رضيت ولم أكن من قبل راضيا
ماخطت الأقدار لا شك أتيا
فلا إن أدبرت أدبرت عن قدري
ولا إن أقبلت ذقت المآسيا
ولكنّ روح المرء قائلةٌ له
هاهي الحياة فاملأها أمانيا
فلا تبكي كالطفل على مامضى
ولا تشكي أمام الناس علانيا
ولا تختال كالطاؤوس تبخترا
ستبلى وأيّ من لا يمس باليا
وإن يسبيك لا يسبيك حسنها
فتصبح عبد جمالها المتناغيا
أفلا ترى كلّ عزيزٍ مجندلٍ
فيها وكلّ حقيرٍ هانيا
هي الدنيا تلوكنا كمّا الرحى
لتلفظنا عمّا قريب بواكيا
شكت علياء لي وهي قائلة
إني من الداء الشديد أعانيا
فوشوشتها علياء لولاك لما
رضيت ولم أكن من قبل راضيا
فلا تكوني أداة كسري فإني
ذقت الأسى وتجرعت الدواهيا
لو كان هذا الفقر إنسان لما
دقّ بابي إلاّ لينحني ليا