بسم الله الرحمن الرحيم
إنما يقوي العبد على حضوه في الصلاة وإشتغاله فيها بربه عز جل إذا قهر شهوته وهواه وإلا قلب قد قهرته الشهوه وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا كيف يتخلص من الوساوس والأفكار؟!
والقلوب ثلاثه:
القلب الأول.. قلب خال من الإيمان فذلك قلب مظلم قد إستراح الشيطان فيه من إلقاء الوساوس لأنه قد أتخذه بيتا ووطنا وتمكن منه غايه التمكن.
القلب الثاني.. قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمه الشهوات وعواصف الأهويه فللشيطان فيه إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال.
القلب الثالث.. قلب محشو بالإيمان قد انقشعت عنه حجب الشهوات واقتلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به..
ومثُّل ذلك بثلاث بيوت...
بيت الملك.. بيت العبد..وبيت خال صفر لا شيء فيه..
فجاءاللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق؟
إن قلت البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شيء يسرق.
ولهذا قيل لإبن عباس رضي الله عنهما:
إن اليهود تزعم أنها لاتوسوس في صلاتها!!
فقال: ومايصنع الشيطان بالقلب الخراب؟!
وإن قلت: يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل
فإن عليه من الحرس ما لا يستطيع اللص الدنو منه.
فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات...
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل...