حارت أفكاري وأنا أكتب عنها ، وحق لأفكاري أن تحتار !!
وكلت أقلامي ، وتاهت أفهامي ، وعجزت عن وصفها كل أشعاري !!
هي من هجر لأجلها الصادقون الأهل والديار ، وخاضوا لها ثبج البحار ..
هي من قطعت لأجلها أبعد المسافات ، وكتبت عنها أجمل العبارات ..
مكة بلد الطهر الذي لاتنافسها في مكانتها البلدان ، ولايفارق ذكرها كل ذي إيمان ..
من وصل إليها غنم ، ونسي كل الآلام ، ومن حاد عنها ندم، وأشغلته الأوهام ، يتألم لفراقها المحب ، ويشكو في بعدها فلا يلام..
أي نزلٍ هي؟
ومهبط من هي؟!
ومولد من؟! أي طهرٍ حواها .. وأي صفاءٍ حل في رباها ؟
إنها أم القرى .. مهبط الأذكار ، ومولد خير من سجد واستغفر بالأسحار، ومرابع صحاب محمد الأطهار..
فيا من سكنت فيها وجاورت حماها:أحسن الجوار ، ويا من شرفك الله بالدنو منها كن من الأبرار، ولاتكن من الفجار.
فهي أم القرى.. موطن المسجد الحرام وزمزم والمقام، وقبلة الأنام..
وهي المكرمة التي تضاعف فيها الحسنات..
فيها نزل جبريل وعلم نبينا القرآن..
أم القرى .. فيها حجر من أحجار الجنان..
ولئن هام فيها القلب .. فقد عجز عن وصفها القلم واللسان.
خاطرة بقلم/ علي موسى هوساوي_ مكة المكرمة.