انطلقت بطولات كأس العالم عام 1930 في الأورجواي بفكرة خاصة من المحامي الفرنسي جول ريميه، ولكن تطبيق قاعدة الكروت الملونة في البطولة بدأت عام 1970 خلال مونديال المكسيك وهو الأول الذي يُقام خارج قارتي أمريكا الجنوبية وأوروبا والمثير أن البطولة لم تشهد ظهور أي بطاقة حمراء وهي الوحيدة في ذلك وغالبًا ستبقى الوحيدة ..
بالنظر لبعض الأرقام نجد أن المنتخب الأرجنتيني يتصدر قائمة المنتخبات الأكثر حصولًا على البطاقات الحمراء في المونديال برصيد 10 بطاقات يليه المنتخب البرازيلي برصيد 9 بطاقات ثم المنتخبين الإيطالي والكاميروني برصيد 7 بطاقات ولم تغب المنتخبات العربية عن تلك القائمة حيث تواجدت منتخبات العراق والإمارات وتونس والسعودية برصيد بطاقة واحدة لكل منتخب ..
على صعيد اللاعبين، يتصدر الفرنسي زين الدين زيدان والكاميروني ريجوبيت سونج قائمة الحاصلين على البطاقات الحمراء برصيد بطاقتين لكل منهما وقد حصلا على بطاقة واحدة في كل مشاركة، فيما تُعد مباراة البرتغال ضد هولندا في مونديال 2006 هي صاحبة الرقم القياسي في عدد البطاقات الحمراء برصيد 4 بطاقات وبواقع 2 لكل منتخب وقد أدارها الحكم فالنتين إيفانوف ..
البطاقات الحمراء منذ مونديال 1970 حتى مونديال 2006 بلغت 119 بطاقة وكانت البطولة الأخيرة هي الأكثر "احمرارًا" برصيد 28 بطاقة فيما كانت الأولى هي الأقل برصيد 0 وهو
الرقم الذي من شبه المستحيل أن يتكرر .... عمومًا من بين تلك الـ119 بطاقة اخترنا لكم 10 حالات كانت الأبرز والأشهر في تاريخ المونديال وهي محور تقريرنا التالي:
كارلوس كاسيلي - المنتخب التشيلي .... ومن هنا كانت البداية ..
كارلوس كاسيلي هو أحد أشهر وأبرز لاعبي الكرة التشيلية التاريخيين، فقد حقق مسيرة متميزة لعب خلالها لأكثر من نادٍ مهم وحقق العديد من البطولات وقد لعب 49 مباراة دولية
سجل خلالها 29 هدف، ولكن كل تلك المعلومات السابقة لم تُخلد اسم اللاعب في تاريخ كأس العالم بقدر ما خلده حصوله على الكرت الأحمر الرسمي الأول في تاريخ البطولة وكان ذلك في
المباراة الافتتاحية لمونديال 1974 أمام منتخب ألمانيا الغربية ..
كاسيلي حصل على بطاقة صفراء في بداية الشوط الثاني وتحديدًا في الدقيقة 48 وبعدها بـ19 دقيقة فقط نال الكرت الأصفر الثاني وبالتالي البطاقة الحمراء بواسطة الحكم التركي "بوجان باباكان"
ليكون بذلك اللاعب الأول الذي يُغادر الملعب مطرودًا بعد تطبيق قاعدة البطاقات الملونة عام 1970..
دييجو أرماندو مارادونا - المنتخب الأرجنتيني .... لحظة غضب ..
كثير من نجوم كرة القدم يفقدون أعصابهم في لحظات حرجة ويكون الثمن عواقب وخيمة للغاية، ذلك ما ينطبق على النجم الأسطوري في الكرة الأرجنتينية
حين فقد مارادونا أعصابه بعدما تابع بأم عينيه خسارة فريقه أمام العدو اللدود "البرازيل" بثلاثية كاملة في المباراة الثانية من الدور الثاني لمونديال 1982.
المجموعة الثالثة كانت تضم الأرجنتين والبرازيل وإيطاليا، وقد بدأت بخسارة التانجو أمام الآدزوري ولهذا كان الفوز على السامبا هو السبيل الوحيد للعودة والتمسك
بأمل التأهل لنصف النهائي لكن الخسارة كانت قاسية للغاية بثلاثية كاملة ولهذا لم يحتمل مارادونا الموقف وتدخل بشكل عنيف للغاية -كما ترون في الفيديو المرفق-
ضد اللاعب البرازيلي البديل "باتيستا دا سيلفا" ليخرج من الملعب في الدقيقة 89 من المباراة ويكون ذلك المشهد هو عنوان مشاركة التانجو في تلك البطولة.
