ما الدليل على نبوة النبي محمد (ص):
لا يمكن الوثوق بنبوة أي نبي ما لم يؤيده ثلاثة أمور:
1 - المعجزة، وذلك بأن يأتي بعمل خارق لا يمكن للبشر القيام به إلا إذا كانوا مؤيدين من الله عز وجل.
2 - إخبار الأنبياء السابقين بخروجه فضلاً عن اسمه وصفاته.
3 - الشواهد والقراءة العامة من سيرة حياته وسيرة اصحابه والدين الذي جاء به والتعاليم التي يأمر الناس بها.
وهذه الأمور الثلاثة تحققت في النبي محمد (ص)، وبيان ذلك:
معجزة النبي (ص):
لرسول الله محمد بن عبد الله (ص) معجزات كثيرة أعظمها القران الكريم الذي هو المعجزة الخالدة، وهو كتاب خارق لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله مهما بلغوا من العلم والفصاحة والبلاغة، وقد تحدى النبي بلغاء العرب أن يأتوا بسورة واحدة من مثله، ولكنهم فشلوا معلنين قصورهم وعجزهم عن ذلك، بل تحدى الإنس والجن ليأتوا بمثله فقال تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً".
ويكمن السر في إعجازه بعدة أمور، أبرزها:
1 - الدرجة العالية من الفصاحة والبلاغة التي يتمتع بها بحيث عجز عن محاكاتها كبار فصحاء العرب.
2 - الإخبار بالأمور الغيبية، كقصص الماضين، وهي كثيرة في القران، وفيها تفاصيل لا يعرفها أهل الكتاب أنفسهم، وكأنباء الاتين، مثل قوله تعالى: "غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين".
3 - التشريع الكامل الذي يلبي احتياجات الناس في جميع شؤونهم، والذي يتماشى بعناصره الثابتة والمرنة مع كل الأمم والعصور.
4 - القدرة على بناء الإنسان، حيث استطاع القران الكريم في فترة قياسية أن يغيّر في عقلية الانسان الجاهلي وأخلاقه وعاداته وتقاليده وأن يصوغ الشخصية الاسلامية وفق إرادة اللّه سبحانه وتعالى.
إخبار الأنبياء السابقين عنه:
اخبر الأنبياء الذين سبقوا النبي محمد (ص) كان عيسى بن مريم (ع)، وقد نص القران الكريم على أنه بشَّر بقدوم النبي من بعده، قال تعالى: "وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد".
ومع أن تحريفات كثيرة أدخلت على الإنجيل، إلا أنه لا يزال يحتفظ ببعض الإشارات التي تبشر بقدوم النبي محمد (ص)، مثل: "ولكني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزِّي، ولكن إن ذهبت أرسله لكم، ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة".
والتبكيت هو التعنيف والتوبيخ، ولم يأتِ بعد عيسى نبي يقيم الحدود على الخطايا غير النبي محمد، فهو المقصود بكلمة المعزي المتكررة في الاناجيل.
أما إنجيل برنابا فقد صرح باسمه حين قال: "فلما انتصب ادم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها: لا اله الا الله محمد رسول الله. ففتح حينئذٍ ادم فاه وقال: أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني ولكن أضرع إليك أن تنبأني ما معنى هذه الكلمات: محمد رسول الله".
العلامات والقرائن:
إن سيرة رسول الله كانت سيرة الأنبياء السابقين من حيث:
1 - الورع والتقوى والزهد وعدم الاغترار بالدنيا ومباهجها ورفضه العروض السخية التي عرضها عليه مشركو مكة.
2 - الثقة المطلقة بالله والتضحية بكل شيء وتعريض نفسه الشريفة للخطر مراراً في سبيل إقامة دين الله.
3 - سيرة أهل بيته وخيرة أصحابه، حيث كانت تمتاز بالتفاني في سبيل الله والاقبال على الطاعات والعبادات وترك الدنيا بما فيها.
كل هذه القرائن لا يمكن أن تجتمع في من يدعي النبوة كذباً، وسيرة الأنبياء خير شاهد على ذلك.
ما الدليل على أنه خاتم الأنبياء؟
لقد نص القران الكريم على ذلك في قوله: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين".
وقال رسول الله (ص): "أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا سنَّة بعد سنَّتي فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار فاقتلوه، ومن اتبعه فإنه في النار".
وقال لعلي (ع) في غزوة تبوك: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".
الخلاصة:
إن محمد بن عبد الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ومعجزته الكبرى هي القران المجيد الذي تحدى الله به الإنس والجن فعجزوا عن أن يأتوا بمثله فصاحة وبلاغة وعلماً وتشريعاً