إن أجمل صفات الداعية " المبادرة والإقدام " وعكسهما" التأخير والإحجام" والناظر في واقع بعض الدعاة الذين سبقوا غيرهم، وفازوا بمراتب المجد يجد أن من أجل صفاتهم " المبادرة والمسارعة " وهاتان من صفات الكمال ودلائل اليقظة لأنها في زمن " الكسل والضعف"؟
وفي التنزيل(" وسارعوا ") وفي أصحاب القرية (" وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ") إن السعي في الدعوة يعني صدق العناية بحال المدعوين.
ولك أن تنظر في قصص الأنبياء لتجد أن من صفاتهم في طريق الدعوة " الحرص والاجتهاد " وستجد أن المبادرة في البرامج الدعوية هو " أساس في دعوتهم".
وأما إن نظرت في سيرة سيدنا محمد صلى الله علية وسلم- فستلحظ أن الهمة العالية هي لباسه وهي شعاره، فلماذا نتأخر؟؟!.
كيف نتأخر عن الدعوة والقران ينادي (" كونوا أنصارا لله ") كيف نتأخر عن الدعوة والرسول يقول: بلغوا عني ولو آية ".
كيف نتأخر عن الدعوة والناس يغرقون في الذنوب والشهوات" كيف نتأخر عن الدعوة وأعداء الملة والدين يبذلون كل شيء لأجل باطلهم؟.
أيها الداعية:
إن تأخرك هو تأخر للدعوة، وإقدامك هو تقدم للدعوة، وها هو التاريخ ينطق...كل من رأينا له أثراً في دعوته فإنه مبادرة ومسابق وذو همه وصاحب هم، وعكسه نائم وصاحب كسل وذو جهل عجيب.
المبادرة:
بادر في ترتيب برامجك وساهم في إعمار سوق الدعاة، ونافس الدعاة فأنت في دار المنافسة (" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون").
مشاهد:
· تأخر خطيب الجمعة في الإعداد للخطبة يجعل خطبته لاروح فيها.
· تأخر الداعية عن سفره لأجل الدعوة فإنه يحرم غيره من الاستفادة.
· تأخر التاجر بماله عن الإنفاق في الدعوة، يؤخر برامج كانت ستنفع الألوف من الناس.
· تأخر الكاتب والمصمم والمبرمج في عالم الانترنت يترتب عليه تأخر العلم والدعوة عن متصفحي الانترنت.
· تأخر المدرس عن درسه يحرم الطلاب من العلم والفائدة.
· تأخر الموظف في إعداد برنامج الدعاة وأوراقهم الرسمية سيكون سبباً في تعطيل أبواباً للخير.
· تأخر الداعية في الذهاب للمطار لأجل تلك الرحلة الدعوية قد يتسبب في ذهاب الطائرة ومن ثم يفوت البرنامج على الناس الذين ينتظرونك في ذلك البلد.
· تأخرك أيها الداعية عن المحاضرة سيجعل الناس يسأمون الانتظار وحينها لن يجدهم، وحتى لو حضرت متأخراً فما هو ظنك بهم هل سينصتون وهم محبون لك؟؟؟؟؟؟؟.
· تأخر الداعية عن مواعيد زوجته وأسرته قد يترتب عليه خلاف أسري طويل. وبعده قد تؤجل أعمالك الدعوية، ولو أنك أعطيت كل ذي حق حقه لفزت في كل باب بسهم.
· تأخر الداعية عن العناية بلباسه وهيئته قد ينتج من جراءه إلغاء لمواعيد كانت ستنفع الدعوة.
· تأخر أعوان الداعية وطلابه عن إعداد البرامج الدعوية لشيخهم، لأشك أنه سيحدث تأجيل لعدة مواعيد لها أثر في طريق الدعوة.
· وتلك الفتاه التي تتأخر عن مناصحة صديقتها قد يكون ذلك سبباً لزيادة بعدها عن الله - تعالى -.
· وتلك المديرة التي تؤجل البرامج الدعوية والمحاضرات التي تنفع الطالبات لن تجني إلا الحرمان لهن من نور الدعوة.
· وذلك المدير الذي يؤخر النظر في المعاملات التي تهم الدعوة سيترتب عليه " تأخراً في الدعوة بلا ريب".
· والنماذج كثيرة، والصور تتكرر دائماً واللبيب من كان حياً ليحيى به أقوام موتى.......
· فيا داعية الإسلام قطع ثياب الكسل وارم بها في فضاء " الحرمان" ثم البس رداء الهمة لتصعد إلى الجنان".
ومن أراد العلا عفواً بلا تعب *** قضى ولم يقض من إدراكها وطرا