الأمانة يا وافدين إلى السعودية ودول الخليج
تطرقت في الجزء الثاني من موضوع للوافدين إلى السعودية إلى بعض الفوائد التي يجنيها الوافد و بلده و إلى إزالة الغموض عن بعض الإشكالات التي تثار حول العمل في دول الخليج وهنا أود أن اذكر الإخوة الوافدين بالأمانة في الأقوال و الإنصاف و الاعتدال في الأحكام و الشكر و العرفان بالجميل فبالشكر تدوم النعم و بكفرانها تزول و من لا يشكر الناس لا يشكر الله و اليد العليا خير من اليد السفلى و في كل خير
بعض مظاهر القيام بالأمانة و الشكر :
- الاعتراف بالجميل و العرفان لصاحب العمل و حكومته التي تدعمه و تضع التسهيلات له و الشكر و الاعتراف بالجميل ليس تذلل او نقص بل هو دليل على شخصية متوازنة و نفسية صحيحة و عقلية واعية لأن كل من يقوم بفتح مشاريع تنموية تسهم في القضاء على البطالة في العالم يستحق الشكر و هذا أفضل من الصدقة لأن الإنسان يأخذ المال مقابل جهده فيشعر بكرامته و كينونته و تكبر شخصيته و تزداد خبرته
- القيام بالواجبات و الحفاظ على ممتلكات صاحب العمل و تطوير و تحسين الأداء
- الذب عن عرض صاحب العمل إذا ذكره احد بسوء لأن له حقين حق الإسلام و حق النعمة و الطاعة
- مساعدة الباحثين عن عمل من أهل هذا البلد ممن كان صاحب قرار أو رأي في التوظيف فهم أولى بخيرات بلدهم
- إنصاف العاملين من أهل البلد ممن كان مديرا عليهم و التحقق من عدم الكيد لهم و مضايقتهم.
- إنفاق بعض مما آتاك الله إياه من خيرات هذه البلدان على الفقراء و المحتاجين فيها.
- الكف عن الطعن في السعودية ودول الخليج و عدم ترديد هذا الكلام و هذه الصفات عن دول الخليج الذي ورثته من الأنظمة الثورية في فترة الخمسينات عندما كانت هذه الأنظمة متقدمة حضاريا على دول الخليج بفعل الاحتلال و ليس بفعلهم
فاليوم الأمر اختلف فأصبحت دول الخليج هؤلاء البدو على حد زعمكم متقدمون حضاريا خمسون عاما على تلك الأنظمة الثورية بعد أن كانوا متخلفين عنهم خمسين عاما سابقا
- عدم ادعاء ما ليس لك و ذلك بان تنسب هذه القفزة التنموية الكبيرة في دول الخليج لأصحابها فالعمالة الوافدة أدت جهود تشكر عليها و لكن بمقابل و بأضعاف ما يتقاضونه في بلدانهم فليس من حقها أن تنسب هذه القفزة الحضارية لها و إلا لماذا لم تطور هذه العمالة بلدانها فهي أولى بذلك ؟؟
فدول الخليج هي التي امتلكت إرادة التطوير و أدارت و خططت و أحسنت الاختيار لهذه العملية التنموية فاستقدمت هذه العمالة من بين عشرات الملايين من العمالة المعروضة للعمل في العالم فهي صاحبة الفضل بعد الله واليد العليا خير من اليد السفلى و في كل خير
ففي مراكز البحث الأمريكية آو الأوربية كثير من الباحثين والمخترعين من الدول النامية فهل من حق الدول النامية التي طردت هذه العقول أن تنسب هذه الحضارة و الاختراعات لها فهي ملك لأصحاب الشركات و لو كان جميع العاملين في هذه الشركات من الدول النامية لأن صاحب الشركة هو الذي خطط و قرر فتح هذه الشركة و اختار هذه العمالة و وفر لهم الدعم و جميع اللوازم و الأدوات و هيأ الظروف المناسبة حتى ولدت هذه الابتكارات
- تعريف مجتمعك بمستوى التدين والخوف من الله في الشعب السعودي و حكومته ومقدار الدعم للدعوة والدعاة و الاهتمام بالمقدسات ورعاية الكتاب والسنة.
- تعريف مجتمعك بالمواقف و الصفات النادرة في عصرنا الحاضر التي يتحلى بها البعض من الشعب السعودي .
- تعريف مجتمعك بالمستوى الحضاري و مستوى الخدمات الذي وصلت له دول الخليج
- تعريف مجتمعك عن تفاعل الشعب السعودي و حكومته مع قضايا المسلمين و العرب و مدى حبهم للخير و مقدار الدعم الذي يبذلونه.
