درجات واشكال النعيم في الجنة
الجنة خلقها الله جل وعلا بيده .. وهي الدار التي أعدها تبارك وتعالى لأوليائه وأهل طاعته ..
هي دار السلام .. ودار الخلد .. ودار المقامة
وهي جنة المأوى .. وجنات عدن .. وجنات النعيم
وفيها من النعيم مالايمكننا أن نتخيله أونحلم به
"فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" السجدة
ومن أشكال النعيم فى الجنة تلك الملابس الحريرية الناعمة الملونة والحلي اللامعة البراقة التي تلتف بها أجسام أهل الجنة حتى يبدون بالنور الذى يشع منهم كالقمر في ليلة اكتماله ..
ملابس أهل الجنة فى القرآن
قال تعالى
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ، أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك ، نعم الثواب وحسنت مرتفقا "الكهف
"جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " فاطر
" إن المتقين في مقام أمين ، في جنات وعيون ، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين " الدخان
"عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا " الإنسان
و فى الحديث
روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثياب أهل الجنة أتخلق خلقا أم تنسج نسجا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : لا ، بل تشقق عنها ثمار الجنة- المسند
وعن أبن أبي الدنيا عن سعد بن أبي وقاص عن الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه قال : لو أن رجلا من الجنة أطلع قيد سواره لطمس ضوءه الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم
وذكر ابن كثير عن ابن وهب عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مسورون بالذهب والفضة ،مكللون بالدرّ ، عليهم أكاليل من درّ وياقوت متواصلة ، وعليهم تاج كتاج الملوك جرد مكحلون- حادي الأرواح
وروى الترمذي عن النبي أنه قرأ قوله تعالى "جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب " فقال عليه الصلاة والسلام : إن عليهم التيجان ، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب .
أما المناديل في الجنة فاسمع ما ذكره البخاري وسلم من حديث البراء أنه قال :أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حرير ، فجعلوا يعجبون من لينه ، فقال رسول الله : تعجبون من هذا ؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا - البخاري و مسلم
وذكر ابن أبي الدنيا أن ابن عباس رضي الله عنهما سئل عن حلل الجنة فقال: فيها شجر فيه ثمر كأنه الرمّان ، فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها ، فانفلقت عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ، ثم تنطبق وترجع كما كانت - حادي الأرواح
مما صنعت ملابس الجنة
صنعت ملابس أهل الجنة من السندس وهو ما رقّ من الديباج كالحرير ، والإستبرق هوما غلظ منه ، وأحسن الألوان هوالأخضر ، وألين الملابس هي الحرير ، فجمع لهم الرحمن بين حسن منظر الملابس وسرور العين برؤيتها ، وبين نعومتها وراحة الجسم بها .
الحلي فى الجنة
أما الحلي فقيل إن حلي الأَبْرَار تكون من فضة وحلي المقربين من الذهب ، وقيل أيضا أن أَهْل الْجَنَّة يلبسون الفضة مرة ، والذهب مرة أخرى وقَدْ يجمعون بينهما هذا بالاضافة لللآلئ والياقوت وغيرهما من الاحجار الكريمة اللامعة .
فيقول ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح عن كعب قال : إن لله عز وجل ملكا منذ يوم خلق يصوغ حُلُي أهل الجنة إلى أن تقوم الساعة ، لو أن قلبا من حلي أهل الجنة أُخْرِجَ لذهب بضوء شعاع الشمس فلا تسألوا بعد هذا عن حلي أهل الجنة .
وقال ابن القيم أيضا في كتابه حادي الأرواح عن الحسن قال: الحلي في الجنة على الرجال أحسن منها على النساء .
ملابس الجنة لاتتقطع
عن أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْجَنَّةُ بِنَاؤُهَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ .
قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
لا تبلى ثيابهم أَيْ لَا تَخْلَقُ وَلَا تَتَقَطَّعُ
لون ملابس الجنة
ما أكثر ما يرد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الاطمئنان النفسي
"عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُورا "
يقول علماء النفس إن تأثير اللون في الإنسان كبيروقد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في شعورنا بالسرور أو الكآبة ، بل يؤثر في شخصياتنا و في نظرتنا إلى الحياة ,وأن اللون الذى يبعث فى النفس السرور والسعادة وحب الحياة هو اللون الأخضر,
فهو يريح البصر ذلك لأن المساحة البصرية له أصغر من المساحات البصرية لباقي الألوان كما أن طول موجته وسطي فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة كالأزرق .
اللهم بلغنا الجنة .. ويسر لنا من الأعمال مايؤهلنا لنكون من أهل ذلك النعيم الحقيقي ..
في امان الله