علامة الجودة في التربية والتعليم العام ....
الجودة الشاملة ...
كلمة كنا نسمعها فقط في الشركات والمصانع أو على المنتجات الصناعية أو الغذائية .
مصنع بجودة عالية ...عالي الجودة ..وغيره..
وشيئا فشيئا بدأت هذه الكلمة تتسرب إلى أروقة التربية والتعليم إلى أن أصبح لها يوم وذلك بعد انعقاد المؤتمر الدولي للجودة الشاملة بالرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين
الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ ( يوم الجودة الشاملة في التعليم العام ) والذي سيوافق يوم الأربعاء 5/ 1/ 1433هـ .
فما هي الجودة..؟
الجودة باختصار شديد هي : تعني الدرجة العالية من النوعية أو القيمة وإتمام الأعمال الصحيحة في الأوقات الصحيحة.
والجودة الشاملة في التربية والتعليم هي : أداء العمل بأسلوب صحيح متقن وفق مجموعة من المعايير التربوية الضرورية لرفع مستوى جودة المنتج التعليمي بأقل جهد وكلفة محققا الأهداف التربوية التعليمية ، وأهداف المجتمع وسد حاجة سوق العمل من الكوادر المؤهلة علميا.
ولان :إدارة /مدرسة/قائد/ مدير/ معلم / بجودة عالية = مخرجات تربوية تعليمية ذات جودة عالية جدا . أصبحت الجودة مطلب كل مؤسسة تربوية تعليمية .
شيء جميل أن نصل إلى هذا الهدف.. و أن نجعل التميز رؤيتنا ورسالتنا التربوية التعليمية .
ولكن متى نضع هذه العلامة ـ علامة الجودة الأصلية ـ على مدارسنا ومؤسساتنا التربوية التعليمية. فالجودة لا تتأتى بالتمني ولن تحصل عليها المؤسسة أو الفرد بمجرد الحديث عنها بل إن على أفراد المؤسسة ابتداءً من رئيسها في أعلى قمة الهرم إلى العاملين في مواقع العمل العادية وفي شتى الوظائف أن يتفانوا جميعا في سبيل الوصول إلى الجودة..
ولن يكون ذلك إلا إذا وجدت ركائز الجودة.. مثلا في الإدارة المدرسية وقد تكون في أي مؤسسة تعليمية .. سنحصل على وسام الجودة ..
عندما نحقق ونلبي احتياجات مستفيد ينا من معلمين وطلاب وأولياء أمور ومجتمع خارجي . وعندما يكون كل فرد نافعا ومنتجا في محيطه .
ومتى ما عمل كل فرد بدقة وإتقان ومخافة لله وإخلاص في كل عمل يقوم به منفردا أو مشاركا جماعته.
ومتى ما كان هناك متابعة وقياس وتنمية وتغذية راجعة لكل عمل صغير كان أو عظيم .
ومتى ما كان يتبع كل عمل تعديل وتحسين على المسارات التربوية التعليمية وإصلاح الخلل.
ومتى ما كان هناك أنظمة ولوائح تساند الجودة والتميز في العمل وتشجع عليها .
و قد تتلاشى الجودة إن أهملتها ولكنها ستدوم وتستمر ما دامت المؤسسة تعتني بها وتغذيها وتجعل منها دستوراً وقاعدة ترتكز عليها.
ومتى ما وصلت أيها القائد التربوي إلى مركز التميز يصعب عليك التخلي عنه أو الرضا بما هو اقل منه في مؤسستك التربوية التعليمية فإذا كلفت بعمل فأتقنه واده بجودة عالية بغض النظر عن أي أمر أخر لأنك ستجني وستحصد فائدة هذا العمل وسيكون ُمخرج هذا العمل ذا جودة قد يفيدك أنت نفسك قبل الآخرين ..
وتحضرني هنا قصة قصيرة.. تحوي بين طياتها مغزى عميق في الجودة وأهمية أداء العمل بجودة لان مردوده سيخدمنا أنفسنا قبل الآخرين وتدور أحداثها حول ملك أراد أن يختبر مدى جودة عمل وزرائه وإخلاصهم له في العمل ..!
فأعطى كل واحد منهم كيس وطلب منه ...أن يدخل إلى بستان القصر الذي تنوعت فيه أطيب الثمار من فاكهة وغيرها وان يملأ هذا الكيس بما لذ وطاب ويأتي به للملك لأنه بحاجة إليه ...!!! كما طلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة و أن لا يسندوها إلى أحد أخر
أستغرب الوزراء من طلب الملك و أخذ كل واحد منهم كيسة وأنطلق إلى البستان
فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضي الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملأ الكيس .
أما الوزير الثاني فقد كان مقتنع بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنة لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل و إهمال فلم يتحرى الطيب من الفاسد حتى ملأ الكيس بالثمار كيف ما اتفق .
أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك يسوف يهتم بمحتوى الكيس أصلا فملئ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار .
وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها فلما أجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم على حدة كل واحد منهم مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهر في سجن بعيد لا يصل أليهم فيه أحد كان, وأن يمنع عنهم الأكل والشراب.........!
فأما الوزير الأول فضل يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى أنقضت الأشهر الثلاثة .
وأما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها .
أما الوزير الثالث فقد مات جوع قبل أن ينقضي الشهر الأول .
وهكذا أسأل نفسك من أي نوع أنت فأنت الآن في بستان العمل..