قال الباحثون في المجال البيئي ان التوقعات العلمية لارتفاع منسوب مياه المحيطات لا تعطي الاهمية الكافية للتأثيرات السلبية الناتجة عن التغير المناخي.
وبعد ان قام فريق من الباحثين بدراسة تستند الى عنصر الحرارة من جهة ومنسوب المياه من جهة اخرى، تبين ان منسوبات مياه المحيطات قد ترتفع لاكثر من 60% من التوقعات التي كانت موجودة حتى الآن.
وقال الباحثون ان التخطيط لحماية الشواطئ يجب ان يلحظ من الآن فصاعدا امكانية ارتفاع منسوبات المياه بشكل كبير.
وقام الباحثون بنشر نتائج عملهم على الموقع الالكتروني لمجلة "ساينس اكسبرس".
ووجد فريق الباحثين المؤلف من امريكيين والمان ان هناك علاقة ترابط بين ارتفاع منسوب مياه المحيطات خلال القرن العشرين والتغير المناخي الطارئ خلال الفترة نفسها.
وفي التفاصيل ان الدراسة، وعندما تاخذ معايير التغير المناخي الحالية في الاعتبار، فان منسوب المحيطات سيكون عام 2100 بين 0،5 و 1،4 امتار اكثر مما كان عليه في التسعينات، وان هذه الارقام تناقض التقارير التي صدرت عام 2001 والتي كانت قد توقعت ان يكون المنسوب بين 9 و 99 سنتمترا فوق المعدل الحالي.
ويكتب ستفان رامستورف المسؤول عن البحث وهو استاذ في جامعة بوتسدام الالمانية ان "معرفة ما سيكون عليه منسوب مياه المحيطات في المستقبل يشكل تحديا بحد ذاته، وذلك بسبب العناصر المعقدة التي يجب اخذها في عين الاعتبار لا وهي: عملية التبخر والتمدد الحراري والمياه التي تدخل المحيطات من جراء ذوبان جبال الجليد، وتفكككها ودخولها المحيطات".
ويقول الباحث ان نتائج البحوث في هذا المجال تختلف حسب المعايير التي يتم اختيارها، مضيفا ان الفروقات التي تظهر بين دراسة واخرى هي خير دليل على صعوبة الكلام بدقة عن النسب الحقيقية لارتفاع منسوبات مياه المحيطات.
ولكن النتائج التي توصل البها فريق الباحثين لا تحظى بالاجماع، اذ يعتبر سايمون هولجيت من مركز دراسات المحيطات ان اعتماد معيار سخونة المياه كالذي يعتمده الباحث الالماني لا يعطي بالضرورة نتائج دقيقة وذلك لان هناك العديد من العناصر الاخرى التي تتداخل والتي يجب اعتمادها.
ويعلل الباحث البريطاني رأيه بالقول ان 40% فقط من نسبة الارتفاع سببها التمدد الحراري.