يقول الشاعر الأمير خالد بن أحمد السديري رحمه الله
لقد كنت أحب الإبتعاد عن قول الشعر النبطي أو الشعر الشعبي ذي الأوزان المستقيمة الذي لا يختلف عن الشعر العربي الفصيح إلا في عدم تقيده بقواعد اللغة العربية ، غير أنه تمر مناسبات يجد الإنسان نفسه مضطرا إلى أن يسهم مع إخوانه في مناقشة موضوع من المواضيع التي تمر عادة في مجتمعاتهم ، وعلى نفس الإصطلاحات الموجودة في الشعر ، فأجدني بمحض المصادفة ، وعلى غير استعداد ، مندفعا في معالجة الشعر الشعبي الذي يظهر جميلا في أكثر أحيانه . إلا أنه لا يظهر واضحا وجميلا إلا عند من يمارس هذا اللون منه . وقد تخفى قيمته عندي كلما ابتعدت عنه وأجدني منسجما معه حال رجوعي لممارسته ، لما فيه من طلاوة وحلاوة . وقد سبق أن قلت أن هذه الأمور ولمسها قد يتعذر على من لا يواكبها والعيب فيمن يترك ممارسة هذا اللون من الشعر أنه حينما يرجع إليه يجد أنه على غير استعداد كافٍ على الأقل في نظره ، شأنه شأن صاحب كل هواية يتركها ثم يعود إليها بعد انقطاع من الوقت يفقده قوّة الإجادة لهوايته المحببة إلى نفسه ، وليس كل ما قيل وضبطت أوزانه شعرا ، ولكن القيمة للجيد منه فقط ..
قال هذه القصيدة الفصحى في المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وأدخله فسيح جناته ...!!!
لم يلهني الرسم والتشبيب والغزل
ولا المنازل والآثار والطللُ
لكن هويت خلالا من عباقرة
هي المكارم والأمجاد والمثل
فليس يطربني إلا شمائلهم
إذا تدبرت ما قالوا وما فعلوا
وجدت ما سطّر التاريخ من عبر
وما تمخض عنه حادث جلل
في سيرة الملك الباني لأمته
صروح مجد ٍ عليها العدل مشتمل
موطد الدولة العظمى على أسس
من البطولات فيها يضرب المثل
عبدالعزيز أبي الأبطال قدوتهم
من طاب أصلا فطاب القول والعمل
الثابت الجأش والأمواج طاغية
يوم الجهاد ونار الحرب تشتعل
وفي الجزيرة من شر أريد بها
فيها المطامع تستشري وتقتتل
وجدّد الدين فالعرفان منتشر
والحق متبّع والشرع ممتثل
وكان كهف بني الإسلام قاطبة
يأوي له كل من ضاقت به السبل
يا صاحب التاج بارك ما اتمنت به
مكاسبا قد بناها الحزم والأمل
زج المواكب وادفعها مدوية
وامض ِ بما أسستْ آباؤك الأّول
أضف إلى مجدهم مجدا تؤثله
فإنما المجد فيكم ليس ينتقل
وأنت في قمة العليا تقى وحجا
تعلو بكم همة َ لم يثنها الملل
لشعبك اليوم آمال يتوق لها
على اهتمامك بعد الله يتكل
زمام أمتكم ألقوه في يدكم
ومالع عوض عنكم ولا بدل
إعداد / جوهر الراوي