ان كل مفقود عساك أن تسترجعه الا الوقت ، فهو ان ضاع لم يتعلق بعودته أمل ، فمن هنا كان
الوقت أنفس ما يملكه الانسان وكان لا بد للعاقل أن يستقبل أيامه ولياليه وهو بها ضنين لا
يفرط في شئ منها ، كما قال الشاعر:
يسر المرء ما ذهب الليالي...... وكان ذهابهن له ذهاب
والوقت نعمة يجب أن تشكر بالانتفاع بها ولا تكفر بالتفريط فيها ، والمؤمن يشعر مع كل يوم
جديد كأن صوتا يناديه ويقول (أيها الانسان أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فاذا
مضيت لا أعود أبدا) . ويدعونا الرسول صلى الله عليه وسلم الى الاستفادة من الوقت ومن
الشباب ومن الغنى ومن الصحة ومن الحياة حيث يقول صلى الله عليه وسلم (اغتنم خمسا قبل
خمس ،شبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل
موتك) فلا يجوز لعاقل أن يضيع شيئا من ذلك . وحذار حذار من الدهر فانه متقلب يوم لك ويوم
عليك .