الحلقة الثانية
(الفصل الأول)
الباب الأول:ــ نشأة القراءات السبع.
نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم في مدة ثلاثة وعشرين عاما وكان النبي صلي الله عليه وسلم يتلو على أصحابه ما نزل عليه في الصلاة وغيرها وكانت
تلاوته بحروف شتى فمن الصحابة من أخذ عنه حرف واحد ومنهم من أخذ بحرفين ومنهم من أخذ بزيادة عن ذلك..,
فطبقة عنه صلى الله عليه وسلم مباشرة مثل(عبد الله بن مسعودــ وأبي بن كعب وعثمان بن عفان ـ وعلي ـ وزيد وغيرهم)
الطبقة الثانية أخذت عن الصحابة منهم (ابن عباس ـ عبد الله بن السائب) وكل هذا على ما استقر في العرضة الأخيرة
ومما روي في ذلك ما رواه البخاري ومسلم في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قل سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على حرف لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه وقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟قال أقرأنيها رسول الله فقلت كذبت فإن رسول الله أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله فقلت إننى سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حرف لم تقرأنيها فقال إقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا نزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأنى فقال رسول الله هكذا نزلت ثم قال (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه )
وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيذه ويزيدني حتى انتهى إلي سبعة أحرف)
وعن أبي ابن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أخاه من بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال (إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه في الرابعة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤا فقد أصابوا )
وفي سنن الترمذي عن أبي ابن كعب قال لقي رسول الله جبريل فقال يا جبريل إني بعثت إلي أمه أميين فيهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال يا محمد إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف
( الباب الثاني)
والقراءات السبعة بل والعشرة متواترة معلومة من الدين بالضرورة وهذه فتوى الإمام السبكي رحمه الله قال ابن الجزري رحمه الله سألت الإمام السبكي أن يكتب لي شيئا في هذا المعنى يشفي القلب فقال لي اكتب لي فتوى أكتب لك عليها فكتبت له (ما تقول السادة العلماء وأئمة الدين وهداة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين في القراءات العشرة التي يقرأ بها اليوم هل هي متواترة أم لا وإذا كانت متواترة فماذا يجب على من جحدها أو حرف منها ؟ أفتونا مأجورين رضي الله عنكم أجمعين
قال فأجابني ما صورته ومن خطه نقلت (الحمد لله فإن القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب وقراءة خلف متواترة معلومة من الدين بالضرورة وكل حرف انفرد به واحد من العشرة متواتر معلوم من الدين بالضرورة وأنه منزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكابر في ذلك إلا جاهل : وليس التواتر في شيئ منها مقصورا علي من قرأ بالروايات بل هي متواترة عند كل مسلم يقول (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله) ولو كان مع ذلك عاميا جلفا لا يحفظ من القرآن حرفا ,
كتبه/عبد الوهاب السبكي انتهي بتصرف
وإلي لقاء قادم بإذن الله لنكمل ما من الله علينا به
وصلي اللهم وسلم وبارك علي عبدك ورسولك محمد ,,,,