أراعكَ طائرٌ بعدَ الخفوقِ = بفاجِعَة ٍ مُشنَّعة ِ الطُّروقِ
نَعمْ ولَهاً على رجلٍ عميدٍ = أظَلُّ كأنَّني شَرِقٌ برِيقي
طرقَ الخيالُ فمرحباً ألفاً = بالشاغفاتِ قلوبنا شغفا
ولقَدْ يقُولُ لِيَ الطَبِيبُ وما = نبّأتُهُ مِنْ شأنِنَا حَرْفا:
يا خَليليّ قدْ صفا كدر العيـ = ـش وقد أسعد الزمان الخريفُ
إنّ طرفي ممازح ولساني = وضميري عن الفسوق عفيفُ
بانَ الخَلِيطُ بمَنْ عُلِّقْتَ فَانْصَدَعُوا = فدَمْعُ عَيْنَيكَ واهٍ واكِفٌ هَمِعُ
كيفَ اللقاءُ وقدْ أضحتْ ومسكنها = بطنُ المَحِلَّة َ مِنْ صَنْعاءَ أوْ ضَلَعُ
دَعاكَ مِنْ شَوْقِكَ الدَّواعِي = وأنتَ وضاحُ ذو اتباعِ
دعتكَ ميالة ٌ لعوبٌ = أسِيلَة ُ الخَدِّ باللِّماعِ
طربَ الفؤاد لطيفِ روضة َ غاشي = والقومُ بين أباطحٍ وعشاشِ
أنَّى اهتديتِ ودونَ أرضكِ سبسبٌ = قَفْرٌ وحَزْنٌ في دُجى ً ورِشاشِ
يا رَوضُ جيرانُكُمُ الباكِرُ = فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ
قَالَتْ: ألا، لا تَلِجَنْ دَارَنا = إنَّ أبانا رجلٌ غائرُ
أعِنِّي على بيضاءَ تَنكَلُّ عَنْ بَرَدْ = وَتَمْشِي على هَوْنٍ كمِشْيَة ِ ذِي الحَرَدْ
وتلبسُ منْ بزِّ العراقِ مناصفاً = وأبرادَ عصبٍ من مهلهلة ِ الجندْ
يا أيها القلب بعضَ ما تجدُ = قدْ يعشقُ المرءُ ثم يتئدُ
قدْ يكتمُ المرءُ حُبَّه حِقَباً = وهوَ عميدٌ وقلبهُ كمدُ
أغَدَوْتَ أمْ في الرَّائحين تَروحُ = أمْ أنْتَ مِنْ ذِكْرِ الحِسانِ صَحيحُ
إذْ قالتِ الحسناءُ : ما لصديقنا = ؟ رثَّ الثيابِ وإنَّه لَمِليحُ
كلُّ كربٍ أنتَ لاقٍ = بعدَ بلواهُ انفراجاً
حيَّ التي أفصى فؤادك حلتِ = عَلِمَتْ بأَنَّكَ عَاشِقٌ فَأَدلَّتِ
وَإِذَا رأتك تَقَلْقَلَتْ أَحْشَاؤُها = شَوْقاً إِلَيْكَ فَأَكْثَرَتْ وَأَقَلَّتِ
صدعَ البينُ والتَّفرّقُ قلبي = وتولَّتْ أُمُّ البَنينِ بِلُبّي
ثوتِ النفسُ في الحمولِ لديها = وتولَّى بالجِسْمِ منّي صَحْبي
يا قلبُ ويحكَ لا تذهبُ بكَ الخرقُ = إنَّ الأُلى كُنتَ تهواهُمْ قَد انْطَلَقُوا
ما بالهم لم يبالوا إذْ هجرتهمْ = وأنتَ منْ هجرهمْ قد كدتَ تحترقُ
يا منْ لقلبٍ لا يطيــ = ـعُ الزَّاجِرينَ وَلا يُفِيقْ
تشلو قلوبُ ذوي الهوى = وهُوَ المُكلَّفُ والمُشوقْ
