رائعة أبي تمام ( السيف أصدق أنباء من الكتب,ومجارات عبدالله البردوني لها في العراق الفائز با بلقب امير الشعراء )
ونال فيها • 1971- نال جائزة مهرجان أبي تمام بالموصل في العراق.
الـسيف أصـدق أنـباء من الكتب
فـي حـده الـحد بين الجد واللعبِ
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
مـتونهن جـلاء الـشك والـريبِ
والـعلم فـي شـهب الأرماح لامعة
بين الخميسين لا في السبعة الشهبِ
أيـن الـرواية بـل أين النجوم وما
صاغوه متن زخرفٍ فيها ومن كذب؟
عـجـائباً زعـموا الأيـام مـجلفةً
عـنهن في صفر الأصفار أو رجبِ
وخـوّفوا الـناس من دهياء مظلمةٍ
إذا بـدا الـكوكبُ الغربي ذو الذنبِ
وصـيّروا الأبـرُجَ الـعليا مـرتبةً
مـا كـان مـنلقباً أو غـير منقلبِ
يـقضون بـالأمر عنها وهي غافلةُ
مـا دار فـي فـلكٍ منها وفي قطبِ
لـو بـينت قـط أمـراً قبل موقعهِ
لـم تـخف ماحل بالأوثان والصلبِ
فـتح الـفتوح تـعالى أن يحيط به
نـظم من الشعر أو نثر من الخطبِ
فـتح تـفتح أبـواب الـسماء لـه
وتـبرز الأرض فـي أثوابها القشبِ
يـايوم وقـعة (عمورية) انصرفت
عـنك الـمنى حـفلاً معولة الحلبِ
أبـقيت جـد بني الإسلام في صعد
والـمشركين ودار الشرك في صببِ
لـقد تـركت أمـير الـمؤمنين بها
لـلنار يوماً ذليل الصتخر والخشبِ
غـادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى
يـقله وسـطها صـبح مـن اللهبِ
حـتى كـأن جلابيب الدجى رغبت
عـن لـونها أو كن الشمس لم تغبِ
ضـوء مـن الـنار والظلماء عاكفة
و ظلمة من دخان في ضحى شحبِ
فـا لـشمس واجبة في ذا ولم تجب
والـشمس واجـبه في ذا ولم تجبِ
وحـسـن مـنقلب تـبدو عـواقبه
جـاءت بـشا شته عن سوء منقلبِ
لـم يعلم الكفر كم من أعصرً كمنت
لـه الـمنية بـين السمر والقضبِ
تـدبـير مـعتصمٍ بـا لـله مـنتقم
لـلـه مـرتقب فـي الله مـرتغبِ
لـم يـغز قـوماً ولم ينهض إلى بلدٍ
إلا تـقـدمه جـيش مـن الـرعبِ
لـو لـم يقد جحفلاً يوم الوغي لفدا
مـن نـفسه وحدها في جحفلٍ لجبِ
رمـى بـك الله بـرجيها فـهدمها
ولـو رمـى بك غير الله لم تصبِ
أجـبته مـعلناً بـالسيف مـنصلتاً
ولـو أجـبت بغير السيف لم تجبِ
حـتى تـركت عمود الشرك منقعراً
ولـم نـعرج عـلى الأوتاد والطنبِ
إن الأسـود أسـود الـغاب هـمتها
يـوم الكريهة في المسلوب لا السلبِ
تـسعون ألفاً كأساد الشرى نضجت
جـلودهم قـبل نضج التين و العنبِ
يـارب حـوباء لـما أجتث دابرهم
طابت و لو ضمخت بالمسك لم تطبِ
خـليفة الله جـازي الله سـعيك عن
جـرثومة الدين و الإسلام والحسبِ
بـصرت با لراحة الكبرى فلم ترها
نـال إلاّ عـلى جـسرٍ مـن التعبِ
أبقيت بين الأصفر المصفرِ كاسمهمُ
فـر الـوجوه وجـلت أوجه العربِ
رد: أجمل قصائد عبد الله البردونى
________________________________________
أجمل قصائد عبد الله البردوني
أبو تمام وعروبة اليوم
مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء بلا فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا
أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا
مـاذا جـرى... يـا أبا تمام تسألني؟ عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب
يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟ كلا وأخزى من (الأفشين) مـا صلبوا
الـيوم عـادت عـلوج (الروم) فاتحة ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب والسلب
مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال ولم نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم والكتب
فـأطفأت شـهب (الـميراج) أنـجمنا وشـمسنا... وتـحدى نـارها الحطب
وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو هربوا
حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا
هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا
الـحاكمون و»واشـنطن« حـكومتهم والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا غربوا
الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم الـقُرَب
لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً ولهم هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب
مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل كذبت أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه الذهب؟
عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على وجـودها اسـم ولا لـون.ولا لـقب
تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) اتـقدوا ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا الـشهب
قـبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها التهبوا
والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا نـضجاً وقـد عصر الزيتون والعنب
تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب
(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب
مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟ مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب
مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن ولـم يمت في حشاها العشق والطرب
كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب
لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت حبلى وفي بطنها (قحطان) أو(كرب)
وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي (يمن) ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟ شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب
كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب
لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب
»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟
مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب
كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب
وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى (ملك) يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب
»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟
ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا (إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)