بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
قبلَ البدءِ, يسرّنا أن نبشّركم بقرب صدور الفيلم الجريء و الرّائع و المُميّز (دماء على عتبات القدس), الموجّه للأمّة العربيّة المسلمة العامّة و خاصّة الأهل و الأحبّة في فلسطين. يحوي الإصدارُ مقاطعَ نادرةً و طرحاً جريئاً لقضيّةِ فلسطينَ و عالميّةِ قضايا الإسلام و المسملين, نترككم لتحمّلوا هذا المقطع الدّعائيّ للفيلم .. على هذا الرّابط :
http://www.zshare.net/download/7876033f0983be/
و انتظروا الفيلمَ كاملاً في القريبِ العاجل, إن شاء الله.
خُطُواتٌ عَمَليّةٌ لِفَكّ حِصَارِِ غزّةَ
لا يملكُ المَرءُ وهُو يَرَى (أولمرت) يبتسمُ عَلَى شاشَاتِ التّلفاز - وإخوانُنا في غزّةَ يئنّون تحتَ هذَا الحصَار - إلاّ أن يَملأ قلبه غضباً على يهود, وبُغضاً لمن يواليهم ومَن يريدُ الاستسلامَ لهم تحتَ دعَاوى السّلام ، ثمّ يعجبُ أشدّ العَجَبِ من أناسٍ يحسَبُهُم على خيرٍ يريدون عقدَ قِمَمٍ عربيّة ومؤتمراتٍ وزاريّة لحلّ المُشكلةِ الغزّاويّة ، وكأنّ الأمّة جنت شيئاَ من هذهِ المؤتمراتِ خلالَ السّتين سنة الماضية غيرَ بيعِ قطعةٍ من أرضِ فلسطينَ بعد كلّ مؤتمر !!
سَئمَ المرءُ من العيشِ في زَمَنٍ استأسدَ فيهِ أبناءُ الخنازير وتنطّط فيه أبناءُ القردةِ على أسوَار مَسرَى خيرِ الأنام لأوّل مرّة في تاريخ الإسلام !! أيُّ عَيش يطيبُ وهؤلاءِ المَلعونُونَ - عَلى لِسَانِ داودَ وعيسَى بن مَريمَ - يتحدّونَ أمّةَ الجهَادِ والشّمُوخِ الّتي هيَ خيرُ أمّةٍ أخرجَت للنّاسِ !!
هَلْ تحقّقَ فينا قولُ النّبيّ - صلّى الله عليِه وسلّمَ - : "يوشِكُ الأمَمُ أنْ تَداعَى عَلَيكُمْ كمَا تَدَاعى الأكلَةُ إلى قَصعَتِهَا" ، فقالَ قائلٌ : ومِنْ قلّة نحنُ يومئذ؟ قالَ : "بلْ أنتُمْ يومئذٍ كثيرٌ ولكنّكم غثاءٌ كغُثاءِ السّيل ولينزعنّ الله منْ صُدُورِ عدوّكم المَهَابة منكم ولَيقذفنّ اللهُ في قلوبكمُ الوَهنَ" ، فقالَ قائلٌ : يا رسولَ اللهِ وما الوَهنُ ؟ قالَ : "حبّ الدّنيا وكَرَاهيةُ المَوتِ" (أخرجه أبو داود وصحّحهُ الألبانيّ) ..
