لاندكروزر” أشهر من نار على علم في أركان الدنيا الأربعة. فخلال مشوارها الذي بدأته قبل أكثر من خمسة عقود مرات “لاندكروزر” بمحطات عديدة كانت في كل واحدة منها تحشد المزيد من المعجبين الى أن كونت لها شهرة طبقت الآفاق.
وكسيارة رباعية الدفع، سواء في نسختها “البك- اب” أو الرياضية المتعددة الاستعمالات، تمكنت “لاندكروزر” من تحقيق انتشار سريع في جبهات كثيرة حول العالم، بداية من المناطق التي تتطلب استخدام سيارة قوية ومتينة ويعتمد عليها ومريحة في الوقت ذاته، ونهاية بالمناطق الحضرية حيث القيادة المنعمة والمرفهة.
ولكن كيف بدأت قصة ميلاد هذه السيارة التي أصبحت ملء السمع والبصر؟ في العام 1941 طلبت الحكومة اليابانية من شركة “تويوتا موتور” إنتاج شاحنة خفيفة لكي تستعين بها في حملتها العسكرية.
وبعد عام واحد (1942)طورت “تويوتا موتور” نموذجاً أولياً لشاحنة بلغ وزنها طنين، باسم (AKIO) ولكنه لم يصب أي نجاح، ليتم تحويل إنتاج السيارة الى شركة “نيسان”.
ولا توجد حالياً أي نسخة حقيقية من هذه السيارة، سوى بعض المخططات التصميمية الأولية التي تظهرها في شكل سيارة بشبكة تهوية مستقيمة وأقواس عجلات مسطحة ومصابيح أمامية فوق الأقواس على جانبي “الرادييتور”.
وبحلول العام 1950 أسهم اشتعال الحرب الكورية في زيادة الطلب على سيارات النقل العسكرية الخفيفة، حيث قام الجيش الأمريكي بطرح مناقضة لتزويده بنحو 100 سيارة، لكن “تويوتا” لم تلق بالاً لهذه المناقصة.
وفي النصف الأخير من العام 1950 نفسه واتتها الفرصة مرة أخرى لتقديم عرضها في مناقصة عقد لإنتاج سيارات جيب، ولكن لمصلحة قوة احتياطي الشرطة اليابانية الوطنية في هذه المرة.
ولم تمض شهور قليلة حتى نجحت “تويوتا” في تطوير نموذج “بي.جي” (يناير/كانون الثاني 1951) الذي لقب ب”جيب تويوتا”. وكان قريباً من سيارة لاندروفر (الفئة 1) التي ظهرت في عام ،1949 كما كانت له أوجه شبه كثيرة بسيارة “جيب ويليز” التي تم استخدامها خلال الحرب العالمية الثانية.
لكنه كان أكبر حجماً من “جيب” وأكثر قوة، بفضل محركه الرباعي الاسطوانات والذي بلغت سعته 2،2 ليتر على الرغم من أنه كان يستخدم نظام دفع رباعي غير دائم مثل سيارة “جيب”.
ومع ذلك خسرت “تويوتا” هذه المناقصة بسبب قصور في جيربوكس “بي.جي” غير أنها (تويوتا) كانت عازمة على المضي قدماً في تطوير نموذجها، وعينها على أسواق التصدير، التي كانت تشغل جزءاً مهماً من رؤية كييشيرو تويودا الذي أسسها في العام ،1937 ولا نملك بالضبط سبب تغيير الاسم من تويودا إلى تويوتا.
وفي يوليو/تموز من عام 1951 قام ايشيرو تييرا المتخصص في اختبار سيارات “تويوتا” بتجربة قيادة النموذج الثاني من سيارة “بي.جي” في جبل “فوجي” البركاني الشهير، ووصل بها الى النقطة السادسة التي لم تطأها إطارات سيارة قبلها.
وتمت هذه التجربة تحت مرأى وكالة الشرطة الوطنية التي ذهلت من قدرات هذه السيارة، وطلبت على الفور تزويدها بنحو 289 وحدة منها، واعتمدتها السيارة الرسمية لدورياتها، وكان لهذه الخطوة مفعول السحر في تحفيز مؤسسات أخرى من قطاعات الغابات والوكالات الزراعية ومرافق الكهرباء على طلب تزويدها بهذه السيارة.
وبحلول عام 1953 دخلت “لاندكروزر” حقبة الإنتاج التجاري الضخم، وفي عام 1954 اعترضت شركة “ويليز- اوفرلاند” الأمريكية المنتجة ل”جيب ويليز” الذي اشتهر خلال الحرب العالمية، على استخدام “تويوتا” لاسم “بي.جي” الذي كان يرمز الى “جيب تويوتا”. وحينها خطرت لمدير تويوتا الغني هانجي يوميهارا فكرة استخدام اسم “لاندكروزر” على أساس أنه لن يقل مهابة عن اسماء السيارات المنافسة مثل “لاندروفر”، فكانت تلك هي اللحظة التي بدأت فيها شهرة هذا الاسم الذي بلغ حجم مبيعات السيارات التي وسمت به أكثر من 191 ألف وحدة في عيد ميلاده الخمسين.
من جريدة الخليج
صراحه اللاند كروزر هي حلمي الوحيييييد