[frame="11 10"]
[align=justify][align=center]كَانَ ذَلكَ فِي سَنةِ التَغريدةِ [/align]
أقامت تغريدة صالح الشيحي الدنيا ولم تقعدها ، تلك التغريدة التي قال فيها : " ما كان يحدث في بهو ماريوت على هامش ملتقى المثقفين عار وخزي على الثقافة .. آمنت أن مشروع التنوير الثقافي المزعوم في السعودية يدور حول المرأة " ، وانتشرت تلك التغريدة في الفضاء اللامتناهي انتشار النار في الهشيم ، فشارك فيها معالي الدكتور عبد العزيز خوجة - وليته لم يخض في ذلك - حيث نسي قيد الوظيفة ، وزاد من اشتعالها كثرة النافخين حولها من كل جانب ، ولأن البعض – وما أكثرهم – قد وجدوا فيها ضالتهم ؛ ليتحدثوا باعتبارهم مثقفين مبينين أنهم من أشد المعارضين لها ، وأن فيها تعطيل للحركة الثقافية ، ومساس بأهل الثقافة ، وكأن الثقافة ملكا خاصا لفئة بعينها أو حكرا على مجموعة فكرية محددة ، وأن رموزها بالنسبة لهم شخصيات مقدسة لا يحق لأحد الاقتراب منها بالنقد أو غيره ، متناسين أن من أهم أسس الثقافة وركائزها الأساسية قبول الرأي المخالف كون نتاجها الحقيقي فكرا متجددا ، ورأيا حرا ، وأنه يتعين على المثقف تلقي تلك الأفكار والآراء بشيء من الحيادية والتجرد سواء كان يتفق معها أو يعارضها ، وأن له حق الرد عليها عبر وسائلها المشروعة ، وتفنيدها دون تهديد فكري لصاحبها أو إرهاب نفسي له بأي وسيلة كانت.
إنني لست مع ما قاله الشيحي أو ضده فلست في أيٍّ من الفريقين ، ولذلك سأغرد بعيدا عن جوهر الموضوع ، وما دار فيه من أخذ ورد ، وسأركز على الحدث ، فلقد كانت الأجيال السابقة تؤرخ للسنين بالحدث الأبرز الذي يقع فيها ؛ ولأن تغريدة الشيحي حدث بارز فقد انتشرت ووصلت أخبارها أطراف المعمورة - بوقت قياسي – عبر أشهر وسائل الشبكة العنكبوتية ، وتناقلتها وسائل الاتصال والإعلام المختلفة في كل اتجاه ، ولكل ذلك يحق لنا أن نسمي هذه السنة : سنة تغريدة الشيحي ، وستعقبنا الأجيال وكأني بأحدهم يقول : لقد ولدت في سنة التغريدة.
فيسأله الآخر : أي تغريدة ؟
فيجيبه : تغريدة الشيحي .
فيرد عليه الآخر ، ويقول : أنا أصغر منك بكثير فلقد ولدت سنة تغريدة فضيلة !
فيقول الأول : لكن تغريدة فضيلة لم تكن بمستوى شهرة تغريدة الشيحي وانتشارها.
ويتدخل ثالث ، متسائلا : هل كانت تغريدة الدميني قبل تغريدة حليمة أم بعدها ؟
فيرد الأول : لقد كانتا في سنة واحدة ، ولكن الناس يختلفون في تسمية تلك السنة ، فهناك من يسميها سنة تغريدة حليمة - وهم المتعصبون لها - وهناك من يسميها سنة تغريدة الدميني - وهم أكثر تعصبا - كما يصر البعض على تسمية سنة تغريدة الشيحي بسنة تغريدة خوجة حيث سماها أحد من عادوه في المستشفى بعد أن تماثل للشفاء إثر العملية الجراحية التي أجراها بعد التغريدة فلقي ذلك استحسانا كبيرا من الحضور ، وطالب آخر أن تكون تغريدة معاليه عنوانا لملتقى المثقفين الثالث.
تغريدة : أخشى أن يكون لكل مثقف سعودي تغريدة خاصة !
ومضة : قال الدكتور عبد الله الغذامي - في لقاء تلفزيوني - أنه لم يُدع لملتقى المثقفين الثاني ، وذكر أن أبسط تعريف للمثقف هو من له نتاج ثقافي أو يتعامل معه بالتحليل أو النقد.
عبد الله بن مهدي الشمري
نشر في العدد 44 من جريدة الشرق يوم الثلاثاء 17/1/2012
[/align]ams.aljadlan@gmail.com[/frame]