,,
بكل هدوء انسحب ...
ذاك الفرح .. أو ذاك الجرح .. لا أدري إلى أين لكنه انسحب ..
انسحب وفي تجاعيد وجهه يختبأ الضعف والجبن ..
منذ متى كان هذا الألم والفشل زاحفاً نحوي لا أدري..
منذ متى كان هذا الانسحاب ينسحب من حولي لا أدري ..
بكل هدوء انسحب وقبل أن تجف الخطوة الأخيرة .. والكلمة الأخيرة ..
عندها أيقنت بأن الأرض تدور حين أصبحنا في اللحظة الأخيرة وتبادلنا الأدوار في المرة الأخيرة..
نادراً هم البشر الذين يحملون قلوباً دافئة وشفافة ولا نصادفهم إلا بعد عناء طويل ..وعند لقائهم تبدأ حياتنا بالازدهار ..
فمقاومة طيبتهم وصدقهم تكون مستحيلة ....
نحن في حياتنا المرتعشة نحتاج إلى صدر دافئ نغفو عليه بلا خوف أو تردد عندما تخذلنا الحياة
نحن نحتاج لمن يسمع شكوانا ويشعر ألمنا فيفرد جناحه ليضمنا واضعاً حداً لمعاناتنا ..
نحن نحتاج لمن يعيد لقلوبنا نبضاتها ، ولعيوننا بريقها ، ولشفاهنا ابتسامتها ، وليدينا دفئها ..
نحن بأمس الحاجة لأن نعلن عن خوفنا وترددنا ، وأن لدينا ألف سؤال بلا ...
إجابة .
قد نجد من يحبنا ولكن من الصعب أن نعثر على من يفهمنا ...
فالوحدة ليست بفقدان حبيب لا يفهمنا ، بل هي بغياب من يفهمنا ويشعر بنا ..
ذاك الذي يداعب النيران من أجلنا ، من ندير له ظهرنا آمنين طعنة الأيام ..
ذاك الذي نحمد الله لوجوده معنا مهما تزاحمت الآلام ....
ذاك الذي يصالحنا مع الفرح ، ويدخلنا في هدنة مع الزمن ، من نشعر برفرفة جناحيه علينا .
ذاك الذي قد لا نشعر بمجيئه ولكن حتما نتألم لغيابه ، ذاك الذي يحمل معه سر دمعتنا وسر فرحنا ..
والذي تتسلل روحه من بين رموش الليل السوداء لتطمئن علينا.ً