نجح النجم الهولندي الأسطوري رود خوليت في كتابة إسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الأوروبية كونه أحد أفراد الجيل الذهبي الثاني لهولندا بعد جيل السبعينيات.
ورغم أن خوليت الملقب بزهرة التيوليب السمراء مع منتخب الطواحين البرتقالية لم يحقق إنجازاً يذكر في كأس العالم ،لكنه نجح مع فان باستن ورايكارد وكومان في قيادة الفريق لتحقيق أخر ألقابه وهو لقب يورو 88.
إنجازات خوليت إمتدت أيضاً للأندية التي لعب بإسمها ،وكان أبرزها مع ميلان في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ،وقد وضعه موقع الإتحاد الدولي لكرة القدم ضمن أفضل لاعبي الوسط المهاجمين على مدار التاريخ.
مسيرة النجم الهولندي كمدرب لم ترتق لما حققه كلاعب رغم بدايته الواعدة مع تشيلسي عقب إعتزاله الكرة ورغم كثرة الفرص التي حصل عليها في مجال التدريب.
كووورة حرص على الإلتقاء بالنجم الكبير الذي يزور البحرين حاليا للمشاركة في بطولة مشاهير الجولف المحترفين العالميين الأولى كما شارك في المهرجان التدريبي لصغار لاعبي كرة القدم وكان هذا الحوار.
في البداية أين رود خوليت الآن ؟
أنا حالياً أعيش في أمستردام وأعمل في مجال التعليق والتحليل التليفزيوني.
وماذا عن التدريب ؟
توقفت مؤقتاً من أجل التفرغ للعمل التليفزيوني.
لكن بدايتك كمدرب كانت واعدة للغاية من خلال قيادة تشيلسي للفوز بكأس الإتحاد الإنجليزي فماذا حدث؟
في بعض الأحيان تحتاج إلى الكثير من الحظ كي تنجح في عملك ،ومن الممكن أن تكون البداية جيدة ويحدث التراجع بعد ذلك ،ولعل زميلي رايكارد أكبر دليل على ذلك فقد بدأ بداية أكثر من رائعة مع برشلونة وحقق معه إنجازات طيبة لكنه لم يحقق أية نجاحات بعد ذلك.
في بداية مشوارك التدريبي عملت في تشيلسي كمدرب ولاعب في نفس الوقت ..فكيف كانت هذه التجربة؟
كانت تجربة صعبة للغاية لذلك لم تستمر كثيراً وإتخذت قراراً سريعاً بالإعتزال كي أتفرغ لمهمة تدريب الفريق.
الأيرلندي جورج بست نجم مانشستر يونايتد سبق وأن وصفك بأنك أفضل من النجم الأرجنتيني ماردونا ..فما تعليقك؟
لا أعتقد ذلك فأنا لست أفضل من مارادونا ..مارادونا هو أفضل لاعب رأيته في حياتي ..حتى أن المقارنة بين مارادونا وميسي ليست منصفة .. فمارادونا كان لاعب وسط متميز لديه الكثير من مهارات القيادة داخل الملعب وخارجه وله كاريزما خاصة ، في حين أن ميسي لاعب مهاري فقط.
ننتقل للحديث عن كأس أمم أوروبا التي ستنطلق بعد أقل من شهرين .. ماهي توقعاتك لها؟
في الحقيقة أتوقعها بطولة صعبة للغاية على كل الفرق لأنها تأتي في نهاية موسم صعب في عدد كبير من الدوريات الأوروبية التي شهدت منافسات ساخنة ..ولكني أتمنى أن يقدم لنا اللاعبون بطولة جيدة وأن تكون مليئة بالأهداف.
وماذا عن فرصة هولندا في الفوز باللقب خاصة وأنها كانت خسرت اللقب الاخير بصعوبة أمام إسبانيا؟
هولندا وقعت في مجموعة صعبة للغاية مع الدنمارك والبرتغال إضافة إلى ألمانيا والجميع يعرف مدى حساسية لقاءات هولندا وألمانيا ،وبالطبع فإني أتمنى أن تحصد هولندا اللقب خاصة وأن لدينا مجموعة من النجوم قادرون على تحقيق ذلك لكن المهمة ستكون صعبة للغاية.
