جاءت الانتفاضة العمانية في مجال كرة القدم لتصبح درسا كبيرا لمتابعي اللعبة بمنطقة الخليج العربي حيث كانت بداية التألق العماني في عام 2004 وبالتحديد أثناء المشاركة في كأس الخليج السابعة عشرة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة واحتلت عمان فيها المركز الثاني.
وكان المنتخب العماني قد خسر المباراة النهائية للبطولة الماضية (خليجي 17) بالهزيمة أمام نظيره القطري صاحب الارض بركلات الترجيح بعد ماراثون رائع بين الفريقين.
وبعدها ظلت الكرة العمانية تسير في طريق التقدم حتى تأهلت في العام الماضي لنهائيات كأس آسيا 2007 .
وعاد المنتخب العماني الذي كان خارج الترشيحات في البطولات الخليجية السابقة قبل أن يحقق المركز الثاني في البطولة الماضية ليكرر إنجاز الصعود للمباراة النهائية في كأس الخليج الثامنة عشرة (خليجي 17) المقامة حاليا في أبو ظبي بالامارات والتي يسدل عليها الستار بعد غد الثلاثاء بالمباراة النهائية أمام منتخب الامارات صاحب الارض أيضا.
والمنتخب العماني يسعى بالفعل إلى عدم تكرار سيناريو ما حدث في الدوحة 2004 حيث تعلم لاعبو الفريق الدرس وتجرعوا مرارة الهزيمة في نهائي الكأس التي فقدوها في الدوحة.
ويرغب لاعبو المنتخب العماني في تذوق طعم الفوز ونخب النصر بعد غد الثلاثاء وأن يؤكدوا في نفس الوقت أن الرياضة العمانية تسير في طريقها السليم نحو الازدهار عاما بعد الاخر.
ويقود مسيرة المنتخب العماني في الوقت الراهن مجموعة من أبرز اللاعبين المنتشرين في بطولات الدوري بمنطقة الخليج وأغلبهم في الدوري القطري.
ويبرز من هؤلاء اللاعبين عماد الحوسني بفريق نادي قطر والمدافعان محمد ربيع وخليفة عايل في السد وبدر الميمني وحسن مظفر في الاهلي وأحمد مبارك مع الريان وسعيد الشون مع أم صلال وهاشم صالح مع الوكرة وأحمد حديد وإسماعيل العجمي مع فريق نادي الشمال.
ويضم المنتخب العماني عددا من المحترفين في الكويت ومنهم فوزي بشير ومحمد مبارك في القادسية وسلطان الطوقي في التضامن ويونس المشيفري في السالمية.
ويضم المنتخب العماني محترفا آخر في الدوري الانجليزي وهو حارس المرمي على الحبسي الذي يلعب لبولتون الانجليزي كما يضم مجموعة أخري تلعب بالدوري العماني نفسه.
وتمثل (خليجي 18) خير شاهد ودليل على تطور الكرة العمانية لان المنتخب العماني الملقب حاليا بفريق (السامبا) الوحيد من المنتخبات المشاركة في البطولة الحالية الذي لم يخسر أي مباراة حيث حقق الفريق العماني الفوز في جميع مبارياته الثلاث بالدور الاول حتى تأهل الفريق عن جدارة واستحقاق للمباراة النهائية.
ومنذ أن انتهت خليجي 17 بدأ التفكير المستمر لدى العمانيين حول كيفية الوصول مرة أخرى إلى النهائي وتحقق لهم ما أرادوا. وها هي الفرصة تدنو منهم مجددا ويقترب الفريق من ترك بصمة جديدة للكرة العمانية.
وحفر هذا الجيل من اللاعبين اسمه بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم العمانية.
واستطاع المنتخب العماني خلال الدور الاول أن يحقق الفوز الاول له على المنتخب الاماراتي صاحب الارض والجمهور وأمام رئيس الدولة وأكثر من 60 ألف متفرج في المباراة الافتتاحية للبطولة بنتيجة 2/1 وهي نفس النتيجة التي فاز بها بعد ذلك على كل من منتخبي الكويت واليمن في المباراتين التاليتين.
وواصل المنتخب العماني الفوز مجددا على البحرين 1/صفر وهو نفس سيناريو (خليجي 17) وإن فاز المنتخب العماني على نظيره البحريني في البطولة الماضية 3/2 وليس 1/صفر.
ويقود عمان في البطولة الحالية المدرب التشيكي ميلان ماتشالا الذي حقق رقما قياسيا في مشاركاته الخليجية وعددها خمس مرات على التوالي اثنتان مع عمان واثنتان مع الكويت حين قادها للفوز باللقب في خليجي 13/ و14 .
وهو نفس المدرب الذي كان قاد المنتخب البحريني في خليجي 17 بالدوحة لذلك فهو يعلم الكثير والكثير عن الكرة الخليجية لوجوده في الخليج منذ سنوات.
وظهر التطور الكبير للكرة العمانية بعدما انفتحت أبواب الاحتراف أمام اللاعبين حيث يلعب معظم نجوم المنتخب العماني في الدوري القطري القوي مما عاد بالفائدة الكبيرة على الكرة العمانية باعتراف اللاعبين والمسؤولين العمانيين أنفسهم خاصة وأن لائحة احتراف اللاعب الخليجي في الدوري القطري تنص على أحقية كل ناد قطري في التعاقد مع لاعبين خليجيين على أن تتم معاملتهما مثل اللاعب القطري.