بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله صباحكم جميعا
صباح الأربعاء (22/رمضان/1431هـ)
بداية آخر رمضان أي العتق من النيرآآآآآن
ذهبت العشر الأوائل وفيها الرحمة ... ( فهل ياترى كنا منهم وحصلنا على جائزة الرحمن ؟! ..)
ثم العشر الأواسط وفيها المغفرة ... ( فهل ياترى كنا منهم وحصلنا على جائزة الرحمن ؟! ..)
ولم يبقى الا العشر الأواخر وفيها العتق من النيرآآآآآن .. ( فهل ياترى سنكون منهم ؟! ..)
فـ لله عتقاء من النيرآآآن في كل يوم فيها ...
ألا من مشمر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ليس الغريب غريب الشام واليمـنِ
إن الغريب غريب اللحـد والكفـن
إن الغريـب لـه حـق لغربـتـه
على المقيمين في الأوطان والسكن
لاتنهـرن غريبـا حـال غربتـه
الدهـر ينهـره بالـذل والمحـن
سفري بعيـد وزادي لـن يبلغنـي
وقوتي ضعفت والمـوت يطلبنـي
ولي بقايا ذنـوب لسـت أعلمهـا
الله يعلمهـا فـي السـر والعلـن
ماأحلم الله عنـي حيـث أمهلنـي
وقد تماديت في ذنبـي ويسترنـي
تمر ساعـات أيامـي بـلا نـدم
ولابكـاء ولاخـوف ولاحــزن
أنا الذي أغلـق الأبـواب مجتهـدا
على المعاصي وعين الله تنظرنـي
يازلة كتبـت فـي غفلـة ذهبـت
ياحسرة بقيت في القلـب تحرقنـي
دعني أنوح على نفسـي وأندبهـا
وأقطع الدهر بالتذكيـر والحـزن
دع عنك عذلي يامن كان يعذلنـي
لوكنت تعلم مابي كنـت تعذرنـي
دعني أسح دموعا لا انقطاع لهـا
فهل عسى عبرة منهـا تخلصنـي
كأنني بين جل الأهـل منطرحـا
علـى الفـراش وأيديهـم تقلبنـي
وقد تجمع حولي من ينـوح ومـن
يبكـي علـي وينعانـي ويندبنـي
وقد أتوا بطبيـب كـي يعالجنـي
ولم أر الطب هذا اليـوم ينفعنـي
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها
من كل عرق بلارفـق ولا هـون
واستخرج الروح مني في تغرغرها
وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وغمضوني وراح الكل وانصرفوابعد
الإياس وجدوا في شرا الكفـن
وقام من كان حب الناس في عجل
نحـو المغسـل يأتينـي يغسلنـي
وقال ياقوم نبغـي غاسـلا حذقـا
حرا أديبـا أريبـا عارفـا فطـن
فجاءنـي رجـل منهـم فجردنـي
من الثيـاب وأعرانـي وأفردنـي
وأودعوني على الألواح منطرحـا
وصار فوقي خرير الماء ينظفنـي
وأسكب الماء من فوقي وغسلنـي
غسلا ثلاثا ونادى القـوم بالكفـن
وألبسونـي ثيابـا لاكمـام لـهـاوصار
زادي حنوطي حين حنطني
وأخرجوني من الدنيـا فـوا أسفـا
علـى رحيـل بـلا زاد يبلغنـي
وحملوني على الأكتـاف أربعـة
من الرجال وخلفي مـن يشيعنـي
وقدموني إلى المحراب وانصرفـوا
خلف الإمام فصلـى ثـم ودعنـي
صلوا علي صلاة لاركـوع لهـا
ولاسجـود لعـل الله يرحمـنـي
وأنزلوني إلى قبري علـى مهـل
وقدمـوا واحـدا منهـم يلحدنـي
وكشف الثوب عن وجهي لينظرني
وأسكب الدمع من عينيه أغرقنـي
فقـام محترمـا بالعـزم مشتمـلا
وصف اللبن من فوقي وفارقنـي
وقال هلوا عليه التراب واغتنمـوا
حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
في ظلمـة القبـر لاأم هنـاك ولا
أب شفـيـق ولاأخ يؤنـسـنـي
وهالني صورة في العين إذ نظرت
من هول مطلع ماقد كان أدهشنـي
من منكـر ونكيـر ماأقـول لهـم
قد هالني أمرهـم جـدا فأفزعنـي
وأقعدوني وجـدوا فـي سؤالهـم
مالي سواك إلهي مـن يخلصنـي
فامنن علي بعفـو منـك ياأملـي
فإننـي موثـق بالذنـب مرتهـن
تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفـوا
وصار وزري على ظهري فأثقلني
واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلـي
وحكمته فـي الأمـوال والسكـن
وصيرت ولـدي عبـدا ليخدمهـا
وصار مالي لهم حـلا بـلا ثمـن
فلاتغرنـك الدنـيـا وزينتـهـا
وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير الحنط والكفـن
خذ القناعة من دنياك وارض بهـا
لولم يكـن لـك إلا راحـة البـدن
يازارع الخير تحصد بعـده ثمـرا
يازارع الشر موقوف على الوهـن
يانفس كفي عن العصيان واكتسبي
فعلا جميـلا لعـل الله يرحمنـي
يانفس ويحك توبي واعملي حسنـا
عسى تجازين بعد الموت بالحسـن
ثم الصلاة على المختـار سيدنـا
ما وضأ البرق في شام وفي يمـن
والحمـد لله ممسينـا ومصبحنـا
بالخير والعفو والإحسـان والمنـن
اتمنى اننا قرأناها باحساس كاتبها زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه وارضاه...