العيد ..
أيامنا فيه تمثل قصائد مربكة وتزاد توتراً كلما أقدمنا على قراءتها بأشكال عكسية ..
نحاول في العيد التصالح مع أنفسنا ثم مع المحيطين بنا لنشعر أننا في أمااااااااااان .
كل شيء فيه يبدو جميلاً ..!!
الجمال يهرب منا حينما نصل إلى أوردتها
ونحن نجري عمي البصر ،
ونوشك على الإمساك بهذا الجمال هنا وهناك ..!!
ولكن لا يبقى منها بين أيدينا إلا طريقة الهروب ..!!
في العيد علينا أن نواجه الحياة بإحساس
طفل تقذفه في الهواء ويبتسم ؛ لأنه يعلم
أنك ستمسك به .. !!
علينا أن نغوص في بحر سعادة العيد ..
إذ أنّ السعادة الدائمة رغم استحالتها قضية مُملة في النهاية , كما أن
الأحزان المستمرة رغم ما يصنعه الحزن من شفافية للروح تعطيلٌ
لممارسة الحياة والوفاء بما تريده من الإنسان , ولذلك تكمن لذة الحياة في
التأرجح بين الحالتين ..!!
هل عشتم العيد في طفولتكم ..؟!!
ماباله تغيّر علينا ..؟!!
الطفولة الشيء الذي لا يمكنني نسيان العيد فيه ..
تتكرر الهمسات الشجية على سمعي بشكل يومي ومازلت أحمل
نفس أحلامي حتى لو اختلست برهة من وقتي لاسترق جملة من
الماضي أو أسترجع حفنة من ذكرياتها الغنية ولكنها تختفي من
ناظري لمجرد سماع صوت من الحاضر حتى يُبدّد رغوة السعادة ..!!
وإن كبرنا ..
العيد أيامه جميلة حين لا نحمّله ما لا يحتمل ..
أو نفرط كثيراً فيما يجب أن نفعله خلاله ..
هي جميلة أيامه حين يكون فيها مقدار المشاعر السلبية في حدّهِ الأدنى ..!!
هي جميلة إذا عرفنا أننا في الحياة نعيش مرحلة كل من فيها سيغادرون
في النهاية , ولذلك يجب أن يغادروا بحب ..!!
وبرغم مآسي المسلمين وحروبهم ..
ورغم تعفف الفقراء وحرمانهم ..
والأطفال اليتامى ودموعهم ..
لكنهم أصرّوا على أن يتنفسوا الحب والجمال , والصفاء والنقاء , في زمن
يصر الكثير على جعله زمنا ملوثاً !!..
أصروا على نثر الفل والياسمين في أوقاتهم المثخنة بالتعب , وفي دروبهم
المزروعة بالأشواك السامة ..!!
أمّا نحن فلنسعَ لنربت على أكتافهم لينهضوا من كبواتهم ونضمد
انكساراتهم المتراكمة في كل عيد ..!!
فهم يحملون في ضمائرهم قضية الانتصار للعيد .. رغم كل الظروف ..!!
إذاً .. فكل عام وهم بخير ..!!
ونحن أيضاً ..
لكن إن ناصرناهم ولو بالدعاااء ..!!