بسم الله الرحمن الرحيم ..
إاليكم ..........
يا حملة القرآن .. ويا حراس العقيدة : فقد رحل رمضان ... رحل شهر الصيام ... رحل شهر القيام ... رحل شهر القرآن ..
رحلت لياليه العامرة ... رحلت أيامه الزاهرة ... كأنها لحظات عابرة ..
فارقتنا يا سيد الشهور ... وإنا لفراقك لمحزونون ..
دعِ البكاءَ على الأطلالِ والدَّارِ *** و اذكر لمن بانَ من خلٍّ و من جارِ
ذرِ الدموعَ نحيباً و ابكِ من أسفٍ *** على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ *** إلا لتمحيصِ آثامٍ و أوزارِ
يا لائمي في البُكا زدني به كَلفاً *** و اسمع غريبَ أحاديثٍ و أخبارِ
ما كان أحسنُنا و الشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي و منَّا القانتُ القارِي
أيها المؤمنون الأعزاء : من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله ؛ فإن الله باق لا يرحل .
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله ؛ فإن الله باق لا يرحل .
نعم : رحل رمضان .. فهل رحل الصيام ؟
رحل رمضان ..فهل رحل القيام ؟
رحل رمضان .. فهل رحل القرآن ؟
رحل رمضان .. فهل رحلت مناجاة الواحد الديان ؟
أيها المؤمنون الأوفياء : بعد رحيل رمضان أقف مع حضراتكم وقفتان متأنيتان أسميها ( وقفتان بعد رحيل رمضان )
الوقفة الأولى : رحل رمضان .. فهل رحل الصيام ؟
لقد رحل رمضان بصيام الفريضة ... ولكنه ترك لنا صيام التطوع ..
وأول صيام التطوع بعد رمضان ... صيام ستة أيام من شوال ...
ولكي نعرف فضل صيام الست من شوال ... أرتحل بكم إلى الحضرة المحمدية على صاحبها أزكى الصلوات الربانية .. لنوجه هذا السؤال إلى الذي لا ينطق عن الهوى ..يا رسول الله بأبي أنت وأمي : أخبرنا عن فضل صيام الست من شوال !
فتأتي الإجابة واضحة المعاني ... جلية المباني ... ليقول لنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله ) ...
يا الله !! صام الهر كله ؟ نعم أيها الأحبة ... من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله...
كيف ذلك ؟
ألم يعدنا مولانا جل جلاله في محكم تنزيله: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)؟
والصيام حسنة ...
بل صيام اليوم الواحد حسنة ... والحسنة بعشر ...
وعلى ضوء هذا الوعد الرباني ؛ فإن صيام يوم من رمضان يعدل صيام عشرة أيام .. ورمضان ثلاثون يوماً حتى وإن كان ناقصاً .. وصيام رمضان بثلاثمائة يوم .. وصيام يوم واحد من أيام شوال الست يعدل صيام عشرة أيام كذلك .. فصيام الستة بستين يوماً ..
والسنة القمرية الهجرية العربية : ثلاثمائة وستون يوماً ..
فإذا ما صمت رمضان والأيام الست من شوال .. فكأنك صمت ثلاثمائة وستين يوماً .. كأنك صمت السنة كلها ..
فإذا كنت على هذه الحال كل عام حتى تلقى الله .. أعطاك ثواب من صام العمر كله ... هذا وعد الله .. والله لا يخلف الميعاد ..
تقبل الله صيامنا وقيامنا .. وبارك لنا في ...
شهر عيد الفطر المبارك
وكل عام وأنتم بخير