ســبــعــة اخــوه يـقـتـلـهـم الـهــوا
ســبــعــة اخــوه يـقـتـلـهـم الهواء
قيل ان هذه القصه جرت في اوائل القرن الثاني عشر هجري..
كان رجل قد انجب سبعة اولاد وكلما بلغ احدهم سن الرشد
احب ثم هام بالحب حتى يموت الى ان بقي واحد منهم
فقبل ان يكبر ويلحق بالسن الذي مات به اخوانه قال والده سوف ادبر
خطه لعل وعسى يسلم هذا الولد من الامر الذي ادى الى وفاة اخوته
واحد تلو الاخر ..فعندما بلغ الولد سن تسع سنوات ذهب به والده
الى رجل يدعى ابن ندى حيث انه رجل امين ورجل يحب الصيد
ومن طبيعته ان يذهب الصباح الباكرلقصد الصيد ولايعود الاباوآخر الليل
فذهب الرجل مصطحبا ابنه الى ابن ندى فقال ان ولدي امانة عندك
بحيث ان لايراه احد وتعلمه الصيد والقنص لعله يتولع بالصيد
وينعزل تماما عن الحب والغرام مثلما كان عليه اخوانه من قبل
.. فرحب ابن ندى وقبل الامانه ولاكن ابن ندى سئل ذالك الرجل
عن الدافع الذي جعله يشك بان ولد بهاذ السن سوف يعشق
فقال الوالد ان اولادي قد توفو لاسباب الحب والغرام
وان ولدي الاكبر عندما كان عمره عشر سنوات
مرت به فتاة كاشفة الراس فقال لوالدته ماهذه الفتاه قالت والدته
هذه ليست فتاه بل هذا هو الذئب ياكل الاطفال الذين في سنك
فقال الولد هذا البيت
امي تخوفني تقول اذهن الذيب
والذيب ماله قذلة هلهليله
فتعجب ابن ندى من امر الرجل واولاده..
ذهب الرجل وترك ابنه عند ابن ندى وبقي هذا الولد عنده سبع سنوات،
ولكن اهل الحي كانو متلهفين لرؤية هذا الفتى لاعجابهم بقصته
مع والده واخوانه وكان اكثر الناس اشتياقا لرويته فتيات ونساء الحي..
وفي يوم من الايام اجتمع ثلاث فتيات من فتيات الحي
للذهاب الى زوجة ابن ندى لوضع خطه لرؤية ذالك الفتى
وبعد ان تم اقناع زوجة ابن ندى لرؤية الفتى طلبت زوجة ابن ندى منه
ان يترك ذالك الفتى لكي يرتاح يوما من متاعب الصيد ووافق بشرط
ان لايراه احد، فقالت السمع والطاعه وعندما اتى الصباح خرج ابن ندى
وبقي الفتى عند زوجته فبعثت للفتيات للحضورفتم ذالك ودخلن عليه
في بيت ابن ندى وهن في احسن لباس وزينه فجلسن عنده للمزاح
والمداعبه بالكلام ولاحاديث حتى جن جنونه ولم يستطع ان يصبر
على ذالك وان يمتلك نفسه بل اخذه الغرام ليجرفه في حب تلك
الفتيات ولما جن عليه الليل خرج جميع الفتيات خوفا من ابن ندى
ان يعلم بتلك الحادثه..
فعندما رجع ابن ندى الى منزله سئل زوجته كيف حال الفتى
فاخبرته بانه باحسن حال فدخل عليه ابن ندى فساله عن حاله
وقال للفتى اننا سوف نذهب في الصباخ الباكر من يوم الغد للصيد
فعندما سلكا الطريق كان الفتى على غير عادته المالوفه
حيث ان الفتى تارة يمشي وتارة اخرى يقف فعندما
وصلا الى جبل فيه صيد اتفقا ان يكون ابن ندى عن يسار الجبل
والفتى عن يمينه وكل واحد يحمل سلاحه وعندما يجن عليهم
الليل يرجعا الى المكان الذي افترقا منه ولكن الفتى صعد الى قمة الجبل
لينظم اول واخر قصيده له وكان اسمه راشد..
والوف قـلـبـي من لفاتن لفوني
لواف للـعـمار مـعـهـم لفاني
او نسي بنوني مثل شوك الفنوني
بـيـن النضر والجفن شوكه كلاني
يـادار لاجنك جديد الـمـزوني
اربع سنين وزود عـشـر وثماني
يــادر وين مدعجات العيوني
سـخف الوسوط مرسمات الوجاني
ان مت في راس الطويل ادفنوني
فـي ماكر العقبان ســوو مكاني
بالله وان جوكم هـلـي يسئلوني
قـولوا خـفـا ماشافه المودماني
وان اسألوكم بالصحيح اذكروني
قولو دفــن مابين طين وبياني
يابن نـدى لاتقبل العذر دوني
لاياوديعــي واذبح لي رماني
بمصقلن حـده يقص المتـوني
غمق صــوابه للدواء مايداني
وبا حلفك من يوم قفت اضعوني
والله يـاغير الـعـنى ماوزاني
وبعد ان اكمل القصيده توفي في قمة الجبل..
ولما رجع ابن ندى الي المكان الذي قد تواعدا على الرجوع اليه
عندغروب الشمس لم يجد الفتى فانتظر في الموعد حتى اتى الصباح
من اليوم التالي فذهب للبحث عنه حتى وجده قد فارق الحياه
في قمة الجبل ووجد القصيده التي قد نظمها ثم قراها وفهم معناها
ورجع لبيته، وهدد زوجته بالقتل اذا لم تخبره عما حدث للفتى اثنا بقائه
عندها فخافت زوجته منه فأخبرته بأمر الفتيات الثلاث
ثم بعد ذالك امر بانه سوف يرحل ومن معه من ذالك الحي
وفي طريقهم مرو بمظيق بين جبلين فعندما انحصر الحي بين الجبلين
امر بالوقوف فنزل بزوجته والفتيات الثلاث اللاتي خططن على مقابلة الفتى
وقرا القصيده على من معه من اهل الحي واشهدهم بانه سوف ياخذ
الذي طلبه منه وديعه الفتى فقطع اعناقهن وعلق جثثهن بين مظيق الجبلين وبذالك فانه قد لبى طلب وديعه واخذ بثاره.