هذه القصيدة ثابتة عن الإمام الشافعي.
وعندما تستمع الى هذه القصيدة، تتعجب من تواضع هذا الإمام، واحتقاره لنفسه
وافتقاره لربه سبحانه وتعالى، وهذا هو شأن العلماء الذين يعرفون الله، فخشعوا له
وتواضعوا بين يديه.
أريدك وأنت تقرأ هذه القصيدة وهذه الأبيات، أن تعيش هذا الإمام، و تعيش مع
تفكيره،ومع حياته، ومع هذه الإيمانيات في هذه القصيدة.
يقول رحمه الله:
ولما قسى قلبي وضاقـت مذاهـبي
جعلت الرجى مني لعفوك سلمــــا
تعاظمني ذنبي فلما قـــــــــــارنت
بعفوك ربي كان عفوك أعظمــــا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تجود وتعفـو منـةً وتكرمـــــــــــــا
فلولاك لم يصمد لإبليس عـــــــابدٌ
فكيف وقد أغوى صفيك آدمــــــــا
فيـا ليت شعري هل أصير لجنةٍ
أهنى وأمــــــــــا للسـعير فـأندما
فــــــــأن تنتقم مني فلست بأيسٍ
ولو أدُخلت روحي بجرمي جهنما
وان تعفو عني تعفو عن متمردٍ
ظلومٍ غشومٍ قاسي القلب مجرما
ويذكر أيامً مضت من شبـــــابه
وما كان فيها بالجهالةِ أجرمــــا
يقيمُ إذا مالليل مد ظلامــــــــــــه
على نفسه من شدةِ الخوف مأتما
يقول حبيبي أنت سُألي وبغيتي
كفى بك للراجين سُألاً ومغنمــــا
الست الــــذي غذيتني وهديتني
ولازلتَ مناناً علي ومنعمـــــــــا
عسى من له الإحسان يغفرُ زلتي
ويستر أوزاري وما قد تقدمـــــــا
وكم هو عجيب طول هذه القصيدة التي فيها يندم الامام الشاقعي على وقته الذي
ذهب سدى دون فائده ويتضرع الى الله أن يرحمه.
ونحن ماذا سنقول .. قبل مماتنا ..
العلم عند من هو عفو كريم .. نسأله حسن الختـــــام والسلامة والعافية ..
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ..