الباري

.. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. ..

لآ إله إلا أنت .. .. سبحانكـ .. إني كنت من الظالمين .....!!








رد مع اقتباس
قديم 11-09-2011, 05:40 PM   رقم المشاركة : 7
ناصر الزعبي
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية ناصر الزعبي
الملف الشخصي







 
الحالة
ناصر الزعبي غير متواجد حالياً

 


 

[align=center]
مقال اكثر من رائع

الله يجزاك خير ياشيخنا الفاضل
[/align]







رد مع اقتباس
قديم 11-09-2011, 09:41 PM   رقم المشاركة : 8
محمد المهنا
" وفقه الله "
الملف الشخصي






 
الحالة
محمد المهنا غير متواجد حالياً

 


 

غمرتموني بإحسانكم

زادكم الله إحساناً وفضلاً وتوفيقاً







رد مع اقتباس
قديم 11-09-2011, 09:49 PM   رقم المشاركة : 9
سـَمآ ♪
إْشْتَيآّقْ..|~
 
الصورة الرمزية سـَمآ ♪
الملف الشخصي







 
الحالة
سـَمآ ♪ غير متواجد حالياً

 


 

مقال رائع..
الف شكرلك وجزاك الله الف خير...







التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 12-09-2011, 12:53 AM   رقم المشاركة : 10
دانة الكون
مديرة المنتدى

رونق المنتدى
 
الصورة الرمزية دانة الكون
الملف الشخصي






 
الحالة
دانة الكون غير متواجد حالياً

 


 

جزاك الله خير
وبارك الله بك

مقال راائع
الله يعطيك العافيه.







التوقيع :










.
.

رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشاهدات يومية من الدوائر الحكومية حاكم العلي إرشيف أخبار الخفجي 31 02-06-2017 10:13 AM
أضخم عقد تسلح في تاريخ الولايات المتحدة لصالح المملكة العربية السعودية 2010 لبى جنوني :: منتدى الأخبـــار والأحداث :: 10 06-12-2010 05:47 PM
اعترافات(2) من الخطوط الأمامية لجنود الولايات المتحدة الخاسرةusl رمضان 1427 :: المنتدى العام :: 3 14-10-2006 02:00 AM
اعترافات من الخطوط الأمامية لجنود الولايات المتحدة الخاسرةusl رمضان 1427 :: المنتدى العام :: 1 10-10-2006 09:26 PM
الهلال والولايات المتحدة الأمريكية fahad_qziz :: الأخبار الرياضية والمواضيع المنقولة:: 12 20-02-2006 09:56 PM



الساعة الآن 03:24 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت