بسم الله الرحمن الرحيم
::
::
::
::
::
::
اليوم، تكلمت الحياة الينا
نحن الذين هنا، نحن الذين
وصلنا قبل قليل
خلفنا وراءنا خيط الذكريات مقطوعا
والنجوم، تلهث في الظهيرة الغائمة.
نحن الذين سرنا طيلة العمر
وتوقفنا كثيرا عند نخل الطفولة
تكلمت الحياة إلينا
أرتنا الجدار من جديد
والأبواب المقفلة
ولنا لاحت الشمس من جديد
وهب الهواء خفيفا،
ولنا لاحت الأوهام في الفضاء
غير إنا أسندنا، نحن الذين هنا،
رأسنا الى الحجر الملقى ونمنا
يدك التي مددتها
أعيدت بالإشارة
وطريقك الوهمي سلكته حافيا
رايتك البيضاء منكسة
وعصاك تلوح
تلويحة وداع من الدنيا.
هناك، استرحت
صرت زادا للضواري
لكن، حتى هذه الحياة التي تعاش هنا
ونحن نرى أطرافها
لم تعد لنا
هذه الذكريات المكرورة
وتلك الصيحات العالية
الندم المعلن والحسابات المكشوفة
نحن نسير من هنا
نضع القدم الأولى على الطريق
ونخطو
لهفتنا خفتت
وتلاشى البريق في عيوننا
منارات الطريق الكالحة
لم تعد تثير فيا إلا الزوغان
من هنا نسير
يقودنا حكم العادة
غير أنك، كما يبدو، نسيت
وسرت عابرا مفازات السنين
ناويا أن تروح أبعد
لكي تلقى، كما ظننت، من كان
جالسا يعد الحصى، بانتظارك.......!!!!!!!!!!!!!!
غدا، حينما تغبر الحياة
وتعود على الطريق المغلق، راجعا
ستلقاك الوجوه من جديد
وأنت، تنهمر، عصاك تلوح
وليلك الملموم بصره
منه تفوح الذكريات
تريدني من الكلام
تريد أن أقدم حافيا
يدي هنا مرفوعة
وظلي منحسر.
تريد أن أصيح
رافعا صوتي بالغناء
عن الضباب والرياح.
تريد أن أعرف اليقين
وأن أهجر الزمان
راكضا خلف هبة الرمال
لكي أصيدها.
تريدني ساعة
لكي أنام عندها
ناميا دربي الى الحياة
مفتاحي محطم وراحي
ممدودة الى الهباء
تقبلوآ تحيآتي