أختي الحبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالتي إليك : أختي الحبيبة التي خرجت تطلبين الرزق الحلال لتعفي نفسك وأهلك .
إليك يامن صبرت وتعبت وجاهدت
أقول لك بقلب الأخت المحبة : خرجت للعمل بائعة في الأسواق وقالوا لك : حفظا لحياء المرأة وهنا تعالي نطرح أسلة تعرفين جوابها أنت والمجتمع لكن نطرحها لنؤكد الحقيقة
ياغالية : قالوا لك اخرجي للبيع في المحلات وسط مراكز تجارية مفتوحة واخرجي صباحا ومساء .فأسألك : هل هذا حفظ لحيائك وعرضك؟ وأنت تعيشين وسط مركز يجمع الصالحين وضدهم من باعة ومتسوقين بل وموظفين معك في ذات المحل.فهل حفظوا لك حيائك قبل حفظ حياء الآخرين؟!
ياغالية : هل أصحاب المحلات أجبروك على وضع المكياج ؟هل أجبروك على رسم حاجبيك ؟ هل أجبروك على التبرج والسفور؟ هل أجبروك على لبس بالطو ضيق ومزخرف؟هل أجبروك على التبسم والضحك وغير ذلك؟ إذن لماذا تفعلين ذلك؟!! أنت لست جارية تعرض في محلات ليشتريها الرجال بعيونهم أنت أغلى وأثمن لأنك مسلمة حرة.
ياغالية : قالوا لك اخرجي للبيع لتحفظي حياء النساء فأسألك : هل فعلا تحقق ذلك؟ انظري للمحلات المتخصصة في بيع الملابس النسائية الخاصة هل ستروها؟ هل منعوا وضع مانيكان للعرض لملابس فاضحة يندى لها جبين الحر والحرة ؟ كلنا نرى الوضع لم يتغير بل زادوه بوضع بائعات فلا هم حفظوا حيائك ولا حياءنا
ياغالية : قالوا لك اخرجي للبيع في المحلات النسائية الخاصة بالملابس النسائية ثم صرت تبيعين وتعملين كل شيء في محلات الحقائب والأحذية والمكياج وملابس ألأطفال ومحاسبة في مراكز التسويق وموظفة استقبال والقرارات القادمة محلات الذهب وملابس السهرة وغير ذلك.
فأسألك : هل لو باع الرجال في هذه المحلات سيصيب النساء ضرر أخلاقي ؟ و أنت كنت تشترين من هذه المجلات والباعة رجال هل نقص من تسوقك شيء ؟ هل لوخرجت كل امرأة مع محرمها للتسوق أليس أفضل للجميع وأكرم وأكثر حفظا للمجتمع؟
ياغالية : وأنت تبيعين البضاعة الغالية الثمن ألم تتحسري على حالك براتبك الذي يذهب للسائق وللخادمة ولأمور منزلك؟ ألم تفكري يوما في المشتريات الأحرار وهن يشترين مايردن وأنت لاتقدرين على ذلك؟ ألم تتحسري عندما ترين تلك المرأة مع محرمها يأتي بها لمحلك ويدفع عنها الحساب ؟أما تمنيت أن تكوني مكانها؟
ياغالية : لو خيرت بل لو استمعوا لقولك وهو: أعطوا هذه الوظائف لمحارمي واتركوني أعيش أميرة في بيتي .أعطوها لرجل يأتي ليتزوجني وينفق علي لأعيش فطرتي .هل ستعملين بائعة ؟
ياغالية : تخرجين للبيع ودورات المياه بعيدة عنك ولا أماكن لراحتك خاصة وقت الحالات الخاصة بالمرأة . رأيتك تجلسين تحت الدرج لتأكلي مع صويحباتك قريبا من المحل. أليس في هذا أهانة لك؟!
رأيت بعض رجال المحل يقفون معك أو في الخارج يبادلونك النظرات والابتسامات فهل هذا حلال ؟!
فكري قليلا أليس طول مكثك مع هذا البائع أو الموظف لساعات طويلة صباحا ومساء قد اسقط الكثير من التكلف بينكما ؟!
ياغالية : فكري بهدوء وقوفك وسط الرجال باعة ومشترين مخالف للفطرة الربانية وهي ميل الجنسين لبعضهما فهل وضع قوانين حماية سينقذ عرضك وعفتك؟ لقد وضعت الدول الكافرة هذه القوانين ولم تستفد منها فجرائم التحرش والاغتصاب في ازدياد لمخالفتهم الفطرة السوية.
