آلسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف الحال اخواني واخواتي ..
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم استغفر الله واتوب اليه سبحان الله بحمد
وآنا قاعد اطالع اخر اخبار المقالات لقيت مقاله جدا رائعه وجميله وحبيت اطرحه لكم وشكرا لكم
هل من عودة إلى الله؟!!
أستيقظ على ذِكرك، أنام على تسبيحك، حاضر يا رب في قلبي أينما ذهبتُ وأينما حللتُ بوقار الخطى، إقرارًا لفضلك وجودك وكرمك، أقرأ كلامك فأزداد تعظيمًا لأسمائك العلى، خير المعمورة أعطيته لنا نزرعه ونحصده، الله الله ما أجودك!
كانت لي سنوات في معيّتك، ازددت فيها يقينًا أنك عظيم كبير واسع الرحمة.
لم تظلمْ يا الله الناسَ في شيء، مثقال ذرة، فالناس لا يُظلمون نقيرًا، قلتَ في محكم تنزيلك: ﴿ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 22].
وللنفس الورِعة التقية أن تتساءل:
هل يصح أن يحرم اللهُ الناس حرياتهم، ويوجه حياتهم بأدق تفاصيل التوجيه؟
إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أنشأ دعوته على التوبة والندم والخضوع لِما يُمليه علينا الإسلام الحنيف، إنها التبعيَّةُ في أن يكون فيها اليقين من أن الله واحد أحد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، والخليفة على الأرض هو الإنسان؛ لتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية، حتى ينميَ شخصيته على تعاليم الدين، والمستقاة من القرآن والسنَّة النبوية.
هو المعطي والمتعالي، هو المنان، هو القهار والمتكبر والغفار؛ فالشكرُ والحمد على فضلك علينا يا رب.
خلقتَنا في أحسن صورة، وزِدْتَ بكرمك فضائل لا تُعَد ولا تحصى، هي النِّعم غارقون نحن فيها، الله الله، اسمك ساكن في قلبي، الله الله، نداؤك يرطِّب لساني بأجمل اسم هو الله.
عيناي تبكيان من خوفك وخشيتك، من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتاك بقلب سليم، حواسي تدرك أنك يا الله أبدعتَ في صنعك، وفي كل شيء، قلبي بين يديك تقلِّبه كيفما تشاء، هو التأكيد من أن نواصينا بيدك، فكان التركيز عليها في السجود، وكلنا تذلُّل إليك وانكسار أمام قوّتك، فالضعف جُبِلنا عليه، والعَجَل منا له مستقر، فكيف لا نزداد خوفًا ورهبة من مشهد يوم عظيم؛ فالكبرياء لك في السموات والأرض.
نسبِّحك ونكبِّرك ونسألك، وتكون لنا أحوال مترادفة، وقد تكون مستقرة، فيتكرر السؤال، ويتكرر الدعاء لغاية فينا، من مرض لنشفى، ومن همٍّ لينفرج، ولحاجة لتقضى، ولغائب ليعود، ولميت لترحمه، حاجات وأماني هي لنا مطالب، فمقامك رفيع، والكلمات لن تفي بغرض الثناء والشكر.
فعن عبادةَ بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما على الأرض مسلم يدعو الله -تعالى- بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرَف عنه من السوء مثلَها، ما لم يَدْعُ بإثم أو قطيعة رحم))، فقال رجُل من القوم: إذنْ نُكثرَ، قال: ((اللهُ أكثر))؛ رواه الترمذي.
وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تُكثِروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرةَ الكلام بغير ذكر الله -تعالى- قسوةٌ للقلب، وإن أبعد الناس من الله - تعالى- القلب القاسي))؛ رواه الترمذي
ولنا في هذا المقام تطويع اللسان وتعويده على الذكر، وقول الكلام الطيب الذي يزينه الصدقُ، وتمام الغرض باختصار القول والانصراف عن مجامع اللغو والنميمة والغِيبة؛ فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلَّها تكفِّرُ اللسان، تقول: اتَّقِ الله فينا؛ فإنما نحن بك، فان استقَمْتَ استقمنا، وإن اعوجَجْتَ اعوجَجْنا))؛ رواه الترمذي.
إنه طلب العدل والاعتدال فيما بين الأعضاء التي خلقتَها يارب لتؤدي وظيفتها على النحو الذي خلقت لأجله، ومن العيب والتقصير أن تسترق الأذنُ أقوال المجالس بدل الإنصات لقول الحق، وأن تنظر العين في غير ما أُمِرت به، وأن تذهب الأرجل إلى مواضع محرمة وفيها الإثم الكبير، وأن تسرق اليدان مالاً مملوكًا للغير، أو تأخذ أمانات هي لأهلها أحق وأولى، إنها النواهي بأوامر منك يا رب، ولا يتم الصلاح لها إلا بصلاح مضغة القلب، فإن صلَحت صلَح الجسد، وإن فسَدت فسَد الجسد، هي الحكمةُ والإشارة على الصلاح.
