( أمةً وسطا )
قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )
إن الوسطية الإسلامية تنبض بروح الاعتدال والإنصاف والتوازن وتنفر من كل تطرف أو غلو في أي مجال من مجالات الحياة الدينية والدنيوية سواء كان اعتقادا أو عبادة أو طاعة أو سلوكا ، فهي تحقق الملائمة بين الفطرة والتكاليف على نحو يحفظ للنفس نشاطها وإقبالها على الطاعة ، ويرعى لها حقوقها من غير إفراط أو تفريط .
لكن هذا المفهوم للوسطية الإسلامية المنافية للتطرف والمجافية للغلو في الدين لا يمكن تحقيقها في واقع الحياة بالنسبة للمجتمع الإسلامي إلا إذا صدرت عن عقيدة صحيحة والتزام أخلاقي لدى الإنسان المسلم يصبح معه السلوك الوسطي فعلا تلقائيا في ذاته وعقله وضميره وجوارحه ، ومعنى هذا أن يكتسب المؤمن من عقيدته الصحيحة الانفعال السليم بحقائقها ودوافعها وقيمها التي تنهاه عن الانحراف عن خط الوسط والميل إلى التطرف والغلو .