ياغالية : خديجة رضي الله عنها لم تسافر في تجارتها ولم تقابل الرجال أبدا .فكوني خديجة هذا الزمان.
ياغالية : لم تخرج صحابية أبدا تبيع وتشتري وسط الرجال فهن قدواتك لا غيرهن
ياغالية : قالوا لك من سيصرف عليك وعلى أولادك وعلى والديك وأخوتك؟ وقالوا لك :إن من يقف ضد عملك بائعة هو قاطع لرزقك فخذي هذه العقيدة المتينة ولا تتنازلي عنها( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) واحفظي قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن روح القدس نفث في روعي ، أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) صحيح الجامع رقم 2085 ،وقوله صلى الله عليه وسلم : " لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا " رواه أحمد وابن ماجه والترمذي . ومن تمام التوكل بذل الأسباب المشروعة ولكن مع عدم تعلق القلب بها بل قلوبنا معلقة بخالقنا وخالق الأسباب﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ والله يأمرنا بالسعي ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) .
ياغالية : رزقك سيصلك كاملا وهو مقدر لك وحسابنا على الطرق التي وصلنا بها هل هي طرق يرضاها الله أم هي محرمة؟
ياغالية : جماع طلب الرزق : تقوى الله تعالى والإيمان به والاستقامة على شرعه، كما قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) وقال سبحانه: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) وفي مقابل ذلك قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)
ياغالية : تعالي معا نتأمل اسم الله الرزاق لنعيش في يقين يملأ حياتنا . ولنتأمل هل الرزق من الله هو فقط الأموال .إن رزق الله لعباده نوعان :
الأول:رزق عام يشمل البر والفاجر والمؤمن والكافر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان :{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا}وعليه فليس كثرة هذا الرزق في الدنيا دليلًا على كرامة العبد عند الله ،كما أن قلته ليس دليلا على هوانه عنده،قال تعالى :{ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن*كلا}
النوع الثاني:رزق خاص،وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ،وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته ،و يُتمُّ سبحانه كرامته لهم ،ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنات النعيم، قال تعالى :{ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }
ياغالية : ليست العبرة بكثرة الرزق بل العبرة بالبركة فيه بالعمل بالطاعات بإخلاص وإتباع
ومادام الرزاق هو الله فلا يحل لنا أبدا أن نتخذ طريقا محرما للوصول إلى هذا الرزق .
ياغالية : لو سألت أي مسلم من يرزقك لقال ببداهة سريعة: الله. لكنه إذا ابتلاه الله بمن ضيـّق عليه رزقه لقال فورا : فلان قطع رزقي. وهذا تناقض واضح .وهذا يدل على أن تلك العقيدة في العقل فقط لكنها لم تصل للقلب بيقين بأن الله هو المعطي والمانع والقابض والباسط والمدبر لكل شيء وتأملي الدعاء المأثور ( اللهم لامانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) متفق عليه
ياغالية : يقينك بأن الله هو الرزاق يجعلك مستعلية على الدنيا وأهلها لاتخافين إلا الله ولا تطلبين الرزق إلا منه. اقرئي قوله تعالى واصفا حال المنافقين في كل زمان ومكان ( هم الذين قالوا لاتنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لايفقهون ) ولو تأمل كل مستكبر لوجد أنه هو أيضا من يرزقه الله فكيف يهدد بقطع أرزاق عباد الله ؟!
وختاما : أنت مسلمة عظيمة غالية عند الله الذي يقول سبحانه ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ) إنك تستطعين ذلك فأنت بالله ومع الله قوية نافعة معطاءة .تساءلي دائما : هل أنا كذلك ؟ أم كنت فتنة لنفسي وغيري ؟ كم مقدار حب الله تعالى ورسوله حبيبي صلى الله عليه وسلم في نفسي بحيث أقدم ما يريدانهما على ما تريده نفسي؟ ضعي يدك على قلبك وأحسبي خمس نبضات فقط من نبضاته واحسبي خمس ثوان فقط على أصابع يديك هل انتهيت من العد ؟ لقد مضت دقات قلبك والثواني من عمرك ولن تعود أبدا ففي أي شيء مضت ؟ وأين ستكون يوم القيامة في ميزان حسناتك أم سيئاتك؟تذكري قوله تعالى ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) وأبشرك بأن الله الغني يفرح بتوبة عبده ، ابدئي ياغالية ياقوية ودعائي لك بالعلم النافع والثبات والصحبة الصالحة .
حياة بنت سعيد باأخضر.
