[align=center]يتجدد الأنس والإخاء ، والمحبة والصفاء ، في مجالس يرتادها الأصحاب سواء كان ذلك عن طريق مجالس السمر والرحلات ، أو عن طريق المجالس التي في الأعمال ، أو غير ذلك من المجالس التي يحصل بها الاجتماع وتبادل الإخاء ..
وبيت القصيد من هذا الموضوع ، هو كلمات الفحش والبذاءة التي تتصدر بعض هذه المجالس من غير مراعاة لآداب الكلام ، والمحافظة على القيم والمبادئ التي تحفظ مكانة الإنسان بين أقرانه وأصحابه ، حيث ترسل كلمات السباب والفحش والبذاءة من باب المزاح والضحك ، ولا يُلتفت لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق ) (1) ، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ( إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ) (2) : ويقول فيما روى الترمذي: ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ) ( 3 ).
ويقول صلى الله عليه وسلم : (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ) ( 4 ) ومن الملاحظ أنه يُنسى في هذه المجالس حقوق الإخاء على حساب الأنس ، وتخدش كرامة المرء بحجة المزاح ، وهكذا دواليك من مجلس إلى آخر ، حتى تفقد معاني الإخاء ، وتطمس معالم الكرامة ، ويخدش الحياء ، ويساء الأدب ، ويتفرق الأصحاب ويحصل العداء ، ولو كان لكلمات الفحش رائحة ما جلس أحد في مجلس يقال فيه ذلك ، وذلك لنتن بعض الكلمات التي تأجج الغرائز ، وتثير البغضاء ، وتهين النفوس.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائدُ ألسنتهم ) نسأل الله العافية !!
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لكل خير ، وأن يجعلنا ممن يحفظون ألسنتهم من القول الفاحش والكلام البذيء ، إنه سبحانه بالإجابة جدير ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.. [/align]
--------------------------------
(1) رواه البخاري ومسلم.
(2) رواه مسلم.
(3) رواه الترمذي وصححه الألباني.
(4) رواه البخاري.