هَذَا العُمومُ في قَولِ النّبيّ - صلّى اللهُ عليهِ وسلّم - حقَّ في هَذا الزّمانِ على أكثر مَن يَنتمي للإسْلامِ ، ولكنّ هناكَ حقّاً آخر يخصّ هذا الخبرَ ويزرعُ الأملَ في قلوبِ أهلِ الإيمانِ ، وَهوَ قولُ النّبيّ - صلّى اللهُ عليِهِ وسلّمَ - : "لاتزالُ عِصَابةٌ منْ أمّتي يُقاتِلونَ عَلى أمرِ اللهِ، قاهرينَ لعدوّهمْ ، لايضرّهم مَنْ خالَفَهُمْ حتّى تأتيهمُ السّاعَة ، وهُمْ عَلَى ذلكَ" (مسلم). أجلْ : قاهرينَ لهُمْ في العِرَاقِ وأفغانِستانَ والصّومال والشّيشان .. لأنهّم يُقاتلونَ على أمر اللهِ ولا يضرّهُم من خالَفَهُم ولا يأبَهون بهِ .. فطريقُهُم واضحٌ وهدَفُهُم مَعلومٌ ، فلمْ يغيّروا ولمْ يبدّلوا ولمْ يتقلّبوا معَ السّياساتِ البشريّة ، فهُمْ على قلّتهم مُعتصمونَ بحبلِ ربّ البريّةِ لا يحيدونَ عنهُ ولا يَبغونَ بهِ بدلاً ولا يقيلونَ ولا يَستقيلونَ ..
وَ هَا هُمْ مُجاهِدو فِلِسطينَ يُسطّرونَ بدِمَائِهِمْ وَ دِمَاءِ أبنَائِهِمْ صَفَحَاتٍ طُويَتْ منْ تاريخ الإسْلام تَحكي صُمُودَ المُسلمينَ في شِعَبِ أبي طَالبَ وَ خلفَ خَندقِ المَدينةِ وَ شعارُهُمْ {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (البقرة : 214) ، سَمِعُوا قولَ اللهِ ، و قولُهُ الحقّ : {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} ، فتنادَوا : الثّباتَ ، الثّباتَ ..
هَؤلاءِ ثَبَتُوا وَ عَمِلُوا مَا عَلَيهمْ ، فمَا بَالُ بَقِيّةِ المُسلمينَ لا يَنْهَضُونَ لنُصرَتِهِمْ ؟ و قَدْ قالَ نبيُّهمْ - صلّى اللهُ عَلَيه ِو سَلّمَ - : "مَا مِنِ امريءٍ يَخذلُ امرءاً مُسلٍماً في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرضِهِ وَ يُنتَهَكُ فيهِ مِنْ حُرمَتِهِ إلاّ خَذَلَهُ اللهُ تَعَالى في مَوطِنٍ يُحبّ فيِه نُصرَتَهُ ، وَ مَا مِنْ أحَدٍ يَنصُرُ مُسْلِماً في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فيهِ مِنْ عِرضِهِ و يُنتَهَكُ فيهِ مِنْ حُرمَتِهِ إلاّ نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبّ فيهِ نُصرَتَهُ" (حَسَنٌ ، رَوَاهُ أحمدُ و أبُو داودَ : صَحيحُ الجَامِعِ 5566) ، ألا تُحِبّونَ أنْ يَنصُرَكُمُ اللهُ ؟!!
لا نُطِيلُ الكَلاَمَ ، فالكَلاَمُ الآنَ لاَ يُفيدُ كَثيراً ، و لكنْ نَذْكُرُ هُنَا بَعضَ الخُطُواتِ العَمَلِيّة لنُصرَةِ إخوانِنَا المُسلِمينَ في غَزّةَ مِنْ خَارِجِهَا بَعْدَ أنْ مَنَعَنَا الحُكّامُ مِنْ دُخُولِ فِلِسطينَ وَ أحاطُوا بِهَا إحَاطَةَ السّوارِ بالمِعصَمِ وَ بَذَلُوا الغَاليَ و النّفيسَ في سَبيلِ الحِفَاظِ عَلى دَولَةِ يَهودَ .. هذهِ الخُطُواتُ العَمَليّةُ مَبنيّةٌ عَلَى حَقَائقَ قُرآنيّة في اليَهودِ تَتَجلّى في الآياتِ التّاليةِ :
قالَ تَعَالَى {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} (الحشر : 13 14)
و قالَ تَعَالَى {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة : 96)
و قالَ تَعَالَى {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} (آل عمران : 111)
و قالَ تَعَالَى {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} (المائدة : 22)
فهذهِ الحَقَائقُ القُرآنيّةُ غَابَتْ عَنْ كَثيرٍ مِنَ المُسلمِينَ ، وَ هِيَ حَقَائِقُ ثَابتَةٌ خَالِدَةٌ لاَ تتغيّرُ وَ لاَ تتبدّلُ زَمَانَاً وَ لا مَكانا ، فاليَهُودُ أَحْرَصُ النّاسِ عَلى حَيَاةٍ ، وَ هُمْ يَرْهبونَ المُسلمينَ أشَدّ الرّهبةِ ، بَلْ إنّهُمْ يَخَافونَ المُسلِمِينَ أكثرَ مِنْ خَوفِهِمْ مِنَ اللهِ ، وَ قُلُوبُهُمْ مُتخالِفَةٌ غيرُ متّفقةٍ ، وَ هُمْ أجبَنُ مِنْ أنْ يُواجِهُوا المُسلمينَ مُواجَهَةً حقيقيّةً ، وَ إذَا وَاجَهُوهُم فإنّهُم يُولّونَ الأدبارَ وَ يَهرُبُونَ مِنْ أمَامِهِمْ لاَ يَلوونَ عَلى شَيء ..
