انتهت الملحمة الكبرى و انتهت احدى اجمل مباريات المونديال
و انتهى نهائيها المبكر
عندما بدأنا هذا الكأس كنا نحلم احلاما و نتمنى ان تلامس حدود الواقع
خيبات الامل السابقة في السنوات العشر لاحقتنا حتى في المنام
و كانت دوما تقف امام حدود طموحنا في البطولات
فقد ايقن الكثيرون ان عصر الماكينات قد ولي دون رجعة
و كادت تلك الاحلام بعودة المجد و التاريخ و نكهة النصر اللذيذية
ان تصبح فعلا جزءا من التاريخ لا اكثر
و لكن يبدو ان الكثيرين عشقوا الالمان للسبب الخطأ !!
و هو النصر و الفوز و الاكتساح و التاريخ الحافل
و القميص المرصع بالنجوم الثلاث
و لكن الالمان ابو الا ان يعودوا و يثبتوا لنا ان من عشقهم , عشقهم
لمثابرتهم و لكبريائهم و لعدم الانصياع للواقع و ان كان مريرا
فحتى دفاع احد اقوى دفاعات البطولة
و رغم تفوقه بالنتيجة و علمه ان الدفاع و لا غيره من سيمرره الى قبل النهائي
لم يستطع فهم و الوقوف امام مقولة ان الماكينات
" تلعب 90 دقيقة و هي تؤمن بالفوز "
اعزائي
اليوم لم يكن بالاك هو النجم و ليس كلوزة و ليس كلينسمان
و ليس ليمان و ليس اودونكور و لا حتى الجمهور
من يعرف الالمان و يعرف تاريخهم كان يعرف ان الاصرار
و ان الايمان بالنصر رغم كل الظروف و المعطيات
هو سبب فوزنا
المانيا عندما عشقتك توالت الخيبات و الهزائم
حتى انني شككت بأنني انا وجه النحس على الالمان
و كثيرا ما كرهت كرة القدم التي ابت ان تفرحني
كما تفرح البقية
اليوم المانيا كتبت في سطور تاريخ كرة القدم
ان المانيا 2006 هي المانيا 1954
ان المانيا 2006 هي المانيا 1974
ان المانيا 2006 هي المانيا 1990
المانيا هذه المرة سأشكرك بحق و من قلبي
فلم اذق معكي طعم الفوز و حلاوته الا اليوم
و اي فوز كان ....
انه الفوز الذي عوضني عن سنوات طوال عجاف و شحيحة
اليوم افتخر بأنني شجعتك ل 10 سنوات دون كلل و ملل
اليوم اصرخ و بكل ما اتيت من قوة
" الى برلين ذاهبون ... لنكتب التاريخ الذي سيدون بطريقتنا "