[frame="15 95"]
يُحْكَى أَنَّ رَجُلاً مِنْ رِجَالِ الْبَادِيَةِ كَانَتْ هِوَايَتُهُ اصْطِيَادَ كِلِ مَاهُوَ غَرِيبْ
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ رَأَى نَسْراً عَظِيماً جَاءَ لِيَضَعَ بَيْضَةً ثُمَّ طَارَ وَتَرَكَهَا
فَهَرْوَلَ إِلَيْهَا ذَاكَ الصَّيَّادُ لِيَلْتَقِطَهَا وَيَجْرِي بِهَا لِيُجَرِّبَ تَجْرُبَتَهُ التَّالِيَةِ
وَضَعَ الْبَيْضَةَ بِدَاخِلِ مَكَانِ تَرْبِيَةِ الدَّجَاجِ فجَلَسَتْ دَجَاجَةٌ عَلَى الْبَيْضَةِ
وَمَــــــــــرَّتِ الْأَيـَّـــــــامْ
فَقَسَ الْبَيْضُ كُلُّهُ
بَيْضَ الدَّجَاجِ وَبَيْضَةَ النَّسْرِ فَظَنَّ ذَلِكَ النَّسْرُ الصَّغِيرُ نَفْسَهُ دَجَاجَةْ
وَخَرَجَ لِلْحَيَاةِ وَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي الطِّينِ وَبَدَأَ يَأْكُلُ الْحُبُوبَ مِثْلَ بَاقِي الدَّجَاجْ
وَيُقَلِّدُ حَرَكَاتِهِمْ
وَ ............
مَــــــــرَّتِ الْأَيَّامْ
ذَاتَ يَوْمْ!
رَأَى النَّسْرُ الصَّغِيرُ طَائِراً عَظِيماً يَطِيرُ فِي السَّمَاءِ لَوْنُهُ ذَهَبِيّ
فَأَخَذَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ " يَالَرَوْعَةِ خَلْقِ الله " كَانَتْ أَجْنِحَتُهُ كَبِيرَةً وَكَانَ يَطِيرُ بِرَوْعَةٍ وَثِقَةٍ
فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالْ " هَلْ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الطَّائِرْ ؟ "
فَقَالَ لَهَ جَمِيعُ الدَّجَاجِ اسْكُتْ اسْكُتْ وَابْتَعِدْ عَنْهُ لِأَنَّ هَذَا نَسْرٌ وَقَدْ يَأْكُلُكْ
فَهَرَبَ النَّسْرُ مَعَ الدَّجَاجِ وَلَكِنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ لِمَاذَا لَا أَكُونُ مِثْلَ هَذَا الطَّائِرْ ؟
أَشْعُرُ بِأَنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الطَّائِرْ
وَذَاتَ يَوْمْ!
خَرَجَ مُبَكِّراً وَنَظَرَ لِلطَّائِرْ وَحَاوَلَ أَنْ يُقَلِّدَهُ وَيَبْسُطَ أَجْنِحَتَهُ مِثْلَ هَذَا الطَّائِرْ
وَلَيْسَ مِثْلَ الدَّجَاجِ
وَهُوَ يَقُولْ
أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُمْ بِكَثِيرٍ وَأَنَا أَقْوَى وَأَنَا أَسْتَطِيعْ
فَخَرَجَتْ لَهُ دَجَاجَةٌ وَقَالَتْ " لِمَاذَا لَا تُرِيدُ أَنْ تُصَدِّقَ أَنَّكَ دَجَاجَةْ ؟ "
أَنْتَ لَسْتَ سِوَى دَجَاجَةْ
وَلَكِنَّهُ لَمْ يَتَأَثَّرْ بِكَلَامِهَا وَاسْتَمَرَّ فِي مُحَاوَلَاتِ طَيَرَانِهْ
فَذَهَبَتْ الدَّجَاجَةُ لِتُيْقِظَ بَاقِي الدَّجَاجْ
فَاسْتَيْقَظُوا وَأَخَذْوا يَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَضْحَكُونْ
وَجَاءَتْ دَجَاجَةْ تَظُنُّ أَنَّهَا حَكِيمَةً وَقَالَتْ لَهُ يَابُنَيّ لَا تَتَهَوَّرْ حَتَى لَا تُؤْكَلْ وَتُعَرِّضُنَا جَمِيعاً لِلْخَطَرْ
فَقَالَ لَهَا دَعِينِي وَشَأْنِي فَأَخَذَ فِي مُحَاوَلَاتِهِ وَقَفَزَاتِهِ وَسَطَ السُّخْرِيَّةِ وَالضَّحِكَاتِ وَالتَّأْنِيبِ
حَتَى جَاءَ الْيَوْمُ الَّذِي طَارَ فِيهِ وَفَرَدَ أَجْنِحَتَهُ الْعَظِيمَةِ وَأَخَذَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ
وَيَقُولُ : أَرَأَيْتُمْ ؟؟
مِمَّا رَاقَ لِي
دمتم بحفظ الله جميعكم
..}✿
[/frame]