فَهَذَا الجُبْنُ وَ هَذَا الخَوَرُ وَ هَذَا الإختِلاَفُ وَ هَذَا الحِرْصُ عَلَى الحَيَاةِ.. كُلُّ هَذِهِ مُقوّمَاتٌ حَقيقيّةٌ لِهزيمةٍ حَتميَّةٍ ، فَكيفَ نَغفَلُ عَنْ هَذِهِ الحَقَائِقِ وَ نَستبدِلُهَا بِمُنَاوَرَاتٍ سِيَاسيّةٍ وَ مُظَاهَرَاتٍ شَعبيّةٍ وَ هتافاتٍ آنيّةٍ لاَ تُسمِنُ وَ لاَ تُغني مِنْ جُوعٍ !!
وَ عَلَيْهِ ، فَإنّ الخُطُواتِ الّتي لاَ بُدّ للمُسْلِمِينَ مِنَ العَمَلِ بِهَا أوْ بِبَعضِهَا - كُلٌّ حَسْبَ طَاقَتِهِ - هِيَ :
1- نَشرُ صُوَرِ الأطفَالِ الفِلِسطينيّينَ المُصَابينَ وَ المَرضَى وَ الجَوعَى بَينَ المُسلِمِينَ عَلَى أوسَعِ نِطَاقٍ لشَحْذِ الهِمَمِ وَ إيقاظِ القُلُوبِ النّائِمَةِ ، سَوَاءٌ كانَ ذَلكَ في الشّبَكَةِ العَالَمِيّةِ أو الهَاتفِ النّقّالِ أو وَسَائِلِ الإعْلامِ ، مَعَ العِلمِ بِأنّ الصّوَرَ المُتَحَرّكَةَ أبلغُ مِنَ الثّابتَةِ ، وَ الصّورةُ أبلَغُ مِنْ ألفِ كَلِمَةٍ .
2- تَعبِئةُ شَبَابِ الأمّةِ بحثّهمْ عَلَى مُتَابَعَةِ الأحدَاثِ في الفَضَائيّاتِ وَ الإذاعَاتِ وَ الشّبكةِ أو حَتّى بالمَنشُوراتِ ، فكثيرٌ مِنْ شَبَابِ الأمّةِ لا يَعرفُ مَا يَحصُلُ وَ لَمْ يَسْمَعْ بَعدُ عَنِ الحِصَارِ ، وَ هَذِهِ كَارثةٌ عَلَى المُستَوَى الإعْلاميِّ ، فالعُلَمَاءُ وَ الدّعَاةُ وَ الإعْلاميّونَ مَسْؤولونَ أمامَ اللهِ عَنْ تَبليغِ النّاسِ !!
3- يَنبَغي عَلى الجَمَاعَاتِ الفِلِسطِينيّةِ المُسْلِمَةِ أنْ تَسْتَغِلَّ هَذِهِ الأوضَاعَ فِي التّقَارُبِ و الإندِمَاجِ في تَنظيمٍ وَاحِدٍ يَعْتَصِمُ بِحَبلِ اللهِ وَ يغيظُ الكُفّارَ ، فَنِعمَةُ الوحدَةِ سَبَبٌ مِن أسبَابِ النّصرِ.