أختي الحبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالتي إليك : أختي الحبيبة التي خرجت تطلبين الرزق الحلال لتعفي نفسك وأهلك .
إليك يامن صبرت وتعبت وجاهدت
أقول لك بقلب الأخت المحبة : خرجت للعمل بائعة في الأسواق وقالوا لك : حفظا لحياء المرأة وهنا تعالي نطرح أسلة تعرفين جوابها أنت والمجتمع لكن نطرحها لنؤكد الحقيقة
ياغالية : قالوا لك اخرجي للبيع في المحلات وسط مراكز تجارية مفتوحة واخرجي صباحا ومساء .فأسألك : هل هذا حفظ لحيائك وعرضك؟ وأنت تعيشين وسط مركز يجمع الصالحين وضدهم من باعة ومتسوقين بل وموظفين معك في ذات المحل.فهل حفظوا لك حيائك قبل حفظ حياء الآخرين؟!
ياغالية : هل أصحاب المحلات أجبروك على وضع المكياج ؟هل أجبروك على رسم حاجبيك ؟ هل أجبروك على التبرج والسفور؟ هل أجبروك على لبس بالطو ضيق ومزخرف؟هل أجبروك على التبسم والضحك وغير ذلك؟ إذن لماذا تفعلين ذلك؟!! أنت لست جارية تعرض في محلات ليشتريها الرجال بعيونهم أنت أغلى وأثمن لأنك مسلمة حرة.
ياغالية : قالوا لك اخرجي للبيع لتحفظي حياء النساء فأسألك : هل فعلا تحقق ذلك؟ انظري للمحلات المتخصصة في بيع الملابس النسائية الخاصة هل ستروها؟ هل منعوا وضع مانيكان للعرض لملابس فاضحة يندى لها جبين الحر والحرة ؟ كلنا نرى الوضع لم يتغير بل زادوه بوضع بائعات فلا هم حفظوا حيائك ولا حياءنا
ياغالية : قالوا لك اخرجي للبيع في المحلات النسائية الخاصة بالملابس النسائية ثم صرت تبيعين وتعملين كل شيء في محلات الحقائب والأحذية والمكياج وملابس ألأطفال ومحاسبة في مراكز التسويق وموظفة استقبال والقرارات القادمة محلات الذهب وملابس السهرة وغير ذلك.
فأسألك : هل لو باع الرجال في هذه المحلات سيصيب النساء ضرر أخلاقي ؟ و أنت كنت تشترين من هذه المجلات والباعة رجال هل نقص من تسوقك شيء ؟ هل لوخرجت كل امرأة مع محرمها للتسوق أليس أفضل للجميع وأكرم وأكثر حفظا للمجتمع؟
ياغالية : وأنت تبيعين البضاعة الغالية الثمن ألم تتحسري على حالك براتبك الذي يذهب للسائق وللخادمة ولأمور منزلك؟ ألم تفكري يوما في المشتريات الأحرار وهن يشترين مايردن وأنت لاتقدرين على ذلك؟ ألم تتحسري عندما ترين تلك المرأة مع محرمها يأتي بها لمحلك ويدفع عنها الحساب ؟أما تمنيت أن تكوني مكانها؟
ياغالية : لو خيرت بل لو استمعوا لقولك وهو: أعطوا هذه الوظائف لمحارمي واتركوني أعيش أميرة في بيتي .أعطوها لرجل يأتي ليتزوجني وينفق علي لأعيش فطرتي .هل ستعملين بائعة ؟
ياغالية : تخرجين للبيع ودورات المياه بعيدة عنك ولا أماكن لراحتك خاصة وقت الحالات الخاصة بالمرأة . رأيتك تجلسين تحت الدرج لتأكلي مع صويحباتك قريبا من المحل. أليس في هذا أهانة لك؟!
رأيت بعض رجال المحل يقفون معك أو في الخارج يبادلونك النظرات والابتسامات فهل هذا حلال ؟!
فكري قليلا أليس طول مكثك مع هذا البائع أو الموظف لساعات طويلة صباحا ومساء قد اسقط الكثير من التكلف بينكما ؟!
ياغالية : فكري بهدوء وقوفك وسط الرجال باعة ومشترين مخالف للفطرة الربانية وهي ميل الجنسين لبعضهما فهل وضع قوانين حماية سينقذ عرضك وعفتك؟ لقد وضعت الدول الكافرة هذه القوانين ولم تستفد منها فجرائم التحرش والاغتصاب في ازدياد لمخالفتهم الفطرة السوية.
