لا أعتقد أن أحداً لم يسمع بهذا المثل المصري من قبل حتى أولئك الذين لم يسبق لهم زيارة الشقيقه مصر.. سمعوا به
فالإعلام المصري قام بدوره وجعل اللهجات والمفاهيم الخاصه بالمصريين مألوفه
ومفهومه لدى المواطن الخليجي .. والعكس غير صحيح , حيث لايزال إعلامنا الواطي يغط في سبات عميق ..
وبالعوده إلى هذا المثل الشعبي المصري ونشأته ..
تقول القصه ..
أنه في بداية القرن العشرين كان هناك مجموعة من المصريين يستحمون في إحدى
الحمامات الشعبيه في القاهرة عندما إشتعلت النيران في أحد أركان الحمام وأخذت
بالأنتشار في باقي أجزائه بسرعه رهيبه وأتت على غرف تبديل الملابس بالكامل
فما كان من الموجودين سوى الخروج إلى الشارع عراه , في لحظات تغلبت فيها مشاعر الخوف من الموت وحب الحياه على مشاعر الخجل .
إلا أن بعض مرتادي الحمام كان لهم رأياً أخر فإحساسهم بالخجل كان أقوى.
الخجل .. جعلهم يفضلون البقاء في أماكنهم على الخروج حفاه عراه أمام الخلق..
فكانت النهاية المأساوية بعد أن حاصرتهم ألسنة اللهب .. الحرق حتى الموت
عندما بدأ الناس بالتجمهر أمام الحمام ومع كثرة التساؤلات لمعرفة من مات ومن نجا قال لهم صاحب الحمام وكان أحد الناجين من الحريق
( اللي اختشوا ماتوا ) ..
ومن يومها درجت هذه العبارة مثلاً على ألسنة الناس.
بأمانه.. لا أرى المثل السابق إلا منطبقاً على الخفجي بكل تفاصيلها ومؤسساتها..
فمن لا يجيد عمليات التملق ومسح الجوخ وقلة الحياء سيراوح مكانه ولن يجد من يتيح له فرصة إثبات وجوده .
ومن يخجل من الكذب والتطفل على الآخرين وفرض نفسه عنوة سيعيش ويموت في النهاية على غرار أصحاب الحمام الذين اختشوا فماتوا ..
كثيرة هي الكفاءات والمواهب الحقيقية التي خنقت وحرقت في مكانها , وأتيحت الفرصه لأولئك الذين يتمتعون بمواهب التزلف والنفاق والتعيش على موائد الغير دون خجل أو حياء .
في مجال التنمية والتطوير في الخفجي وتوابعها كل الدلائل تشير إلى أن من يستحي سيموت وسيضعه اللص الذي لا يستحي خارج الدائره .
فنحن نعيش في مدينة تعتمد بالدرجة الاولى على التطفل وقلة الخجل وفي أحيان كثيره يتطلب الأمر قلة أدب !!
ربما يجد البعض في كلامي هذا تحريض للتخلي عن الحياء والخجل المحمود..
بالطبع لا .. فهناك حد أدنى من الخجل ( لم أستطع التحلل منه للأن ) يجعلني أختشي وأستحي فلازال في وجهي دماء .
هذا الخجل عشته عندما زارني أحد أقاربي هنا في الخفجي العيد الماضي , عندما طلب مني أن أريه الخفجي وهي ترتدي ثياب العيد أراد رؤية الفعاليات الخاصه
بهذه المناسبه , إستغرب جداً عندما شاهد خيوط الأناره التي وضعت عند الدوارات والتقاطعات بمناسبة العيد وبعد ضحكه أطلقها وأحرقتني
علق قائلاً وهو يشير إلى الأنوار المعلقه ( تذكرني بأيام العشيش .. كنا نحتفل بالعيد زي كذا )
وقضيت العيد معه كله إنتقادات للخفجي من شوراع وتنظيم وعشوائية و و و و(ضيق خلقي )
من الأمور اللي لفتت إنتباهي لوحه إلكترونيه صغيره جداً وضعت على شارع مكه
فوق اللوحه الأرشاديه تمر من خلالها كتابه لم استطع قرائتها لصغر حجمها وسرعة مرورها .. ( أشوه انه ما شافها ولا كان صورها ونزلها بالجريده ) وتصير فضيحتنا بجلاجل .
العيد الماضي كان درس , عرفت فيه معنى الخجل وعرفت أنه في كثير من الأحيان يكون الخجل أقوى من أي شيئ أخر عندما يتعلق بالكرامه ,
وعرفت إن إخواننا اللي ماتوا في حريق الحمام , ماتوا لأنهم يملكون كرامه .
تغيرت قناعتي نحو الموت والحياه فلو شاءت الأقدار وكنت في ذالك الحمام المحترق لفضلت الموت الف مره على أن أفقد كرامتي وأحترامي لنفسي مره واحده.
نداء لمن يختشي ..
هناك الكثير من الامثله المرتبطة بواقعنا بشكل عام ولو أردت حصرها سيتطلب ذلك مساحات كبيرة جداً . فقظ سأطلب من أولئك الذين يقبعون في مراكز القرار
أن يخجلوا قليلاً ويضعوا مخافة الله نصب أعينهم .
أخيراً,,,
يقال ( من لايشكر الناس , لا يشكر الله )
شكراً للشيخ / مشعل سليمان العنزي
شكراً للأستاذ / فلاح حمد المري ( كم احب هذا الرجل )
شكراً للأستاذ/ عبدالله باسرور ( الجندي الخفي )
شكراً للمهندس / مشاري عبدالله العتيبي
شكراً للأستاذ/ سالم خلف البقعاوي
شكراً للأستاذ / سامي الشمري
شكراً للأستاذ/ سطام الشمري
شكراً للأستاذ/ غانم العنزي
شكراً لكم على كل شيئ..
شكراً لكل من يستحق الشكر,,
شكراً لكل اللي اختشوا ولازالوا أحياء .
وشكراً لكم انتم ..
وكل عام وانتم بخير..