4- إذَا كُنّا لاَ نَستَطيعُ الوُصُولَ إلى داخِلِ فلسطينَ بسَببِ حَرَسِ الحُدُودِ العَربيِّ المُحِيطِ بِهَا فنَسْتَطيعُ ضَرْبَ المَصَالحِ اليَهوديّةِ في مَشَارقِ الأرضِ وَ مَغَاربِهَا المُتَمَثّلَةِ بالسّفَارَاتِ وَ المُؤَسّسَاتِ وَ الشّركاتِ ، وَ يَنبغي إيجادُ قَائِمَةٍ بأسمَاءِ جَميعِ الشّرِكاتِ اليَهُودِيّةِ وَ المُؤسّسَاتِ الّتي تَصلُحُ للإسْتِهدَافِ.
5- قَتْلُ الصّهَاينَةِ الأفْرادِ في جَمِيعِ الأرضِ ، وَ يُمكِنُ في مِثْلِ هَذِهِ الظّروفِ قَصْدُ قَتْل نِسَائهم وَ أطفَالهمْ لأنّهم يَقصدونَ قتلَ نسائنا وَ أطفالِنَا ، وَ هَذَا مِنَ المُعَامَلَةِ بالمِثْلِ ، قالَ تَعَالى {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (البقرة : 194) ، فَإذَا حَاصَرَ يَهودٌ المُسْلمينَ في غَزّةَ فلْيُحَاصِرْهُمُ المُسلمونَ في كلّ الأرضِ ، وَ إذا قَتَلُوا أطفَالَنَا فَلْنَقتُلْ أطفَالَهُمْ.
6- بدءُ عَمَلِيّاتٍ عَسكَرِيّةٍ نَوعِيّةٍ في أفغانستانَ وَ العِراقِ تَضَامُنَاً مع "غَزّةَ" ، وَ إشْغَالاً لِلعَدُوّ الأمريكيّ -بعضَ الشّيءِ- عَن فِلِسطينَ.
7- ضَربُ المَصَالِحِ الأمريكيّةِ في جَمِيع أنحاءِ الأرضِ ، فَأمريكا هِيَ رَاعِيَةُ العُدْوانِ اليَهُوديّ على إخوانِنَا في فِلِسطينَ ، وَ نَرْضَى مِنْ بَعضِ العُلَمَاءِ هُنَا أنْ يَقِفُوا مَوقِفَ الحِيادِ وَ لا يَفْتَئِتُوا عَلَى اللهِ بفَتَاوى تَحقِنُ دِمَاءَ الكُفّارِ الحَربييّنَ الّذينَ يقتلونَ المُسلمينَ في فِلسطينَ وَغيرها .. وَ إياّكُمْ وَ الدّعَاوى الهَزيلةِ من مُقَاطَعَاتٍ لِبَضَائعَ وَ غَيرِهَا ، ليسَ هذا ما نُريدُ ، الّذي نُريدُهُ هُوَ تفجيرُ هَذِهِ المَصَانِعِ الّتي تَصْنَعُ هَذهِ البَضائعَ وَ تدميرُها عَلَى رُؤوسِ أصحابِهَا ..
8- قَصفُ اليَهُودِ مِن جَنُوبِ لبنانَ بالصّواريخِ وَ تدميرُ مَا يَستطيعُ المُسلمونَ تدميرَهُ و إشعالُ الأرضِ تَحتَ أقدام يَهودَ ، وَ كذلكَ يَنبغي أنْ لاَ تَتَوقّفَ صَواريخُ القَسّامِ وَ غيرُها ، وَ لِيَعلَمَ اليَهُودُ بأنّ اشتدادَ الحِصَارِ لاَ يُنتجُ تَنَازُلاً بلْ يُنتجُ تزايُدَ الحِمَمِ المُتَسَاقِطَةِ عَلَى رُؤُوسِهِمُ العَفِنَةِ.
9- استغلالُ حَالةَ الفَوضَى في تَصفِيَةِ كلّ مَنْ آثرَ الخِيَانَةَ و وضَعَ يَدَهُ في يدِ يهودَ.
