[align=center]
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
أيها الأخوة الكرام :ـ
جاءت شريعة الإسلام بصلاح القلوب والأبدان ، جاءت بفروضها ومستحباتها وأوامرها ونواهيها أسس صحيحة مستمدة من الوحيين الكتاب العظيم والسنة الغراء ترمي إلى صلاح القلوب والأبدان فمن صفات الرسول الأمي الأمين في التوراة والإنجيل إحلاله للطيبات وتحريمه للخبائث قال تعالى " الذين يتبعون الرسول الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويمل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم " 157 الأعراف
قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيرها فأعظم دليل يدل على أنه رسول الله مادعا إليه ، وأمر به ونهى عنه ، وأحله وحرمه فإنه يحل الطيبات من المطاعم والمشارب والمناكح ، ويحرم عليهم الخبائث من المطاعم والمشارب والمناكح ، والأقوال والأفعال .
ومن وصفه أن دينه سهل سمح ميسر لا إصر فيه ولا أغلال ولا مشقات ولا تكاليف ثقال انتهى كلامه رحمه الله
يقول سان جيورجيو دور يلانو ، أستاذ تاريخ الطب بكتابه البحث عن الطب العربي في مؤلفه الطب العام
إن الفروض والواجبات والسنن والمستحبات التي كلف بها المسلمون ترمي إلى إصابة هدفين وتحقيق غايتين في آن واحد ، غاية دينية وغاية صحية ويقول رونة ساند في كتابه نحو الطب الاجتماعي " إن تعاليم الإسلام الدينية تحافظ على الصحة وتحسنها لأنها تدعو إلى الاعتدال في الأكل والشرب وتفرض النظافة والاغتسال بالماء الطاهر خمس مرات في اليوم قبل كل صلاة .
هذه الأسس والفوائد الصحيحة منها ما كشف الطب الحديث عنها ومنها مازال بحاجة إلى بحث قال تعالى " سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد 53فصلت
وقد حرص الإسلام على سلامة صحة الإنسان حيث بين الطب الحديث أضرار تلك المحرمات وخطرها على الصحة قال تعالى " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الآية .
ومن جملتها لحم الخنزير وهو حيوان يتغذى على القاذورات من القمامة والفضلات والجيف والمزابل ونحوها ... ولهذا جاء الإسلام بتحريمه كما في قوله سبحانه " قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه الإ أن يكون ميتة أو دماً مفسوحاً أولحم خنزير فإنه رجس .. الآية
والخنزير ناقل لإمراض كثيرة من أهممها ما يلي :
أولا : الأمراض الطفيلية حيث ينقل ما يزيد على ثلاثين مرضاً طفيلياً .
ثانياً : الطفيليات وحيدة الخلية .
ثالثاً : الديدان الورقية والشعرية والشريطية .
رابعاً : طفيليات جلدية وغيرها .
خامساً : وفي سنة 1968م اكتشف الميكروب الخنزيري الذي أدى إلى الفتك بإعداد كبيره في هولندا والدانمارك وأدى إلى الوفاة .
سادساً : كما يتسبب أكل لحم الخنزير في نقل مرض أنفلونزا الخنزير والذي ينتشر على شكل وباء يحدث التهابا في المخ وتضخم القلب وقد أدى في عام 1918م إلى وفاة أكثر من عشرين مليون نسمة وهاهو يتجدد في هذا العصر ولا شك أنها عقوبة ربانية لكل من عاند الإسلام ولمز وغمز في رسوله بابي هو وأمي وصدق الله العظيم إذ يقول " إنا كفينك المستهزئين "
وقد انتشر في الدانمارك وهولندا ومن دقائق مايذكر في اختلاف طبائع الناس وصفاتهم وأخلاقهم أن منهم من هو على هيئة الجمل في حلمه وصبره وقوة تحمله في الشدائد وقطع المفاوز والقفار ، ومنهم من هو على صفة الذباب لا يقع إلا على الجرح حيث يذهب إلى نقاط الضعف ويتصيد أخطاء الآخرين أما المحاسن فلا يذكرها ولا يلتفت إليها ثم قال الإمام ابن القيم رحمه الله ومنهم من طبيعته كطبيعية الخنزير تماماً لا يقع إلا على القاذورات ، ليس عنده غيرة على محارمه ، لا يسمع إلا الفحش من القول وإذا سمع الجميل فكأنه لم يسمع .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح " إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير " والخمر هي كل ماأسكر وخامر العقل وهي أم الخبائث التي بها تزول عن الإنسان نعمة العقل التي كرمه الله بها ويأتي في حال سكره ولهوه بأنواع المنكرات والعظائم وإشاعة العداوة والبغضاء بين المسلمين والصد عن الخير وعن ذكر الله ثم ذكر الميتة التي لم تمت غالباً إلا بعد أن تسممت بالمكروبات والأمراض أو احتقن دمها في لحمها فأفسده ، فأكلها مضرة كبيرة على البدن وهدم للصحة .
ثم ذكر أخبث الحيوانات واكرهها وأبشعها وهو الخنزير الذي يحتوي على أمراض وميكروبات لا تكاد النار تقتلها وتزيلها فضرره عظيم ومفاسده متعددة ومع هذا فهو قذر نجس .
وكذلك الأصنام وما فيها من الضرر الأكبر والمفسدة العظمى وهي الأصنام التي ضلال البشرية وفتنتهم بها وهي التي حورب الله تعالى بها فهي مصدر الضلال ومحط الفتنة .
فهذه الخبائث عناوين المفاسد والمضار التي تعود على العقل والبدن والدين .
وهي أمثلة لاجتناب كل خبيث ، وصيانة لما يفسد العقول والأبدان والأديان ففي اجتنابها وقاية من أنواع المفاسد وقد طالعتنا الأخبار الأخيرة عن فيروس أنفلونزا الخنازير وانتشاره المستمر في معظم أنحاء الكرة الأرضية في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية إلى هونج كونج وقد تتحول إلى وباء عالمي ليصبح مصدر قلق يهدد العالم بأسره ، فحمداً لله الذي لاإله غيره أن هدانا للإسلام وجعلنا من أهل هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله حيث لا تباع الخنازير ولا تشترى وهذا من باب التحدث بنعمة الله علينا فنسأله سبحانه أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وأن يوفقنا وولاة الأمر لكل خير إنه سميع مجيب
ومما يذكر أن هناك في بعض الدول العربية مطالبة بإعدام 250 ألف رأس خنزير خوفا من انتشار أنفلونزا الخنازير فالحمد لله على سلامة بلادنا منها .
ومن علامة النبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه ثبت في صحيح البخاري رحمه الله في حديث نزول عيسى ابن مريم عليه السلام أنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير .
قال ابن حجر رحمه الله " أي يأمر بإعدام الخنزير مبالغة في تحريم أكله وفيه توبيخ للنصارى الذين يدعون أنهم على طريقة عيسى ثم يستحلون أكل الخنزير ويبالغون في محبته " فتح الباري
وفي التحذير من لعبة النرد والشطرنج قال صلى الله عليه وسلم " من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه " أخرجه مسلم وابن ماجه من رواية سليمان بن بريده أشنع له والا فالمحرمات كثيره وكان الليث بن سعد يرى الشطرنج أشد من النرد كما ذكر عن مالك رحمهم الله .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبشكره تدوم المسرات وبتقواه تتوالى البركات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محبكم
عطا الله بن عبد الله العتيبي[/align]