د.كريّم: ارتبط استعمال الأدوية المنومة بخطر الوفاة خلال 30 يوماً من الإصابة بالمرض
أشارت دراسة حديثة إلى ارتباط استعمال الأدوية ذات الأثر المهدئ والمنوم، والمعروفة باسم مجموعة "بنزودايازيبينز" (Benzodiazepines) بارتفاع خطر الإصابة بالتهابات الرئتين الناتجة عن عدوى بكتيرية، إضافة إلى الوفاة نتيجة ذلك.
ففي عددها الأخير نشرت مجلة "Thorax" البريطانية دراسة طبقت على حوالي 5000 مريض أصيبوا بالتهاب الرئتين البكتيري، والمعروف بذات الرئة في المجتمع البريطاني، في الفترة بين 2001 إلى 2002.
وتبين أن سبب إصابتهم كان مرتبطاً باستعمالهم العلاجات المنومة (بنزودايازيبينز) بنسبة (54%)، مقارنة بغيرهم من المرضى، بالإضافة إلى تأثير عوامل أخرى كالتدخين، وأمراض الرئتين المزمنة.
يقول استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة د.أيمن بدر كريّم: "ارتبط استعمال العلاجات المنومة، بخطر الوفاة من التهاب الرئتين خلال 30 يوماً من الإصابة به، ومن ضمن الأدوية التي ارتبطت بهذا الخطر، دواء الدايازيبام (فاليوم) ودواء لورازيبام (أتيفان)، ودواء تيمازيبام (ريستوريل)، وهي علاجات تستخدم لأغراض طبية متعددة، مثل: تخفيف حدة التوتر والقلق، والتغلب على الأرق والمساعدة على النوم، وارتخاء العضلات، وعلاج التشنّجات والصرع".
مضيفاً أنه: "من غير المفهوم تماما كيفية ارتباط هذه العلاجات الدوائية المستخدمة على نطاق واسع، على الرغم من تقييد صرفها بوصفة طبية خاصة".
وبيّن أن الدكتور "جريجوري هولت" من جامعة ميامي الأمريكية، أشار إلى احتمال تأثير "البنزوديازيبينز" على نظام المناعة في الجسم، وتأثيرها على الوعي مما يجعل المريض عُرضة لضعف قدرته على التحكُّم في عملية البلع، وحماية الجهاز التنفسي من تغلغل الإفرازات المحتوية على الجراثيم.
كما أشار إلى عدم تطرق الدراسة للدواء المعروف "زاناكس"، وهو من ضمن مجموعة علاجات "البنزوديازيبينز"، والذي يتردد أن عددا كبيرا من الأفراد في المجتمعات العربية يتعاطونه بانتظام، دون إشراف طبي أو دواعي واضحة، فيقول: "من المنطقي عدم استثنائه من نتائج هذه الدراسة، وتوقّع ارتباطه بالأثر السّلبي نفسه على الجهاز التنفسي".
وأكد أنه على الرغم من ضرورة تدعيم هذه الدراسة بنتائج دراسات مستقبلية ذات منهجية علمية أرقى، فإن هذه الدراسة تلفت الانتباه إلى ضرورة استعمال هذه الأنواع من العلاجات في حدود الإرشادات العلمية الخاصة باستعمالها، وتحت إشراف الطبيب المختص، ولأقصر مدة ممكنة، لمحاولة تجنب مضاعفاتها الطبية وآثارها الجانبية.