10- لا بُدّ منْ إيجادِ جَبهَةٍ إسْلاَمِيّةٍ عَالَمِيّةٍ لِقِتَالِ اليَهُودِ واَ لصّليبيّينَ المُعتَدينَ تكونُ فَاعِلَةً وَ يَتِمُّ التَّنسيقُ بينَ فُرُوعِهَا لِتأتيَ الضّرَبَاتُ الّتي تقصمُ ظُهُورَ الكفّارِ ..
11- بَيانُ حَالِ حَقِيقةِ الحَربِ العَقَديّةِ الدّينيّةِ بينَ اليَهُودِ وَ المُرتَدّينَ من جِهَةٍ و بينَ المُسلمينَ ، و نشرُ عَقيدةِ الوَلاءِ و البَراءِ في صُفُوفِ المُسلمينَ ، و نشرُ عقيدةِ التّوكّلِ عَلَى اللهِ، و إسقاطُ جَمِيعِ الشّعاراتِ الوَطَنيّةِ و القَوميّةِ و القُطْرِيّةِ و غيرهَا مِنَ الشّعَاراتِ المُتَهَالِكَةِ الزّائِفَةِ الّتي يَرَى النّاسُ حقيقَتَهَا من خِلاَلِ نَافذةِ غَزّةَ و فلسطينَ. وَ هذا مُهمّ جدّاً.
12- تركُ السّلبيّةِ و الإتّكاليّةِ من قِبَلِ شَبَابِ الأمّةِ، فَلاَ ينتظرْ أحدُنا فُلاناً ولا علاّناً ليعملَ ما هُوَ مَفْروضٌ عَلَيهِ ، بلْ كلٌّ يعملُ حسبَ طاقَتِهِ و قُدرَتِهِ ، ولا عُذرَ لِمَنْ قدرَ و لمْ يَفعلْ ، ولا ينتظرْ أحدٌ أمراً ليَقتُلَ أو يفجّر أعداء الدّينِ و محاربيه، فكلُّ مَنِ استطاعَ فِعلَ شَيءٍ فَليفعَلْهُ وليَتَوكّل على اللهِ ..
13- ينبغي عَلى الجَمَاعات الإسلامِيّةِ أن تَعْملَ عَلَى أن تكونَ مُستقلّة اقتصاديّاً ، فهذا يَضمنُ لها الإستقلاَلَ السّياسيَّ و العَسكريّ، و كلّ جمَاعةٍ ليستْ كذلِكَ فقرارُهَا -في الغالبِ- يكونُ مرهوناً بقَرارِ المُموّلِ، و هذا يَنطبِقُ حتّى على الأفرادِ و السّرايا الصّغيرةِ ..
14- لا يُعقلُ أن يكونَ هُنَاكَ مُسلمٌ وَاحِدٌ لَهُ ذَرّةٌ من عَقلٍ ينتظرُ الحُكّامَ و دَورَهُمْ، فليسَ لِفِلسطينَ -بعدَ اللهِ- إلاّ هذا الشّبَابُ المُجَاهدُ المُحتَرقُ شَوقاً لِسَكبِ دَمِهِ عَلى عَتَباتِ الأقصَى، فمنْ لَمْ يستطعِ الوُصُولَ إلى القُدْسِ فلْيسقِ الأقصَى بدَمِهِ حَيثُما كانَ، فالأجرُ معَ النّيّة ِ، و الله لا يُضيعُ أجرَ من أحسنَ عَمَلاً ..
15- لا ينبغي للشّبابِ انتظارُ دَورِ العُلَمَاءِ في هَذهِ الظّروفِ، فهُمْ أسرَى عِندَ الحُكّامِ، و كما أنّكَ تنتظرُ العُلَمَاءَ و دورَهم فالأمّةُ تنتظرُكَ و دورَكَ، فلا يجوزُ لكَ عِتَابُهُم إن كُنتَ أنتَ خامِلاً غيرَ عامِلٍ، فكمَا أنّهم مُطَالَبُون بالعَمَلِ، فأنتَ أيضاً مُطَالبٌ بهِ.. لا يجوزُ تحويلُ هذه الأوضاعِ عَن مَسارِها وجعلُها جِدالاتٍ فقهيّةً و تراشقاً واتهّاماتٍ و فرقَعاتٍ كَلاَميّةً تُفرّقُ الصّفّ و تُفرحُ العدوّ و تُحزنُ الصّديقَ ..
