لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم وكنا فقط ذكر واحد وأنثى
وجعل الله منهما شعوباً وقبائل واختلفت أشكالنا وألواننا
ولغاتنا لدرجة أننا في عصرنا هذا لا نستطيع التخاطب إلا مع جزء لا يذكر
من سكان هذا الكون بلغة واحدة ( ولا تنسوا مصطلح الكون هنا ).
ولكن هناك بعض الأشياء التي لم تختلف ولا أظنها ستختلف فينا نحن البشر.
منها أن كل الشعوب تتكون فقط من رجال ونساء وهؤلاء لن يستطيعوا استبدال المشاعر
التي تنبع مما جُبلوا عليه.
ومن الأشياء التي لم تتغير منذ الأزل هي سيطرة الرجل على كل المجتمعات والشعوب والقبائل وحتى
في المجتمعات التي تدعي عكس ذلك فهي فقط غيرت شكل سيطرة الرجل من الخارج ولكنها حقيقة
سمحت للرجل في تلك المجتمعات بأن يحول الأنثى إلى أقرب لعبة ليديه وأرخص سلعة لمتعته بحيث
وظف ذاك الرجل تفكيره في التحايل على كل عقبة ليجعل المرأة توافقه طواعية ليكون همها الأول
رضاه وبثمن بخس ! وأحياناً بلا ثمن أصلاً.
فقد بدأت عادة عند الرجال منذ العصور القديمة تقوم
على إقناع المرأة بأهمية الماديات مع إن طبيعة الأنثى
عاطفية وإحساسها يسبق ويغلب حواسها
لذلك ( وكلامي عن المجتمعات الغربية ) أول وظيفة زاولتها المرأة في التاريخ كانت الدعارة
وذلك ليس مصادفة فلو تقبلها المجتمع الرجولي أكثر بمهنه أخرى
لما كانت على الأقل المهنة رقم واحد في تاريخ صاحبة الحقل الخصب المنتج للأبطال.
ومع مرور العصور تطور تعقب الرجل للمتعة الخالية من المسؤولية بشريكتة في هذا الكون
والتي هي محور أساسي في حياة كل رجل نقي
عنده الاستعداد ( الرجولي ) لتحمل مسؤولية حب الإناث له
وحمايتهن من الأخطار وأولها سوء المعاملة والاستغلال المجاني.
و بالأمس القريب بعد طقوس وبهرجة مصطنعة لا تقنع أي عاقل أنها هي الاحتفال المقصود نصل
إلى المهم وهو إعلان اسم ملكة جمال الكون !!! التي لا تملك من أمرها شيئاً ولا تعرف ما يحدث
حولها سوى أنها أصبحت شيئاً مهما بعد أن وافقت على السفر من قارة لأخرى
وأحبت أن تتخلص من كل ما يراه الرجل حاجباً أو "حجاباً " لما
يحب أن يطلع عليه بالطريقة التي تناسبه هو.
ناهيك عن عدم قدرتها على رفض أوقبول أي مما يطلب منها والمضحك في الموضوع إصرارهم على
تسميتها ملكة.
والحقيقة أنها مجرد بقعة أخرى تدنس تاريخ البشرية الممتليء بالعلل.
ولأن حواء الإنسانة يقودها جزء كبير من غريزتها لإطاعة آدم فقد
أصبحت الطريقة التي يقطعها هؤلاء الوحوش بها مع مرور الوقت متعة لها هي.
والكارثة الواقعة هي وقاحة المنظمين في محاولتهم إضفاء غطاء الشرعية ونبل الأهداف
بأن يسألوا المتباريات بعض الأسئلة السخيفة التي لا قيمة لإجابتهن عليها
فكيف يحاولون إقناعنا أن الأذكى هي الفائزة
بعد أن تخصلت من كل ما يسترها وهي في عمر الزهور
بحيث تكون ملكة جمال بلدها ثم البلدان المجاورة ثم قارتها وأخيراً تستوردها
بلاد غسيل الأدمغة لتكتمل اللذة " بتتويج " واحدة من مئات من بثت صورهن عاريات كملكة لجمال
الكون ولا يلبثون ينتهون من التشدق بمقاييس الجمال لهذا العام حتى يبدءوا بالإعداد لعري السنة
القادمة بإصرار ويحرصوا على أن يكون أكثر عرياً ليضمنوا عدم إخفاء الملابس لعيب مهما صغر
وتأكدوا بأنهم لن يحسبوا أي نقطة لو كانت المتبارية بتولاً أو تعمل في وظيفة مرموقة فلا متعة للرجل
هناك في ما لا يرى ويلمس.
وصدق من قال : لو طبقنا معايير الجمال الحقيقية على نساء العالم من جميع النواحي من العقل إلى
الحكمة والإنتاجية والثقافة والحشمة الأنثوية فبالتأكيد ستكون ملكة جمال الكون قريبة منا وأضمن أن
لا تكون إحدى
كلبات الصيد اللاتي يتمايلن أمام ذئاب تتطاير من أفواههم قطرات الريق المسموم.
ومن طريف ما قرأت ( رغم أن لاطرافة في شيوع الفساد )
هو سقوط " الملكة " مغشياً عليها من فرط الفرح بعد إعلان فوزها المُهين.
والإعلام العربي منتشي من أن تلك الساقطة تحمل إسماً جذورة عربية .
هنيئاً لكم يا عرب فالملكة الساقطة إسمها عربي
أثارني الموضوع فوددت أن تشاركونني
دمتم لي بخير صادقين