خوسيه باتيتسا - المنتخب الأوروجواياني .... لم يحتج أكثر من 56 ثانية
شهدت مباراة الأوروجواي ضد إسكتلندا في الجولة الأخيرة من الدور الأول لمونديال 1986 أسرع حالة طرد في تاريخ كأس العالم وكانت من نصيب مدافع المنتخب الأمريكي الجنوبي "خوسيه باتيتستا" نتيجة تدخل عنيف للغاية ضد لاعب المنتخب البريطاني "جوردون ستراكان" بعد 56 ثانية فقط من بداية اللقاء واللقطة موضحة تمامًا في الفيديو السابق ..
المباراة كانت حاسمة لكلا الطرفين حيث أن الفوز سيجعل اسكتلندا تواصل المشوار للدور التالي بينما كان التعادل يكفي الأورجواي، ورغم حالة الطرد المُبكرة للغاية إلا أن أبناء المدرب "أليكس فيرجسون" لم يتمكنوا من تحقيق نتيجة أفضل من التعادل السلبي ليغادروا البطولة ويمنحوا منافسهم فرصة المواصلة لكن دون باتيتستا وكذلك دون المدرب "عمر باروس" بعد ايقافه نتيجة تعليقاته المنتقدة للحكم الفرنسي "جويل كوينو" صاحب أسرع بطاقة حمراء في تاريخ المونديال ..
بيدرو مونزون - المنتخب الأرجنتيني .... لم يُكمل الفينال
قد يكون المدافع الأرجنتيني "بيدرو مونزون" مجهولًا للكثيرين من عشاق كرة القدم نظرًا لمسيرته المتواضعة سواء على صعيد الأندية أو المنتخب، ويبدو أن مونزون توقع ذلك الأمر ولهذا
حجز بنفسه لنفسه مكان في تاريخ كأس العالم بكونه اللاعب الأول الذي يُغادر مباراة نهائية بالكرت الأحمر وكان ذلك في نهائي مونديال 1990 بين منتخب التانجو ومنتخب ألمانيا الغربية.
الحكم المكسيكي إدوارد مينديز لم يتردد للحظة واحدة في اخراج البطاقة الحمراء لمونزون بعد تدخله العنيف جدًا ضد نجم الألمان "يورجن كلينسمان" في الدقيقة 65 من المباراة ووقتها كان
التعادل السلبي هو المسيطر، وقد ساهم النقص العددي الأرجنتيني في ضغط هجومي ألماني كبير أسفر عن ركلة جزاء مثيرة للجدل سجل منها رودي فولر هدف الفوز الوحيد قبل 5 دقائق من النهاية.
عمومًا، مونزون لم يعد الوحيد الذي غادر المباراة النهائية للمونديال مطرودًا بالبطاقة الحمراء، بل انضم له زميله في نفس اللقاء "جوستافو ديزوتي" بعد تعديه دون كرة على الألماني
يورجن كولر وبعدها بـ8 سنوات كاملة وفي نهائي مونديال 1998 دخل الفرنسي "مارسيل ديساييه" القائمة بحصوله على الكرت الأحمر خلال مباراة فريقه ضد البرازيل وإن كان الفارق هنا
هو تتويج المنتخب المنقوص بالبطولة بعد انتصاره الكبير 3-0.
جيانلوكا باليوكا - المنتخب الإيطالي .... حارس المرمى الوحيد
تُعد حالة طرد جيانلوكا باليوكا إحدى أشهر الحالات في تاريخ كأس العالم، ليس فقط كونها الأولى لحارس مرمى في البطولة بل كذلك للتصرف المدهش من مدرب المنتخب
"أريجو ساكي" كرد فعل لذلك القرار من جانب الحكم الألماني هيلمت كروج والذي جعل الآدزوري يخرج من المباراة منتصرًا بهدف دون رد رغم النقص العددي.
