الأولى ../ توفيق الله سبحانه الذي يثمر النجاح .. !
الثآنية ../ سعي الإنسان لتحقيق ذاك النجاح بأخذه للأسباب السليمة .. وعلى رأسها الإخلاص ...!!
فعلى الإنسان السعي والبحث عن الصّواب في شتى المجالات سواء أكانت دينية أو دنيوية ومع ذلك فلا يمكن أن تتوفر فيها نقطة السعي دون توفيق الله ...!
لنأخذ مثالاً وردت فيه النقطتين السابقتين لتجلّي لنا هذهـ الصورة تجلية واضحة..، فــ ../ بالمثال يتّضح المقال .....!!
... ليتجلى لنا غموض هذه الصورة ...!!
قال عمر بن عبدالعزيز .../: " الأدب من الآباء .. والهدآية من الله ". ....!!
ففي هذهـ العبارة تبرز تلكـ النقطتين السابقتين .. .. فقوله : ". الأدب من الآباء " .. .. إشارة للنقطة الثانية .....!!
وقوله : ". والهداية من الله ". .. إشارة إلى النقطة الأولى ؛ فالتوفيق والنجاح من الله سبحانه .....!!
وهنا أعادتني الذاكرة إلى سيرة الإمام مالكـ .. صاحب المذهب المعروف ، فالمتتبع لنقاط سيرته يرى ما لهذه النقطتين من فضل كبير في بروزه ؛ فلنأخذ بعض الإشارات من سيرته ...!!
كان يتيماً في صغرهـ ، وترعاهـ أمّه ، وكانت تأخذ وتسعى في سبيل الأخذ بأسباب العلم والنجاح لابنها .. . يقول مالك: " قلت لأمي : أذهب فأكتب ٱلعلم..!؟ " ،فقالت : " تعال فالبس ثياب العلم " . فألبستني ثياباً مشمرة وعمَّمتني، ثم قالت: "اذهب فاكتب ٱلآن " . قال مالك : " كانت أمي تُعممني، وتقول لي : اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه "....!
فالأم هنا أخذتــ لابنها أسباب التوفيق والنجاح ، والإمام مالكـ أخذ بأسباب العلم .. .. والله سبحانه وتعالى كتب التوفيق بإذنه سبحانه للإمام مالكـ فكان ما كان - رحمه الله - ..........!!
وعلى نقيض هذا المثال نأخذ مثالاً آخراً خَلَت منه تلك النقطتين المُشار لها في بداية الحديث ، وكانت النتيجة سلبية على الشخص ....!
حين نقض بنو قريظة العهد في غزوة الأحزاب، سار إليهم الرسول - صلى الله عليه وسلّم - ..!!
وحاصرهم بأمر الله سبحانه وتعالى حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ - رضي الله عنه -، فحكم عليهم سعد - رضي الله عنه - أن تقتل مقاتلتهم ، وأن تسبى ذراريهم، فكانوا يكشفون عن عوراتهم فمن وجدوه قد أنبت قتلوهـ، فهل قتل ذاك الشاب الذي لايزال في العقد الثاني من عمرهـ ظلماً....!؟
كلا .. .. لم يُقتل ظلماً ؛ وقد أيَّد عليه الصلاة والسلام هذا الحكم بأنه حكم الله من فوق سبع سماوات، إن هذا الشاب ولد في بيئة تربيه على الكفر والضلال، أبوهـ يهودي وأمه يهودية، وسائر أقاربه وجيرانه كذلك، ومع ذلك فهو يتحمل مسؤولية كفره وضلاله..!
لأنه كان عليه أن يبحث عن طريق الهداية والنجاة، وعن طريق الحق والخير، وما كان ربك ليظلم أحداً سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين ....!
فإذا كان هذا الشاب الذي عاش في هذا المجتمع الغارق في الانحراف والغواية تمارس تجاهه كل وسائل التضليل، وتطمس عليه الحقائق ، وتصور له بغير صورها، ومع ذلك لم يكن معذوراً فغيرهـ من باب أولى .....!
وقس على ذلكـ أي مثال على أي مجال كما تشاء ......!!
أخوكم ../ أبو الوليد ....!!
::
وفقكم الباري
.. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. ..
سُئل الإمام أحمد :
متى يجد العبد طعم الراحة ...!؟
فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة ..!!