- الاستفادة من مظاهر الحفاظ على الهوية الإسلامية و العربية والعادات و الأخلاق الحميدة في السعودية ودول الخليج ونقلها إلى بلدك .
- الإشادة بالمناهج والإعلام السعودي و جميع المظاهر الايجابية التي شاهدتها .
- نقل الخبرات و التجارب الناجحة إلى بلدك مع الإشارة إلى البلد الذي استفدت منه هذه الخبرات و التجارب
فوائد أداء هذه الأمانة و القيام بالشكر :
- الأجر و الثواب عند الله سبحانه وتعالى إن أخلصت النية
- حصول البركة والحفظ في مالك و ولدك و بلدك
- حصول المحبة و الألفة بينك و بين صاحب العمل و بينك و بين المجتمع الذي تعيش فيه لأنه كما يقال القلوب تسرق من بعضها و هذا سوف يتطور الى سلوك ايجابي ينعكس ايجابيا على امتنا جمعاء
- احسب أنه ستتغير كثير من الأنظمة في دول الخليج لأنهم يعرفون جيدا ماذا تتحدثون عنهم و ماذا تحملون عليهم
- نشر الوعي و الموازين الصحيحة و قيم الحق و العدل في المجتمع العربي
- القضاء على التعصب المقيت و الانتصار للخصوصية و العدائية المستشري في المجتمع
- القضاء على الازدواجية في السلوك و التقلب في المواقف و التطرف في الاحكام فترى البعض يتذلل امام صاحب العمل و في غيابه ينعته هو شعبه و حكومته باقبح الصفات
- نشر ثقافة الشكر والعرفان بالجميل في المجتمع العربي
- حث ودفع المسئولين في بلدك على التغيير و الإصلاح و الانتقال من الشعارات الرنانة الى العمل و الجهد المثمر
- حث ودفع المسئولين في بلدك على الاستفادة من التجربة الخليجية وهذا سوف يؤدي إلى انتعاش اقتصادي في بلدك
- حث مجتمعك على العودة إلى الأصالة و القيم و هذا سوف يؤدي إلى تقارب بين الشعوب و الحكومات الإسلامية و العربية
- تشجيع الشباب السعودي والخليجي الذين انحرفوا عن جادة الصواب نحو اليمين أو نحو اليسار أن يعودوا إلى أصالتهم و قيم مجتمعهم على منهج الاعتدال و الوسطية و الشعور بالوطنية لأن هؤلاء الشباب يتأثرون بما يقال عنهم لأنهم لم يصلوا إلى مرحلة النضج بعد
و الأضرار التي تحصل من تضييع هذه الأمانة و التنكر للجميل هي عكس هذه الفوائد و هو ما نراه على ارض الواقع الآن علما بان الذين يضيعون الامانة و يتنكرون للجميل هم نفس الاشخاص الذين يتذللون امام صاحب العمل و يطعنون في زملائهم الوافدين تقربا الى صاحب العمل و لكنهم يطعنون به و بمجتمعه و حكومته في ظهر الغيب
و الذين يحترمون صاحب العمل دون ان يتذللون له ينصفونه في غيابه و لا يطعنون في في ظهره
و التذلل صفة مذمومة و الشكر صفة محمودة و المحترم يحترم و الذي في قلبه مرض الموازين عنده مقلوبة و الازدواجية في جميع شؤونه موجودة و يحسب كل مذمة هو المقصود بها و كل محمدة هو الاولى بها
فاحسب لو انه استثمر هذا التمازج بين الشعوب الإسلامية و العربية في دول الخليج العربي بشكل ايجابي و بما يخدم المصلحة العليا لأمتنا
فقام كل من جاء إلى دول الخليج بشكل عام و السعودية بشكل خاص منذ خمسين عاما بقصد العمل أو الحج و العمرة و تجرد من أهواءه و قيَم الواقع في دول الخليج بحيادية و واقعية و إنصاف بعيدا عن مصالحه الشخصية الضيقة و بعيدا عما ترسخ في أذهان البعض من إشاعات الأنظمة الثورية عن دول الخليج و دون التركيز على بعض السلبيات التي لا يخلو منها أي مجتمع بما في ذلك مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم
ونقل إلى بلده بصدق و أمانة الصورة الحقيقية و الصحيحة عنها
لتحسن الوضع الاقتصادي في بلدانكم لأنه مؤهل ليصبح أقوى من اقتصاد دول الخليج
و لما كانت هذه الأزمات و المشاكل التي تعانون منها في بلدانكم بهذا الحجم
و لسارت أمتنا في الطريق الصحيح للكرامة و لكانت أكثر تقاربا و تضامنا و لأصبح لها مكانة بين الأمم أفضل مما هي عليه الآن و لما تجرأ عليها الأعداء بهذا الشكل السافر