16- يجبُ استِغلالُ هذهِ الأوضَاع في بَيانِ حالِ الحُكّام الّذينَ سَكَتوا سُكُوتَ الأمواتِ في هذهِ الظّرُوفِ بناءً على أوامرِ بوشَ و أولمرت، و لِيرى النّاسُ الفرقَ بينَهُم و بينَ أهلِ الصّدقِ منَ المُجَاهدينَ النّاصحينَ، و هذا مِصدَاقُ قولِ اللهِ تعالى : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (التوبة : 16)، و الوليجةُ: الولايةُ (كمَا قالَ السّعديّ)، فالّذينَ اتّخذوا الصّليبييّنَ و اليهودَ أولياءَ ليسُوا كمَن جاهدُوا في سَبيل اللهِ بأموالهِمْ و أنفُسِهِم ..
17- الإكثارُ منَ التّضُرّعِ إلى اللهِ جَلّ في عُلاهُ، فهوَ وحدَهُ القَادرُ القَاهرُ الّذي بيدِهِ مَقاليدُ الأمورِ، ولا يَحدُثُ في الكَونِ شيءٌ إلاّ بقَدَرِهِ سُبحانَهُ و تعالى، و مَنْ كانَ مُتّصِلاً باللهِ مُؤمِنَاً و راضِياً بقَدَرِهِ فلا يَضُرّهُ شَيءٌ و لا يَحزُنُهُ شيءٌ و لا يَصعُبُ عَلَيهِ شيءٌ بإذنِ اللهِ ..
هذهِ بَعضُ الأمور الّتي يُمكنُ لكَثير منْ شبابِ الأمّةِ فعلُها ، و لا ينبغي التّأخّرُ و الإنتظارُ، فالأطفَالُ يَمُوتُونَ و العَجائزُ يَصرُخنَ، و يهودُ الغَدرِ {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلاَ ذِمَّةً}، فالبدارَ البدارَ مَعاشرَ الشّبابِ و كونُوا لإخوانِكُم أنصاراً و أعواناً و لا تخذُلُوهُم و لا تُسلموهُم ليهودَ.. {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} فالنُّصرَةُ واجبةٌ و الأمرُ جدّ، فاترُكُوا اللّعبَ و اللّهوَ و تضييعَ الأوقاتِ و احملوا على يهودَ حملةَ رَجُلٍ واحد ..
لَقَد خَرجَ أولمرتُ على النّاسِ مُبتسِماً ضَاحكاً و هوَ يتكلّمُ عنْ هذا الحِصَار بكلّ خِسّةٍ و دَناءَةٍ و حَقَارةٍ يهوديّةٍ، و نريدُ من شبابِ الإسلامِ أن يَحملُوا على يهودَ حتّى يخرجَ أولمرتُ و هوَ يبكي دَمَاً مِمّا جرّ عَليهِ حُمقُهُ، تَمَامَاً كما فعلَ رامسفيلدُ و بوشُ بعدَ إعلانِهِما انتهاءَ الحربِ في العِراقِ ..
إنّنا نقولُ لأولمرتَ و منْ مَعَهُ: إنّ المُجاهدينَ كانُوا راكدينَ و أنتَ استَثَرتَهُمْ، فالآنَ حَميَ الوطيسُ، و سترَى يا لعينُ كيفَ يقلبُ أتباعُ محمّدٍ -صلّى الله عليهِ و سلّمَ- الأرضَ عالِيَها سَافِلَها ، و ستَعرفُ حينَها بأنّ مُحمّداً ماتَ وخلّفَ رجالاً يُحبّونَ المَوتَ كمَا تُحبّ أنتَ الحياةَ ..
كَتَبَهُ:
حسين بن محمود
13 محرم 1429هـ
(بِتَصَرُّف)[/CENTER]