لماذا خلقت المرأة من نفس طينة آدم ...؟
المتأمل في كيفية خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ لأمنا حواء ، يفهم كثيراً من التصرفات والسلوكيات التي تفعلها حواء ، فقد خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ آدم ـ عليه السلام ـ من طينٍ ، ثم خلق حواء منه ، أي: إنَّ حواء خُلقت من نفس الطينة التي خُلق منها آدم ، بالإضافة إلى أنها خرجت من آدم مصداقاً لقوله سبحانه في القرآن ( وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها ) ، وهذا يعني أن حواء لديها صفاتٍ خاصةً بها ، وكذلك لديها صفاتٍ أخذتها من الرجل ؛ لأنها خرجت منه ، بينما الرجل كونه خرج من التراب فهو مستقل بذاته .
ونلاحظ ذلك جليّاً عندما نتأمل أن الرجل مهمته في الحياة الكدح وكسب الرزق ، بينما المرأة مهمتها الأساسية بثُّ العاطفة والحب وتربية الأبناء ، فلو حاول الرجل أن يقوم بمهمة المرأة فإنه لا يستطيع ، وخاصة عند الحديث عن الحمل والولادة وتقديم العاطفة والحب الذي تقدمه المرأة ، بينما لو أرادت المرأة أن تسعى للكسب والرزق ـ وهي أساساً مهمة الرجل ـ فإنها تستطيع فعل هذه المهمة ، وقد أعطاها الله تعالى هذه الصفة ، بناءً على أساس خَلْقِها ؛ لأنها خرجت من الرجل .
ومثال ذلك في حالة (لو لم تتزوج ، أو طُلقت أو ترمّلت ) فإنها تستطيع أن تعمل عمل الرجال ، وإنْ كان هذا العمل لا تجد فيه نفسها وذاتها ، ولكنها تستطيع العيش بالحياة ، ولهذا يُلاحظ أنَّ الأرملةَ تربي أبنائها وتدير حياتها وتسعى لكسب الرزق بنفس الوقت ، وهذه آيةٌ من آيات الله تعالى في الخلق ، ولو خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ حواءَ من طينة أخرى ، أو من شيء آخر غير آدم وطينته ؛ لَما استطاعت المرأة أن تلعب هذا الدور ، خاصة وأنَّ شأن التربية يحتاج إلي صبر طويل وعطاء مستمر .
ولو قارنّا في فترات الطفولة بين عالم النبات وعالم الحيوان وعالم الإنسان ، لوجدنا أن أكبر فترة للطفولة عند الإنسان ، فالطفل يستمر طفلاً إلى أن يبلغ الحلم ، وهذه فترة طويلة جداً(تزيد على 13 سنة) ويكون تحت إشراف أمه وتربيتها ، بينما في عالم الطيور يمكث الوليد عند أمه حتى يتعلم الطيران ، ثم ينطلق بعيداً عنها ، وكذلك في عالم بقية الحيوانات أو النبات ، فدور الأم مؤقت وقصير ، بينما في عالم الإنسان دور الأم دائم وطويل .
ولكن العمل اليوم أفقد المرأة أنوثتها ، فلو أحضرنا امرأتين وقد عملتا لمدة عشر سنوات (الأولى ربة بيت والثانية عاملة) فسنجد أن نسبة الأنوثة في ربة البيت أكثر من المرأة العاملة ، وهذا ما يحتاجه الرجل ويحتاجة الأبناء لانطلاقتهم بالحياة ، فهي مصنع الحب والحنان والعطف ، وهذا ما بدأنا نفتقده هذه الأيام ، وبدأنا نلاحظ أن الرجل بدأ يبحث عن المرأة البديلة ، والطفل بدأ يبحث عن الأم البديلة ؛ لأن كليهما يبحثان عن مصنع الحب والعطاء ، وهو ما نتمنى على المرأة المسلمة اليوم أن تدركه وتتعامل معه بذكاء وتوفيقٍ وانتباه ، والله الموفق لكل خير .