جمعيات خيرية ام صفقات شخصية!
لقد غابت هوية العمل الخيري بشكل ملحوظ ببعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية وأصبحت أشبة ماتكون غطاء وجسر لصفقات شخصية تحت مظلة العمل الخيري.
والملاحظ بأن الحصول على تصريح جمعية خيرية أشبة مايكون بمتناول اليد لكل من رغب بذلك فكل شخص أصبح قادر أن ينشئ جمعية خيرية باسم عائلته وكأننا نتنافس أن تصبح المملكة اكبر دولة يتواجد بها هذا الكم وربما ندخل موسوعة قينيس بكثرتها ولكن بالمقابل بقلة نتاجها الاجتماعي والغرض الحقيقي لإنشائها إلا من رحم ربي وبظل كل تلك التخبطات نجد بالمقابل مباركة وزارة الشؤؤن الاجتماعية لذلك بوقوفها مكتوفة الأيدي رغم وجود حلول كثيرة لقياس مدى استفادة المجتمع من تلك الجمعيات وفق ضوابط وأسس تطبق وليست مجرد قرارات على ورق حبيسة الأدراج .
السؤال الذي يطرح نفسه هل هناك سياسة لدئ الشؤؤن الاجتماعية بتحديد ضوابط لتلقي الجمعيات للتبرعات أو الدعم لتنفيذ برامج تلك الجمعيات وهل هناك سياسة عملية لتقييم سنوي للبرامج المطروحة من قبل تلك الجمعيات التي تحصل على مخصصات مالية كدعم من الوزارة بما يقارب الستمائة ألف ريال سنوياً وهل هناك شروط تنص على دعم كل جمعية حسب الاحتياج بموجب هيكلة سنوية للبرامج المنفذة وقيمة كل برنامج والفئة المستهدفة بالدعم هل تدخل ضمن نطاق عمل الجمعية أم لا وماهو أهم هل وضعت الوزارة بالحسبان أحقية وتقييم موظفي تلك الجمعيات هل هم بمستوى العمل الخيري ومؤهلين أم لا وهل هناك تقارير سنوية ترفع للوزارة عن أعمال كل تلك الجمعيات لتقييمها وتحديد لجنة متخصصة لذلك والرفع لمعالي الوزير لإحصاء الجمعيات المستفاد منها اجتماعياً وإغلاق الجمعيات التي ربما أنشطتها لايستفاد منها وكأنها منشئة لتبادل أطراف الحديث والاجتماعات الشخصية على حساب ميزانية الوزارة السنوية.
وما دعاني للحديث حول هذا الموضوع هو غياب الكثير من الجمعيات عن تأدية الرسالة الصحيحة للعمل الخيري وسياسته المعتبرة من مساعدة المحتاجين والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم حيث أصبحت موقعاً صريحا لطلب الدعم المالي ورعاية البرامج وكأن الوزارة لاتدعم تلك الجمعيات برسالة واضحة وغير مباشرة من تلك الجمعيات أو هو توفير ذلك الدعم لبرامج أخرى غير معروفة لدي اقتراح بسيط لمعالي الوزير ومسؤلي وزارة الشؤؤن الاجتماعية لماذا لايكون هناك جائزة سنوية لأفضل جمعية من خلال تقييم عام للبرامج المنفذة وأهميتها الاجتماعية ولتكن وفق معايير وضوابط صارمة بعيدا عن المجاملات لأصحاب النفوذ من الجمعيات والمؤسسات الخيرية الخاصة لتتضح الرؤيا أكثر من عدد الجمعيات المستفاد منها من ذلك الكم الهائل من الجمعيات الخيرية بمملكتنا الحبيبة .
وأصبح يأتي بالمقابل فئات وفرق تطوعية تقوم بأعمال إبداعية خيرية لم نسمع أن قامت مؤسسة أو جمعية خيرية بها إلا ماندر أخيرا وليس آخرا هل سنجد جمعية خيرية باسم كل عائلة سعودية مستقبلاً كما هو الوضع الحالي أم سنرى قرارات صارمة لفتح الجمعيات الخيرية وآلية برامجها الاجتماعية الحقيقية هذا ماننتظرة من قبل وزارة الشؤؤن الاجتماعية ..
جمعيات خيرية ام صفقات شخصية!