كتب - عبدالعزيز الصعب:
كانت المرأة تلعب دوراً هاماً في إكرام الضيف والترحيب به، وقديماً عندما كان الفقر والجوع كانت المرأة تقف إلى جانب زوجها لمواجهة المعيشة القاسية.. محيا، رجل فقير إلا أنه في غاية الكرم والجود، وليس عنده ما يملكه سوى غنم أغلبها لزوجته .. وكان محيا عندما يقصده ضيوف يقوم بذبح احدى تلك الغنم لهم لاكرامهم، وعند الذبح ترفع زوجته صوتها ليسمعها الضيوف.
وفي إحدى المرات جاء إليهم ضيوف أصحاب قيمة وشأن وخاف محيا أن ترفع زوجته كالعادة صوتها عندما يقوم بذبح العنز للضيوف، فقال لها اذهبي إلى والدك، واطلبي منه أن يرسل لنا ذبيحة نقدمها للضيوف، لأنني أخشى أن أذبح العنز فيزعجنا ثغاؤها وكان والدها يبعد عن بيتهم عدة كيلومترات، وعندما خرجت من البيت قام محيا بذبح العنز وطبخها عند جيرانه وقدمها للضيوف.
أما الأب فقد كان على علم بسيرة ابنته مع محيا، وأنه يجاملها ولا يريد أن يغضبها لأجل والدها ويعلم أن ثغاء العنز يعبر عن ارتفاع صوتها وغضبها، وعند وصولها إلى أبيها قال لها: الطريق بعيد يقصد عودتها، ومحيا سيدبر نفسه ليكرم ضيوفه، ولا داعي للعودة إليه وأمسك بها عنده وكان له بنت أخرى في غاية الجمال وأخلاقها فاضلة، فأرسل إلى محيا يطلب منه طلاق البنت صاحبة الصوت المرتفع ويزوجه اختها بعد انتهاء المدة.. فعلم بذلك محيا بذلك و قال بعد زواجه الأخير هذه القصيدة:
الله خلقني وأعتني بي عن الضيق
والفقر عن سلم العرب ما حداني
ما قط مني راح ضيفي عن الريق
ولا شان وجهه يوم شان الزمامي
والله رماني في خيار المطاليق
اللي عطيته عنز وهوه عطاني
عطاني اللي به كثير الذهب سيق
بنت الشيوخ اللي تعز العواني
الله موفقها على الخير توفيق
لا غبت عن بيتي عليها ألف أماني
ومن هنا يتضح دور المرأة في بيت زوجها وما يجب عليها تجاه زوجها، ووجوب مساعدتها له في أضيق الأوقات وفي أقسى الظروف التي تحيط به عندما يكون لا يملك شيئاً إذا قصده الضيوف.
الرياض