المنتخب الإيطالي دخل مباراة النرويج في الجولة الثانية من دور المجموعات لمونديال 1994 بعدما كان قد هُزم في مباراته الأولى أمام جمهورية إيرلندا وبالتالي لم يكن خياره سوى
الفوز لمواصلة المشوار، وقد بدأ المباراة مهاجمًا بالفعل ولكنه تعرض لضربة قوية تمثلت في طرد الحارس المميز نتيجة لمسه الكرة باليد خارج منطقة الجزاء مما منع هدف شبه أكيد للمنافس
وحدث ذلك بعد 21 دقيقة فقط من البداية ..... لحظتها ساكي تصرف بسرعة وأخرج النجم روبيرتو بادجيو وأشرك الحارس البديل "ماركيجياني" وبدأ يلعب بشكل مدافع مع الاعتماد على الهجمات المرتدة
السريعة وقد نجح دينو بادجيو في تسجيل هدف الفوز الوحيد في الدقيقة 67 برأسية استغل بها كرة ثابتة، ويرى الكثير أن قرار ساكي باخراج بادجيو بدا غريبًا في البداية ولكنه أثبت صحته في النهاية
خاصة أن المنتخب واصل المشوار حتى نهائي البطولة.
ديفيد بيكهام - المنتخب الإنجليزي .... ضحية خدعة راقص التانجو
الشوط الأول من مباراة الأرجنتين ضد إنجلترا في الدور الثاني من مونديال 1998 يُعد من أجمل الأشواط التي لعبت في تاريخ المونديال وقد انتهى وقتها بالتعادل 2-2، وبينما كان يأمل
الجميع بشوط ثاني مماثل .. كانت البداية سلبية للغاية بطرد لاعب وسط الإنجليز "ديفيد بيكهام" نتيجة ضربه دون كرة للاعب وسط التانجو "دييجو سيميوني ولكن الإعادة التلفزيونية أثبتت وأوضحت
كذب وخداع سيميوني والظلم الذي تعرض له بيكهام والمنتخب الإنجليزي بواسطة الحكم الدانمركي "كيم ميلتون نيلسون".
النتيجة كانت هبوط مستوى المباراة كثيرًا ثم نهايتها بنفس نتيجة الشوط الأول وانتصار المنتخب الأمريكي الجنوبي بركلات الجزاء الترجيحية، ولكن بقت تلك اللقطة عالقة في ذهن
الجميع كمثال بارز على "الضحك على الحكم".
آرييل أورتيجا - المنتخب الأرجنتيني .... ظالم أم مظلوم !!
هي واحدة من الحالات التي ستبقى كالجرح في جسد الأمة الأرجنتينية التي تتنفس كرة القدم، هي اللقطة التي تسببت في خروج المنتخب من بطولة 1998 حين أقصي على يد هولندا وتحديدًا
الهدف الرائع لدينيس بيركامب في الدقيقة الأخيرة من مباراة الربع نهائي بين الفريقين.
المباراة من أروع ما شهدته بطولات المونديال على مدار تاريخها وقد شهدت الكثير من الندية والإثارة، وقد بدأت بهدف هولندي ثم تعادل أرجنتيني ثم تبادل للهجمات حتى سيطرة
أمريكية جنوبية بعد طرد لاعب هولندا "نيومان" في الدقيقة 76 ولكن الدقيقة 87 شهدت اللقطة الأكثر إثارة حين تعرض أورتيجا للعرقلة داخل منطقة الجزاء لكن الحكم لم يحتسب شيء وما كان من
الحارس الهولندي "فان دار سار" إلا أن إنطلق بإتجاه أورتيجا معاتبًا إياه على الوقوع دون عرقله كما يرى وهنا وقف القصير الأرجنتيني ليضرب بأعلى رأسه أسفل رأس الحارس الطويل فيتجه الحكم
له ويُشهرله الكرت الأصفر الثاني وبالتالي الأحمر ونُشير هنا لأن الكرت الأصفر الأول ناله اللاعب في نفس اللقطة لكن بسبب التمثيل داخل منطقة الجزاء، وبعد تلك الحادثة بدقيقتين فقط يُسجل بيركامب
أحد أجمل أهداف البطولة تاريخيًا ليُهدي هولندا نصرًا مهمًا ويُعيد راقصي التانجو لبيوتهم.
