إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد ..عندما قامت أمريكا بحملتها الصليبية الظالمة على أفغانستان وحركة طالبان كانت تهدف في المقام الأول إسقاط الحكم الإسلامي والنبتة الإسلامية الوليدة بهذا البلد المسلم لتجهض المشروع الإسلامي المرشح للتطبيق والتنفيذ في غيرها من البلاد الإسلامية ولحكمة يعلمها الله عز وجل وبجيل من الناس استطاعت أمريكا تنحية حركة طالبان عن الحكم ووضعت حكومة عميلة يقودها أفغاني المولد أمريك المنشأ والمشرب فهو 'قرضاي' , حتى هنا لا عجب لكن العجب الذي رأيناه وسمعناه عبر وكالات الأنباء هذه الفرحة الغامرة والرنة الشديدة عند الطرق الصوفية البدعية والتي كانت ترتع في أرض أفغانستان قبل مجيء حركة طالبان حيث كانت المزارات والأضرحة والموالد الصوفية وخرافات الأولياء لها دولة عظيمة وسطوة نافذة وسوق رائجة عند أهل البلد فلما جاء الحكم الإسلامي القويم عطل كل هذه المشاهد وأوقف كل الاحتفالات البدعية وقامت السنة وخمدت البدعة , فماذا حدث عند مجيء الصليبيين الأمريكان ؟كان أول ما قاموا به فتحوا المزارات والأضرحة وسمحوا للموالد أن تقام وروجوا لها , يقول أحد شيوخ الطرق واسمه 'صوفي محمد' وهو في الستين من عمره لوكالة رويتر إن حركة طالبان المتعصبة أغلقت المزارات وأوقفت الاحتفالات ومنعتنا من حلقات الذكر والإنشاد طوال فترة حكمها رغم أنها لم تتوقف حتى في وجود الحكم الشيوعي والاحتلال الروسي , وأنا سعيد جداً بسقوط تلك الحركة المتعصبة وأمريكا سمحت لنا بممارسة طقوسنا وإقامة موالدنا ونحن نشكر لها ذلك وبشدة ' هكذا قال وهكذا فعلت أمريكا فتحت الأضرحة وأقامت الموالد لإحياء البدعة ومحاربة السنة ولتشويه الإسلام ومحاربة الحكم القويم لما يحدث بهذه الموالد من مخالفة للإسلام عقائدياً وأخلاقياً .
ونحن عندما نسمع هذا ونراه نقول سبحان الله ما أشبه الليلة بالبارحة هذا السلاح الذي استخدمه الأمريكان مع الأفغان هو نفس السلاح الذي استخدمه نابليون بونابرت مع المصريين عندما احتل الفرنسيون مصر سنة 1210هـ ,
وهيا بنا نغوص في كتب التاريخ لنرى التشابه الشديد بين نابليون بونابرت وجورج بوش والكفر ملة واحدة .جاء في تاريخ الجبرتي في أحداث السنة 1214هـ ما نصه كما يلي 'وفي عشرين ربيع الثاني كان يوم الأحد نودي بعمل مولد السيد علي البكري' المدفون بجامع الشرايبي بالأزبكية بالقرب من الرويعي وأمروا الناس بوقود قناديل بالأزقة في تلك الجهات وأذنوا لهم بالذهاب والمجئ ليلاً ونهارًا من غير حرج , وكان خبر هذا الرجل أنه كان رجلاً من البله وكان يمشي في الأسواق عرياناً مكشوف الرأس والسوأتين غالباً وله أخ صاحب دهاء ومكر فبدا له أن يستغل أخاه عندما رأى ميل الناس إليه واعتقادهم فيه كما هي عادة أ÷ل مصر في أمثاله , فأخذه وحجر عليه في داره وألبسه ثياباً وأظهر للناس أنه قد صار قطباً كبيراً فأقبلت الرجال والنساء على زيارته والتبرك وسماع ألفاظه والإنصات إلى تخليطاته وتأويلها بما في نفوسهم , وطفق أخوه المذكور يرغبهم ويبث لهم في كراماته وأنه يطلع على خطرات القلوب والمغيبات وينطق بما في النفوس فأنهمكوا في الترداد عليه وأقبلوا عليه بالهدايا والإمدادات الواسعة من كل شيء خصوصاً من نساء الأمراء والأكابر وراجت حاله واتسعت أمواله ونفقت سلعته وصادت شبكته وسمن الشيخ من كثرة الأكل والدسومة والفراغ والراحة حتى صار مثل البغل العظيم فلم يزل على ذلك حتى مات سنة 1207هـ فدفنوه بمعرفة أخيه في قطعة حجر عليها هذا المسجد من غير مبالاة ولا مانع وعمل عليه مقصورة ومقاماً وواظب عنده بالمقرئين والمداحين والمنشدين بذكر كراماته وأوصافه في قصائدهم ومدحهم ونحو ذلك ويتواجدون ويتصارخون ويمرغون وجوههم على شباكه وأعتابه ويغرفون بأيديهم من الهواء المحيط به ويضعونه في أعبابهم وجيوبهم .فلما حضرت الفرنساوية إلى مصر تشاغل عنه الناس وأهمل شأنه في جملة المهملات وترك مع المتروكات ولكن الفرنساوية رخصوا للناس في إعادة الموالد لما رأوا فيه من الخروج على الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات وكان هذا المولد من جملة الموالد التي أعيد لهذا الهدف الخبيث' , هكذا انتهي كلام الجبرتي ولا تعليق لنا إلا أن نقول ما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه جورج بوش بنابليون بونابرت .