لا تقاطع متحدثك ودعه يعرض قضيته كاملة حتى لا يشعر بأنك لم تفهمه، لأنك إذا قاطعته أثناء كلامه ، فإنك تحفزه نفسيا على عدم الاستماع إليك ، لأن الشخص الذي يبقى لديه كلام في صدره ، سيركز تفكيره في كيفية التحدث ، ولن يستطيع الإنصات لك جيدا ، ولا فهم ما تقوله وأنت تريده أن يسمع ويفهم حتى يقتنع ، كما أن سؤاله عن أشياء ذكرها ، أو طلبك منه إعادة بعض ما قاله ، له أهمية كبيرة ، لأنه يشعر الطرف الآخر بأنك تستمع إليه ، وتهتم بكلامه ووجهة نظره ، وهذا يقلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشعر بأنك عادل.
2- توقف قليلا قبل أن تجيب
عندما يوجه لك سؤالا ، تطلع إليه ، وتوقف لبرهة قبل الرد ، لأن ذلك يوضح أنك تفكر ، وتهتم بما قاله ، ولست متحفز للهجوم.
3- لا تصرّ على الفوز بنسبة مائة في المائة
لا تحاول أن تبرهن على صحة موقفك بالكامل ، وأن الطرف الآخر مخطئ تماما في كل ما يقول . إذا أردت الإقناع ، فأقرّ ببعض النقاط التي يوردها حتى ولو كانت بسيطة ، وبيّن له أنك تتفق معه فيه ، لأنه سيصبح أكثر ميلاً للإقرار بوجهة نظرك ، وحاول دائما أن تكرر هذه العبارة: ( أنا أتفهم وجهة نظرك ) ، ( أنا اقدّر ما تقول ، وأشاركك في شعورك ).
4- اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة
أحيانا عند المعارضة ، قد تحاول عرض وجهة نظرك ، أو نقد وجهة نظر متحدثك بشيء من التهويل والانفعال ، وهذا خطأ فادح ، فالشواهد العلمية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثرا في إقناع الآخرين مما يفعله التهديد والانفعال في الكلام . وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع أن تنتصر في نقاشك ، وتحوز على استحسان الحاضرين ، ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة ، وسيخرج صامتا لكنه غير مقتنع أبدا ولن يعمل برأيك .
5- تحدث من خلال طرف آخر
إذا أردت استحضار دليل على وجهة نظرك ، فلا تذكر رأيك الخاص ، ولكن حاول ذكر رأي أشخاص آخرين ، لأن الطرف الآخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية ، على العكس مما لو ذكرت له آراء وتجارب بعض الأشخاص المشهورين وغيرهم ، وبعض ما ورد في الكتب والإحصائيات لأنها أدلة أقوى بكثير.
6- اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه
إن الأشخاص الماهرين ، والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم ، دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة ، ويتركون له مخرجا لطيفا من موقفه ، إذا أردت أن يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك ، فاترك له مجالا ليهرب من خلاله من موقفه ، كأن تعطيه سببا مثلا لعدم تطبيق وجهة نظره ، أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها ، أو أي سبب يرمي عليه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره ، مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسي صحيح ( ولو أي جزء منه ) ولكن لهذا السبب ( الذي وضحته ) وليس بسبب وجهة نظره نفسها ، فإنها غير مناسبة .
أما الهجوم التام على وجهة نظره ، أو السخرية منها ، فسيدفعه لا إراديا للتمسك بها أكثر ، ورفض كلامك دون استماع له ، لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف ، وهو ما لا يريد إظهاره مهما كلف الأمر!!