نهيتَنا عن عظام الأمور من موبقات؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ))، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشِّرك بالله، والسِّحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))؛ متفق عليه.
هو لباس على كلِّ مسلم أن يرتديه ليتقي الله فيما نهى عنه؛ ففي الكف عن الإقبال عن هذه الأمور منجاة للإنسان من عذاب السعير؛ يقول -تعالى-: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾ [فصلت: 36]، ويقول -تعالى- أيضًا: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 135، 136].
وقوله أيضًا: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].
يا لها من رحمة، ويا لها من حظوة! فُرَص منحنا إياها الله؛ لنحيد عن المسار الخطأ إلى المسار الصحيح من الأفعال والأقوال، يا له من مجال فسيح من الاستذكار ومراجعة الذات قبل فوات الأوان! فبعضنا قد لا يمنَحُ فرصة لغيره ليراجع نفسه، بل قد يقصي بعضنا بعضًا من مجال الرحمة؛ ولذلك سَمَتْ رحمة الله فوق رحمات البشر، الله الله، ما أعظمك!
فما هو الموضع الموالي لفضل الله؟
إنها مواضع كثيرة لا تحصى ولا تُعَد، وفي حب الله مجال واسع وغاية في الروعة؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحب لقاء الله، أحَبَّ اللهُ لقاءه، ومن كره لقاء الله، كرِه الله لقاءه))، فقلت: يا رسول الله، أكراهية الموت؟ فكلُّنا نكرَه الموت، قال: ((ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانه وجنَّته أحَبَّ لقاء الله، فأحب اللهُ لقاءه))؛ رواه مسلم.
إنه الحث على الطاعات للظَّفَر بالجنة؛ ففي الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطَر على قلب بشر، فلمَ نضيع هذا الكنز الغالي بتهور منا، وبغفلة آيلة إلينا، وبنوم من ضمائرنا عن نصرة هذا الدين السمح؟ ولمَ لا تكون فيه عودة إلى الله حال كل كرب وحال كل ضائقة، بل حتى حال الفرح وحال تفريج الهموم لشكره على هداياه ولطفه بنا؟
وأظن أنه لا يوجد مقام أعظم من مقام حب لقاء الله - عز وجل - وبالاستغفار مفاتيح كثيرة؛ مصداقًا لقوله -تعالى-: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 3]، وقوله أيضًا: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، وقوله أيضًا: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].
يا لها من بركة، ويا له من خير! فلمَ التكاسل في الإسراع للظَّفر بهذا الفضل؟ فالحجة قائمة، والبرهان موجود، من أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
أين نحن من مساحة النجاة والنجاح؟ أين نحن من معيَّة الله لنزداد علمًا بفضائله؟ أين نحن من سيرة الحبيب المصطفى وأخذه قدوة وأسوة في السلوك والعبر؟ أين نحن من درب السلف الصالح في الإحاطة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت شموعًا نيّرة وسندًا متينًا ونموذجًا مثاليًّا للأخوَّة الحقة؟ أين نحن من نِساء النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجاته، بناته، حفيداته؟ فلكل منهن أسطورة لمكارم الأخلاق من طاعة وشجاعة وقوة الشخصية في العمل بتعاليم الدين؟ أين نحن من سيرة الأبطال حمزة بن عبدالمطلب، خالد بن الوليد، عمار بن ياسر، زيد بن حارثة، وغيرهم؟ ثم أين نحن من الإحساس بالغيرة على ديننا وأوطاننا ولغتنا ومبادئنا التي تربّى عليها أجدادُنا، وتركوها فينا مِشعلاً ينضح بالكرامة والعزة والأصالة؟
وحتى يعُمَّ الخيرُ كل من يُقِر بوحدانية الله - عز وجل - أتضرع إلى الله بهذا الدعاء: ربي، لا تكِلْنا إلى أنفسنا طرفة عين، وتجاوَزْ يا رحمن عن أخطائنا وزلاتنا وتقصيرنا في أمرنا، ربي، أصلِحْ حال المسلمين، واجبُرْ كسرهم، ووحِّدْ صفَّهم؛ إنك على كل شيء قدير.
وفي الختآم اسال الله العرش العظيم ان تنفعني به وتنفعكم بها وخير الكلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته