في خرق السفينة: " فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا"
وفي قتل الغلام: "فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا"
وفي بناء الجدار: " فَأَرَادَ رَبُّكَ"
فلماذا اختلفت النسبة في الثلاث حالات "فأردتُ ، فأردنا ، فأراد ربك"؟!
//
قول الخضر عليه السلام عن السفينة : ( فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ) هو من التأدب مع الله تعالى
، حيث نسب إرادة العيب إلى نفسه ، ولم ينسبه إلى الله مع أنه هو الذي قدَّره ، تأدباً مع
ربه سبحانه ..
ولأن نفس العيب مفسدة،
وهذا من جنس قول الجن "وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدً"
"أشرٌ أُرِيد" .. ولم ينسبوا الشر لله. ولما جاء الخير قال "أم أراد بهم ربهم"
ولما قتل الغلام قال: ( فَأَرَدْنَا ) بلفظ الجمع، تنبيها على أن القتل كان منه بأمر الله، وله
حكمة مستقبلية، ولأنه مصلحة مشوبة بمفسدة، ( فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا ) فالإرادة هنا
تخصه هو ، وهو نبي ، يفعل عن أمر الله ، كما قال : ( وما فعلته عن أمري ) فناسب
ضمير الجمع ..
ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: ( فَأَرَادَ رَبُّكَ ) فنسب النعمة لله لأنها منه،
ولأنها مصلحة خالصة.