في رأيك ..ما هو سر غياب الألقاب عن المنتخب الهولندي منذ أخر بطولة حققتموها رغم كثرة النجوم بالفريق؟
التوقعات عادة ما تأتي عالية لمصلحة المنتخب الهولندي قبل أي بطولة لكن التوفيق يقف حائلاً دون وصولهم للهدف ،وهي توقعات كبيرة بالنسبة لنا كبلد صغير..وأنا في الحقيقة سعيد للغاية بأن يضع الجميع المنتخب الهولندي في مقدمة التوقعات وأن الجميع يعتقد أننا نستحق المزيد .. نحن أيضاً نريد المزيد ولكننا فخورون بما لدينا وبنجومنا المنتشرين في كافة أكبر الأندية الأوروبية.
بالحديث عن الاندية الأوروبية..دوري أبطال أوروبا دخل مراحل الحسم فما هي توقعاتك؟
أعتقد أن فرصة ريال مدريد لن تكون سهلة أمام بارين ميونيخ في الدور قبل النهائي للبطولة..وفي نفس الوقت فإنني أتمني أن يثأر تشيلسي من برشلونة "مازحاً " فأنا مشجع وعاشق لتشيلسي ..صحيح إنني أحب طريقة لعب برشلونة ومعجب بهم كثيراً لكنني أدعم تشيلسي.
لكن هل تعتقد أن زميلك دي ماتيو قادر على تحقيق ذلك ..وهل من الممكن إستمراره لموسم أخر في قيادة تدريب تشيلسي؟
ماتيو يقوم بعمل جيد للغاية مع الفريق حتى الآن ويحقق نجاحات متتالية ولا يوجد سبب واحد لإقالته.
سبق وأن حققت أفضل إنجازاتك مع ميلان الإيطالي ..ماذا تتوقع لمسيرته هذا الموسم؟
ميلان يسير بشكل جيد ونجحوا في الفوز بلقب الدوري العام الماضي على شكل لم يكن متوقعاً،ولكن المنافسة صعبة جداً هذا الموسم في ظل العودة القوية لليوفنتوس.
نجحت الكرة الإيطالية في التسعينيات أن تجذب الأنظار بشدة ،ولكن هذا تراجع بعد ذلك ..فما السبب برأيك؟
الأسباب عديدة أهمها هجرة النجوم وتفضيلهم اللعب في إسبانيا وإنجلترا وألمانيا على اللعب في إيطاليا،كذلك هناك مشكلة كبيرة أخرى وهي ضعف البنية الأساسية للملاعب الإيطالية التي كانت سبباً مهماً وراء عزوف الجماهير عن حضور المباريات ..وإذا كانوا يحتاجون لعودة الجماهير لمشاهدة مبارياتهم فيجب تطوير إستاداتهم.
ننتقل لموضوع أخر مهم وهو ملف إستضافة هولندا لمونديال 2018 والذي كنت ترأسه بنفسك .. ما سبب فشل الحملة وفوز روسيا بالتنظيم؟
ببساطة ..نحن لم نكن الأفضل ..كنت أتمنى الفوز وبالطبع أنا لست سعيداً ،ولكننا قمنا بمجهود جبار كبلد صغير من أجل الفوز بالإستضافة ونحن سعداء بما حققناه، ولايسعني إلا أن أتمنى التوفيق لروسيا في الإستضافة.
وماذا عن إستضافة قطر لمونديال 2022؟
شئ رائع بالنسبة للشرق الأوسط بصفة عامة وقطر بصفة خاصة ..وإن كنت شخصياً سعيد بأنني لم ألعب في الأجواء الحارة التي تنتظر اللاعبون هناك " مازحاً " ولن تكون حارة فقط على اللاعبين بل أيضاً على الجماهير.
وماذا تعرف عن الكرة العربية؟
لا أعرف الكثير عنها ..فنحن في هولندا لا يصلنا أي شئ عن الكرة العربية.
وماهي نصيحتك لهؤلاء النجوم الصغار الذين قمت بتدريبهم خلال مهرجان اليوم؟
انصحهم بأن يستمتعوا باللعب .. أنه بدون موهبة سيكون من الصعب عليهم تحقيق أهدافهم ..والأمر لا يتوقف على إمتلاك الموهبة فقط بل يجب أن يقوموا ببذل مجهود كبير وإبداء الرغبة لما يريدون أن يكونو عليه.