أختي فتــــــــــــون
طرح رائع ومميز
وأسمحيلي أن أضيف مقال أحتفظ فيه من فتره طويله لأحد الكتاب
وكان لدي نيه لنقله في موضوع مستقل ولكن بعد طرحك لموضوعك الرائع أجدها فرصه مناسبه
لطرحه ضمن توجيهك وتنويهك للأعضاء الكرام
"لا تقــرأ هــذا الخبـــر"
أذكــرأنهُ كان يُحيرني هــذا العنوان في صــغري،عندمــا كُنت أقرأهُ في أحدى الصحــف اليوميـــة
لذلك كُنت أبـدأُ به أولاً !!
والآن اتضحت لي الصورة :
فبمــا أننا شعبٌ لا يقــرأ إلا العناوين المثيرة والغريبة ، والممنوع لدينــا مرغوب ،
فقد أستغل الصحفيون والكُتاب ذلك الفضول ، لجذب العدد الأكبر من القراء ..
مع التحفظ على نواياهم ، هل هي لاصطياد القـُـراء أم لاصطياد الأمــوال !!!
فماذا حلَ بالقــراءة ؟!
.. تلك الهوايــةُ النبيلة ، التي شارفت على الاندِثار مثَلُها في ذلك كمثل الفروسية !
وأصبحــت قاصــرةً على شريحــة راقيــة من الأساتذة والمثقفين،
أما عامة الشعــب ، فالقراءةُ لديهم تقتصر على عناوين الصحف ،
أو المقالات الساخرة في المجلات أو ربمــا لا تتجاوز رسائل sms !!
بل إننا عنــدما تُذكــر القــراءة في مجلس ما ، فان الوجــوه تتَجهم ،
والأنفاس تتقطع ، والنظرات تتساءل بحيِرة :
لمــاذا هذا التعقــيد ؟!
آلا يكفينــا الكتب المدرسيــة وما تحمله من كلمــات ؟مسكينــةً تلك الكُتب المدرسية ، كم تجملت وازدانت بالصور والألوان ،
لتنال أعجــاب الطلاب ،
ولكن لا حيــاة لمن تنادي !
فهي منذ أن كانت "هند تمشــط شعرها "
إلى أن أصبحت" أ إ اُ ،بَ بِ بُ "
مازالت عاجزةً عن أن تحظى بقربهــم ومودتهــم ..!!
مما تسبب في ضعف الملكة ُاللغوية لدى أبناءنا ،
وبالتالي قلت فُرص ظهور الأدباء المبُدعون ،
حتى وأن كانت الموهبةُ موجودة لديهم فإنها بقيت فطرية ،
ولم تُصقل لتظهر بشكلاً جيد .
فأين الخــلل يا ترى ؟؟!!
ولمــاذا أصبحــت أُمـــــة أقــــرأ لا تقـــرأ ؟؟!!
"تعددت الأسبــابُ والجهلُ واحدُ "
فمنذُ البداية يجــد الطفلُ القراءة مادة كبقية المواد ، عليه أن يفك طلاسمهُا لينجح ،
وليس مهُماً أن يفهم القطعـة التي يقرأها ، ففهم القطــعة ليس عليه علامات !!
ويكبُر فيجـد مادة التعبيــر التي وضعت بالأساس لتقوية الإطلاع والإبداع لديه ،
ولصقل مواهبه الأدبية !
ثم يصَطدم بسؤال الاختبار !!
إختر أحد الموضوعين التاليين وعبِر عنه بما لا يزيد عن عشرة أسطُر !
وماذا لو كانت تأملاته في الموضوع أكثر من عشرة أسطُر؟ !!
ولــماذا موضوعين ؟! !
ثم يكبُر وتأتي مادةُ الأدب والبلاغة
ليزداد الشَق أتساعاً ويتــوهُ الطالب في متاهاتٍ قد تاه فيها أُستاذه من قبلِه !!
فكيف يكونُ بليغــاً من لَم يتقنُ القراءةَ بعد ؟!!
وبالإضافة إلى ذلك يندُر أن يجد الشخص في وقتنا الحاضر من يُهديه كتاباً مهما كانت المُناسبة
فهو هدية لا تخطر ببال الشخص الُمُهدي ولاتصــل لقلب المُهدى إليه
ولو وضعنــا الكتاب كهدية في منافسةً مع زُجاجة عِطر لفازت الزُجاجة فوزاً ساحِقاً !!
ولا ننسى الدور الكبير للتكنولوجيا التي تُحيطُ بِنــا وتكادُ تخنقُنــا بمُنتجَاتهــا فهي سبباً من أسباب
بُعدنا عن القراءة
فالأخبار تصلُنا عَبر الجوال ، والقصص والحكايات نقرأُها في مواقع الإنترنِت
غير أن الفضائيات وما تبثُه من سموم ،قد ملَئت العقول والأوقات !
المشكلُة إذن في التأسيس الخاطئ للقراءة في نفوسنا منذ الصغر,
سواءً في البيت أو المدرسة
"لذلك لابد لنا من وقفة للتغيير"
في المدرسة
نحن نحتاج إلى تغيير طُرق تقديم القراءة كمادة ، لنُركــز على القراءة أولاً وليس الكتابة ،
فهي الأساس ،ونتمنى أن تُفك القيود عن مادة التعبير ،
لتكون ناتجةً عن اطلاع وليس عن اصطناع للعبارات والأحداث ..
وأن تٌضاف مادة للقراءة الحرة لبث روح التنافس في هذا المجــال .
وفي البيت
أن يكون هناك اجتماعٌ شبه دائم لقراءة كتاب مفيد في شتى المجالات ،
بحيث يتداول أفراد الأسرة قراءتهُ، ثم يناقشون محتويات الكتاب بطريقةً شيقة ..
ويا حبذا لو وجدِت مكتبة صغيرة في كل بيت ، قد تنوعت في محتواها من الكتُب
ليُصبح الكتاب رفيقاً للجميع ..
ولنخفف من حصار الألعاب الإلكترونية لأبنائنا ، ونجعــل الكتاب خير مُكافأة لمن أجتهد ..
وفي الختــام
لنتعـَـلم كيــف نكون قُراء جيــدون
فالقارئ الجيــد أندرُ من الكِتاب الجيـــد
منقــــول بإعجـــــاب