تيري هنري - المنتخب الفرنسي .... يوم أن اكتملت الصورة الباهتة
مشاركة المنتخب الفرنسي في مونديال 2002 هي الأسوأ له في تاريخه خاصة أنها جاءت بعد تتويجه باللقب على أرضه في البطولة الماضية، البداية كانت بالخسارة المفاجئة أمام المنتخب الافريقي المغمور "السنغال" بهدفٍ دون رد والنهاية كانت بالسقوط أمام الدانمرك بهدفين دون رد والخروج من الدور الأول، وبين هذا وذاك كان التعادل السلبي مع الأوروجواي والأهم حالة طرد تيري هنري نجم الدوري الإنجليزي وصاحب الأخلاق المتميزة طوال مسيرته الكروية ..المنتخب الفرنسي كان يُعول كثيرًا على نجم الأرسنال الأول في تلك البطولة ولكن هنري خذل الجميع حين تدخل بشكلٍ عنيف للغاية ضد ارسيلو روميرو في الدقيقة 24 من مباراة الديوك مام الأوروجواي ليُغادر الملعب بالكرت الأحمر ويُعقد من موقف فريقه في البطولة وهو ما حدث بالفعل بخروجه بعد فشله في إحراز أي إنتصار بل وإحراز أي هدف ..
روني - المنتخب الإنجليزي .... صراع لاعبي مانشستر يونايتد
هي إحدى الحالات التي لن تنسى في تاريخ كأس العالم نظرًا للجدل الكثير الذي أثير حولها وتحديدًا حول العلاقة بين لاعبي مانشستر يونايتد "واين روني وكريستيانو رونالدو"، حيث قيل
أن الثاني كان السبب في طرد الأول من مباراة إنجلترا ضد البرتغالي في ربع نهائي مونديال 2006.
المباراة كانت مثيرة للغاية بين الفريقين ولكن الدقيقة 62 شهدت تدخل عنيف من المهاجم الإنجليزي "واين روني" ضد مدافع البرتغال "ريكاردو كارفالهو" وهنا اختلفت الآراء إن كان ذلك التدخل متعمدًا
أم لا وإختلفت كذلك إن كان يستحق الكرت الأحمر المباشر أو أن الأصفر كافي تمامًا ..... المثير أن البرتغالي كريستيانو رونالدو انطلق مسرعًا تجاه الحكم وبدأ يتحدث معه بشكل غاضب
ومستنكر حتى أخرج الحكم البطاقة الحمراء لروني والتي ساهمت في وصول المباراة لركلات الجزاء الترجيحية التي خسرت بها إنجلترا.
رونالدو نفى بعدها أن يكون قد طالب الحكم بطرد زميله في مانشستر يونايتد مؤكدًا أنه مجرد طالب بالخطأ، وقد دعمه في ذلك مدرب البرتغالي "سكولاري" ولكن بقي الجميع خائفًا من توتر العلاقة
بين النجم البرتغالي وزميله الإنجليزي وكذلك الجماهير الإنجليزية والبعض يؤكد أن الحديث عن رحيل رونالدو عن إنجلترا بدأ منذ تلك اللقطة.
زين الدين زيدان - المنتخب الفرنسي .... لعنـه ماتيراتزي
تلك هي اللقطة التي لن تُمحى من ذاكرة عشاق كرة القدم في العالم أجمع وهي التي أثارت وتُثير وستُثير دائمًا الكثير من الجدل حول "من المُذنب الحقيقي"، هي اللقطة الأخيرة للنجم الفرنسي
صاحب الأصول الجزائرية في ملاعب كرة القدم وكم كانت لقطة سلبية حين غادر مباراة نهائي مونديال 2006 مطرودًا بالكرت الأحمر بعد اعتدائه دون كرة على مدافع المنتخب الإيطالي "ماركو ماتيرادزي".
القصة بدأت بحديث من ماتيرادزي لزيدان قيل فيما بعد أنه عبارة عن شتيمة من المدافع الإيطالي تجاه النجم الفرنسي، ليرد الأخير بتوجيه ضربة "نطحة" قوية في صدر ماتيرادزي لم يراها الحكم لكن لاحظها
الحكم الرابع في الشاشات الموجودة على أرض الملعب فأبلغ الحكم الأرجنتيني "هوراسيو إليزوندو" وكان قرار الطرد الذي أحزن وأغضب الكثير من عشاق الديوك وزيدان وأسعد عشاق الآدزوري خاصة بعد تتويجهم باللقب.