بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم
تمر بحياة الإنسان عدة مواقف تؤثر فيه بصورة إيجابية (حتى ولو كان تأثيراً وقتياً) وتجعله يعود
إلي الله ويشعر بعظمته ورحمته وفضله الكبير على عباده ..
أذكر لكم في هذه القصة أحد هذه المواقف لكي تعرفوا فضل الله عليكم
في أحد الأيام من الصيف كنت أقضي فترة تدريب بإحدى شركات الأدوية الكبرى وكان أول يوم لي
في التدريب وفي منتصف اليوم بدأت أشعر ببعض التعب والإرهاق ولكني تحاملت على نفسي
واعتقدت إنه إرهاق عادي ولكن أثناء الطريق زاد التعب وبدأت أشعر برعشة شديدة في جسدي
حتى أنني لم أستطيع المشي فقمت بالاتصال بأخي لكي يأتي ويأخذني إلي المنزل بالرغم من أن
المكان الذي كنت أكلم منه أخي قريب من المنزل ولكني شعرت أنه تأخر كثيراً لا أدري هل تأخر
فعلاً أم لا.. ولكنني شعرت أني لا أستطيع حتى الوقوف لانتظاره
بصعوبة بالغة أوقفت سيارة تاكسي للذهاب إلى المنزل وعندما دخلت لم أنطق بكلمة ولكني دخلت
إلي غرفتي وارتميت علي الأريكة.. وبدأت اشعر بشعور غريب ... أنه الموت !!! ... بدأت أشعر أن
روحي تنسحب من جسدي لدرجه أنني كنت اتحسس يدي و قدمي ولا أشعر بهما ... شعرت
بإحساس غريب .. وبدأت أتقيأ ما كنت أكلته ... وقمت بصعوبة بالغة لأتوضأ وأصلي ركعتين ...
ياه كم هو قريب منا الموت .. في أي لحظه يأتي .. هل يأتيك وأنت على طاعة أم وأنت
والعياذ بالله علي معصية ؟
بعد الصلاة لم أجد ما أفعله غير أنني استسلمت واقتنعت تماماً بأنه الموت .. نمت على الارض
مستقبلاً القبلة وبدأت أشعر بروحي وهي تخرج من قدمي إلي ركبي وكذلك من يدي إلي أن وصلت
الي الحلقوم... توقف نبض قلبي وكذلك توقفت أنفاسي... في هذه الأثناء دخلت أمي وأخوتي إليّ ...
وراحوا يهزونني بقوة ويصيحون بإسمي ... ولكن هيهات .. ما من مجيب... وصاحت أمي في أخي
بأن يأتي بالطبيب ... وكنت أقول في نفسي وماذا يفعل الطبيب؟ ... لا تذهب يا أخي لا فائدة من ذلك...
راح شريط من الذكريات يمر برأسي .. كم مرة كنت علي طاعة وكم مرة كنت علي معصية؟ ماذا
فعلت بالدنيا ؟ هل كانت الغاية أم الوسيلة؟ أين الأصدقاء ؟ أين الخطط الوردية التي كنت ترسمها
لمستقبلك؟ ماذا ..... وماذا .... وماذا....
لقد جاء الطبيب ..
بعد تفحص ونظر قال لا تقلقوا ... كنت شعرت بأني بالفعل ذهبت للعالم الأخر وأن هذا الرجل لا فائدة
منه... إستخدم الطبيب اسبراي لكي أفيق ... فأفقت للحظات ثم سقطت مرة ثانية وأنا أهذي بكلمات
مثل خلاص ... سيبوني... وبعد مرة أخري أفقت ولكني سقطت ثانية.. في المرة الثالثة لم أفق...
استخدم الطبيب حقنة ثم حاول معي مرة أخري فأفقت ولكني كنت شبه فاقد الوعي وشعرت بأنها
مسألة وقت وأن الموت آت لا محالة لا أتذكر ما حدث بعد ذلك ولكني نمت ما يقرب من حوالي 15
ساعة ثم استيقظت بحالة شبه جيدة وبدأت رحلة من العلاج ... تبعتها الرحلة المعتادة مع الدنيا ...
ولكني كلما نسيت أتذكر هذا الموقف لكي أعرف كم هو رحيم ربي... وكم هو قريب الموت..
مع احترامي لكل التفسيرات التي قدمها الأطباء غير أنني مقتنع بأن هذا الموقف هو إنذار من الله
لي لكي أبعد عن المعاصي وأعود إليه أخيراً أرجوا منكم التدبر في القصة ومعرفة معانيها وأن كل
شئ سيزول إلا العمل (الصالح بأذن الله)
هذه قصة حقيقية لأحد التائبين إلى الله سبحانه تعالى نسأل الله أن يتوب علينا وعليه
وان يرزقنا وإياه الجنة
اخوتي وأخواتي أمل أن نعتبر من هذه القصة وان لا نسوف بالتوبة إلى الله تعالى قبل حلول الأجل
/
/
/
/
منقول
مســـائكم عـــامر بالطــــاعه
عبيــ الـــورود ـــر