ياغالية : خديجة رضي الله عنها لم تسافر في تجارتها ولم تقابل الرجال أبدا .فكوني خديجة هذا الزمان.
ياغالية : لم تخرج صحابية أبدا تبيع وتشتري وسط الرجال فهن قدواتك لا غيرهن
ياغالية : قالوا لك من سيصرف عليك وعلى أولادك وعلى والديك وأخوتك؟ وقالوا لك :إن من يقف ضد عملك بائعة هو قاطع لرزقك فخذي هذه العقيدة المتينة ولا تتنازلي عنها( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) واحفظي قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن روح القدس نفث في روعي ، أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) صحيح الجامع رقم 2085 ،وقوله صلى الله عليه وسلم : " لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا " رواه أحمد وابن ماجه والترمذي . ومن تمام التوكل بذل الأسباب المشروعة ولكن مع عدم تعلق القلب بها بل قلوبنا معلقة بخالقنا وخالق الأسباب﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ والله يأمرنا بالسعي ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) .
ياغالية : رزقك سيصلك كاملا وهو مقدر لك وحسابنا على الطرق التي وصلنا بها هل هي طرق يرضاها الله أم هي محرمة؟
ياغالية : جماع طلب الرزق : تقوى الله تعالى والإيمان به والاستقامة على شرعه، كما قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) وقال سبحانه: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) وفي مقابل ذلك قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)
ياغالية : تعالي معا نتأمل اسم الله الرزاق لنعيش في يقين يملأ حياتنا . ولنتأمل هل الرزق من الله هو فقط الأموال .إن رزق الله لعباده نوعان :
الأول:رزق عام يشمل البر والفاجر والمؤمن والكافر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان :{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا}وعليه فليس كثرة هذا الرزق في الدنيا دليلًا على كرامة العبد عند الله ،كما أن قلته ليس دليلا على هوانه عنده،قال تعالى :{ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن*كلا}
النوع الثاني:رزق خاص،وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ،وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته ،و يُتمُّ سبحانه كرامته لهم ،ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنات النعيم، قال تعالى :{ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }
ياغالية : ليست العبرة بكثرة الرزق بل العبرة بالبركة فيه بالعمل بالطاعات بإخلاص وإتباع
ومادام الرزاق هو الله فلا يحل لنا أبدا أن نتخذ طريقا محرما للوصول إلى هذا الرزق .
ياغالية : لو سألت أي مسلم من يرزقك لقال ببداهة سريعة: الله. لكنه إذا ابتلاه الله بمن ضيـّق عليه رزقه لقال فورا : فلان قطع رزقي. وهذا تناقض واضح .وهذا يدل على أن تلك العقيدة في العقل فقط لكنها لم تصل للقلب بيقين بأن الله هو المعطي والمانع والقابض والباسط والمدبر لكل شيء وتأملي الدعاء المأثور ( اللهم لامانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) متفق عليه
ياغالية : يقينك بأن الله هو الرزاق يجعلك مستعلية على الدنيا وأهلها لاتخافين إلا الله ولا تطلبين الرزق إلا منه. اقرئي قوله تعالى واصفا حال المنافقين في كل زمان ومكان ( هم الذين قالوا لاتنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لايفقهون ) ولو تأمل كل مستكبر لوجد أنه هو أيضا من يرزقه الله فكيف يهدد بقطع أرزاق عباد الله ؟!
وختاما : أنت مسلمة عظيمة غالية عند الله الذي يقول سبحانه ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ) إنك تستطعين ذلك فأنت بالله ومع الله قوية نافعة معطاءة .تساءلي دائما : هل أنا كذلك ؟ أم كنت فتنة لنفسي وغيري ؟ كم مقدار حب الله تعالى ورسوله حبيبي صلى الله عليه وسلم في نفسي بحيث أقدم ما يريدانهما على ما تريده نفسي؟ ضعي يدك على قلبك وأحسبي خمس نبضات فقط من نبضاته واحسبي خمس ثوان فقط على أصابع يديك هل انتهيت من العد ؟ لقد مضت دقات قلبك والثواني من عمرك ولن تعود أبدا ففي أي شيء مضت ؟ وأين ستكون يوم القيامة في ميزان حسناتك أم سيئاتك؟تذكري قوله تعالى ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) وأبشرك بأن الله الغني يفرح بتوبة عبده ، ابدئي ياغالية ياقوية ودعائي لك بالعلم النافع والثبات والصحبة الصالحة .
حياة بنت سعيد باأخضر.