أبى القلبُ اليمانيّ الـــ = ذي تُحمدُ أخلاقهْ
ويرفضُّ له اللحنُ = فما تفتق أرتاقهْ
أيَا رَوْضَة َ الوَضَّاحِ يا خَيرَ روْضَة ٍ = لأهْلِكِ لَوْ جَادُوا عَلَيْنا بمَنْزلِ
رَهِينُكِ وضَّاحٌ ذَهَبْتْ بِعَقْلهِ = فإنْ شِئتِ فاحْييهِ وإنْ شِئْتِ فاقْتُلِي
أيَا رَوْضَة َ الوَضَّاحِ يا خَيرَ روْضَة ٍ = لأهْلِكِ لَوْ جَادُوا عَلَيْنا بمَنْزلِ
رَهِينُكِ وضَّاحٌ ذَهَبْتْ بِعَقْلهِ = فإنْ شِئتِ فاحْييهِ وإنْ شِئْتِ فاقْتُلِي
ما لَكَ وَضَّاحُ دائمَ الغَزَلِ = ألستَ تخشى تقاربَ الأجلِ
صَلِّ لِذِي العَرْشِ واتَّخِذْ قَدَماً = تُنْجيكَ يَوْمَ العِثارُ والزَّلَلِ
يا لقَوْمِي لِكِثْرَة ِ العُذَّالِ = ولطيفٍ سرى مليحِ الدلالِ
زائرٍ في قصور صنعاءَ يسري = كُلَّ أرْضٍ مَخُوفَة ٍ وَجِبالِ
أيها الناعبُ ماذا تقولُ = فكلانا سائلٌ ومسولُ
لا كساكَ اللهُ ما عشتَ ريشاً = وبخوفٍ بتَّ ثمَّ تقيلُ
طرقَ الخيالُ فمرحباً سهلا = بخيالِ منْ أهدى لنا الوصلا
وسرى إليَّ ودونَ منزلهِ = خمسٌ دوائمُ تُعمِلُ الإبلا
صَبا قَلبي ومالَ إليْكَ مَيْلا = وأرَّقَني خَيالُكَ يا أُثَيْلا
يمانِية ٌ تُلِمُّ بِنا فتُبْدِي = دَقيقَ مَحاسِنٍ وتُكِنُّ غَيلا
ما بالُ عيْنِكَ لا تَنامُ كأنَّما = طلبَ الطبيبُ بها قذى ً فأضلهُ
بلْ ما لقلبكَ لا يزالُ كأنهُ = نَشْوانُ أنْهَلَهُ النَّدِيمُ وعَلَّهُ
بنتُ الخليفة ِ والخليفة ُ جدها = أختُ الخليفة ِ والخليفة ُ بعلها
فَرِحَتْ قَوابِلُها بِها وتباشَرتْ = وكذَاكَ كانوا في المسرَّة ِ أهْلُها
حتَّامَ نكْتُم حُزنَنا حَتَّاما = وعَلامَ نَسْتَبْقِي الدُّموعَ عَلاما
إنَّ الذي بي قد تفاقمَ واعتلى = ونما وزادَ وأورثَ الأسقاما
أيا بنة َ الواحدِ جودي فما = إنْ تصرميني فبما أولما
جودي علينا اليومَ أو بيِّني = فِيمَ قَتَلْتِ الرَّجُلَ المُسْلِما
تَرَجَّلَ وَضَّاحٌ وأسْبَلَ بَعْدَما = تكهَّلَ حيناً في الكهولِ وما احتلمْ
وعُلِّقَ بَيْضاءَ العَوارِضِ طَفْلَة = ً مُخَضَّبة َ الأطْرافِ طَيِّبة َ النَّسَمْ
أيا نخلتيْ وادي بوانة َ حبذا = إذا نَامُ حُرَّاسُ النَّخِيلِ جَنَاكُما
ضحكَ الناسُ وقالوا = شعرُ وضاحِ اليماني
إنَّما شِعْريَ قَنْدٌ = خُلِطَتْ بِالْجُلْجُلانِ